- لطالما كانت النقود المعدنية مرآة تعكس لنا تاريخ المدن والحضارات والممالك عبر العصور المختلفة، وفي فلسطين عرفت المدن الفلسطينية النقود المعدنية قبل 4000 سنة منذ وجود الكنعانيين مروراً بالعصور الرومانية والبيزنطية والإسلامية والعثمانية وصولاً إلى الانتداب البريطاني.
- وكانت النقود في بعض العصور تستخدم كقطع للزينة للنسوة الفلسطينيات ما جعل منها عادة من عادات التراث الفلسطيني.
- واختص علم (النميات) بدراسة النقود من حيث تاريخها ونوعها والأمم التي استخدمتها بما يفسر ملامحها وأبعادها الحضارية.
-
قسمت الفترات التي مرت بها النقود في فلسطين إلى أربع فترات، هي:
-
1- العهود القديمة حتى الفتح الإسلامي:
- - ظهرت أولى القطع النقدية في فلسطين بزمن الكنعانيين القدامى، وكانت نقودهم آنذاك تشبه القضبان والصفائح والحلقات.
- - ظهرت أولى النقود المسكوكة في فلسطين بعد غزوها من قبل الفرس في أواخر القرن السادس قبل الميلاد.
- - استمر استخدام النقود المعدنية في فلسطين لغاية عام 333 ق.م عندما احتلها الإسكندر المقدوني حيث سكت في عهده النقود بكميات كبيرة في المدن العربية.
- - بين أعوام 332 ق.م إلى 306 ق.م تم سك النقود المعدنية من الذهب والفضة والنحاس وتميزت هذه النقود بالجمال والدقة والإتقان.
- - استخدمت بعد ذلك في فلسطين مسكوكات البطالمة حتى عام 198ق.م حينما استولى "أنطي وخوس" الثالث على فلسطين وأدرج فيها مسكوكاته التي تميزت بجمالها ودقتها.
- - في العهد الروماني حصلت معظم المدن الفلسطينية على حق ضرب نقود تحمل اسمها، نذكر من تلك المدن: (صفورية، طبرية، قيسارية، نابلس، سبسطية، إيليا (القدس)، عسقلان، غزة، تل السمخ، عكا، اللد،.. وغيرها).
- - زين آنذاك وجه أغلب العملات رأس الإمبراطور الروماني مع اسمه وألقابه إما باللاتينية أ واليونانية، وفي الخلف منها كان يتم غالباً وضع اسم المدينة التي تنتمي إليها.
- - بعد ذلك استخدم الفلسطينيون النقود البيزنطية حتى الفتح الإسلامي لفلسطين.
-
2- من الفتح الإسلامي حتى نهاية الدولة العثمانية:
-
- بعد الفتح الإسلامي بقيت النقود الفلسطينية تأخذ الشكل البيزنطي إلى أن تولى الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان تعريب النقود وتبديلها فظهر الدينار العربي وظهر على الوجه الأول منه رسم الخليفة، ونقش في الإطار: (بسم الله - لا إله إلا الله وحده - محمد رسول الله)، وفي الخلف سارية فوق مصطبة من 4 درجات، وكان وزنه 4.4 غ وقياسه 1.5سم. - - عام 696م أدخل عبد الملك إصلاحات جذرية على المسكوكات فضرب الدنانير الذهبية والدراهم الفضية والفلوس النحاسية.
- - في العصر العباسي طرأت بعض التغييرات على أشكال النقود المعدنية، حيث تم تبديل الجزء من سورة الإخلاص المنقوش على الوجه الخلفي منها بعبارة: (محمد رسول الله).
- - في زمن الإخشيديين والطولونيين في فلسطين في القرن التاسع الميلادي استعملت المسكوكات الإخشيدية والطولونية التي ضربت في فلسطين، والتي اختلفت عن المسكوكات العباسية بوضع اسم الأمير الطولوني أوالإخشيدي عليها بدلاً من اسم الخليفة.
- - في عهد سيف الدولة الحمداني ضرب عام 335 ه درهماً نقش عليه اسم "فلسطين".
- - في عهد القرامطة بين عامي 360 - 367 هـ ضربوا في فلسطين الدنانير الذهبية والدراهم الفضية.
- - عندما استولى الفاطميون على الحكم في فلسطين، استعملوا عملاتهم التي أضافوا عليها (علي ولي الله) أو(علي صفوة الله) بعد عبارة محمد رسول الله.
- - بعد احتلال الفرنجة فلسطين ضربوا مسكوكات فضية ونحاسية على وجهها صليب ضمن دائرة وحولها اسم الملك الإفرنجي، وعلى ظهرها صورة كنيسة القيامة واسم القدس بالأحرف اللاتينية.
- - بعد أن انتصر صلاح الدين الأيوبي على الصليبيين وحرر القدس عام 583هـ، ضرب في دمشق ديناراً أيوبياً يشبه الدنانير العباسية يظهر عليه اسم الملك الأيوبي فقط دون اسم الخليفة العباسي.
- - في العهد العثماني استعملت في فلسطين النقود العثمانية لمدة 400عام.
- - خلال الحرب العالمية الأولى أصدرت الدولة العثمانية عملتها الورقية لكنها كانت غير قابلة للاستبدال.
- - بعد انهزام الجيش التركي في الحرب العالمية الأولى دخلت إلى فلسطين العملة المصرية.
-
3- فترة الانتداب البريطاني:
-
- عندما بدأ الانتداب البريطاني على فلسطين كان الفلسطينيون يستخدمون العملة المصرية والليرة الذهبية. - - عام 1924م قررت سلطات الانتداب البريطاني تأسيس نظام نقد خاص بفلسطين، الأمر الذي لاقى اعتراضاً عربياً لكن دون جدوى. وكانت النقود الفلسطينية التي أصدرها مجلس النقد الفلسطيني أثناء الانتداب البريطاني نوعين: (مسكوكات معدنية وأوراق نقدية).
- - استمرت النقود الفلسطينية تدور في فلك النقد الإسترليني حتى عام 1948م عندما صدر قرار بخروج فلسطين من منطقة الإسترليني، وقامت بريطانيا بفرض قيود قانون "الدفاع المالي الإنجليزي" على الأموال الفلسطينية الموجودة بإنجلترا، ومنعت خروجها منها.
-
4- فترة الاحتلال الصهيوني:
-
- بعد نكبة عام 1948م واحتلال الكيان الصهيوني للأراضي الفلسطينية انحل مجلس فلسطين للنقد، واستعمل في قطاع غزة الجنيه المصري بدلاً من الجنيه الفلسطيني، وفي باقي الأراضي المحتلة استمر التعامل بالجنيه الفلسطيني حتى عام 1952م. - - في الخمسينات أقام الكيان الصهيوني بنكاً مركزياً أصدر الليرة الصهيونية كبديل عن الجنيه الفلسطيني، وفرضت سلطات الكيان الصهيوني على الفلسطينيين في الأراضي المحتلة التعامل بالليرة الصهيونية والشيكل.
-
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.