اعلن هنا

مثال على صفات الإمام والشورى في الإسلام

مثال على صفات الإمام والشورى في الإسلام

  • * مقدمة :


  • السياسة علم وفن ، وقد يكون جانب الفن فيها أوفر ، حتى بالنسبة للسياسة الشرعية ، ولا يغني في ذلك أن يشترط في « أهل الإجتهاد » معرفة الواقع الذي تطبق عليه الأحكام إلى جانب حيازة درجة من درجات الإجتهاد في استخراج الأحكام واستخلاصها من أدلتها.
  • * طالبوا العلم :


  • فالشأن في هؤلاء الذين توفروا على العلم وتفرغوا لطلبه وأفنوا فيه أعمارهم أن يكونوا بطبيعة حياتهم وظروفهم بعيدين عن الإلتصاق بالواقع الإجتماعي ، وإن تحقق هذا لبعضهم كان ذلك استثناء أن يؤكد الأصل والقاعدة ، وجاز لهؤلاء أن يلجوا باب « أهل الحل والعقد » باعتبار ما تحقق لهم من قوة إجتماعية أو سياسية ، وتكفي المراجعة الفنية للأنظمة واللوائح والقرارات الهامة من قبل هيئة الفقهاء المجتهدين ، لكن تظل جماعة أهل الحل والعقد هي الأولى والأقوم بالوظيفة التشريعية بما لها من طابع سیاسی بحکم خبراتهم وكفايتهم السياسية ما كان من الأفعال أقرب إلى الصلاح ، وأبعد عن الفساد وإن لم يشرعه الرسول ولا نزل به وحي ، على ما قرره ابن عقيل ونقله عنه ابن القيم في ( أعلام الموقعين ) و ( الطرق الحكمية ) ...
  • * اشتراط العلماء لصفات الإمام :


  • لم يغفل الفقهاء أنفسهم أن يشترطوا في الإمام مثلاً :
  • 1_ الرأي المفضي إلى سياسة الرعية وتدبير المصالح على حد تعبير الماوردي ..
  • 2_ ورد أيضاً الشجاعة والنجدة المؤدية إلى حماية البيضة وجهاد العدو ، ويتطلب الشجاعة الأدبية والقدرة على المبادرة باتخاذ القرارات المصيرية الخطيرة دون تردد أو توان عند الإقتضاء ..
  • 3_ كذلك اشترط الفقهاء في أهل الحل والعقد الرأي والحكمة المؤديين إلى اختيار من هو للإمامة أصلح وتدبير المصالح أقوم ..
  • 4_ الجرأة على إقامة الحدود واقتحام الحروب والصبر بها وكفالة حمل الناس عليها ، والمعرفة بالعصبية ( أي بالقوى الإجتماعية وفعلها ) وأحوال الدهاء والقوة على معاناة السياسة ، وإقامة الأحكام وتدبير المصالح ..
  • * الشورى في الإسلام واستشارة الرسول لأصحابه :


  • لقد استشار رسول الله صلى الله عليه وسلم في مواجهة قريش حربيآ يوم بدر ، بعد أن أفلتت العير وخرجت قريش لحمايتها ، وهذه شورى في قرار سياسي وليست في أمر فني من أمور الحرب کمنزل الجيش ، وكان من المشيرين المقداد بن عمرو وسعد بن معاذ ..
  • _ واستشار الرسول صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب بمصالحة الأحزاب على ثلث ثمار المدينة فأبي السعدان : سعد بن معاذ وسعد بن عبادة ..
  • _ واستشار صلى الله عليه وسلم في القتال يوم الحديبية ، وخطب صلوات الله وسلامه عليه في حادث الإفك فقال : " اشيروا علي معشر المسلمين في قوم ابنوا اهلي ورموهم " ..
  • * استشارة عمر بن الخطاب للمسلمين :


  • إن عمر بن الخطاب استشار المسلمين في تدوين الديوان ، فقال علي بن أبي طالب :
  • " تقسم مااجتمع إليك من مال ولاتمسك منه شيئاً .."
  • _ وقال عثمان :
  • " أری مالآ كثيراً يسع وإن لم يحصوا حتى يعرف من أخذ ممن لم يأخذ حسبت أن ينتشر الأمر "..
  • _ فقال الوليد بن هشام بن المغيرة :
  • " قد جئت الشام فرأيت ظلوكها قد دونوا دیوانآ وجندوا جندآ ، فدون دیوانآ وجند جندآ " فأخذ بقوله .. 
  • * خاتمة المقال :

  • إن السياسة الشرعية مجال فسيح يحتاج للنظر البعيد والأفق الواسع ، ولا يشترط أن يضطلع بأعباء السياسة فقهاء ولكن يشترط أن تسير السياسة الشرعية على مبادىء الشريعة العامة وقواعدها الكلية ، وأن تحقق مقاصدها ، وأن لاتصطدم بشیء من أحكامها الجزئية ، ويضطلع المجتهدون بالجانب الفني وفقاً للسياسة التي يتعاون على تخطيطها الإمام وأهل الحل والعقد ، ويتولى الوظيفة التشريعية بطابعها السياسي جماعة أهل الحل والعقد ..
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.