- - يقبل رمضان الخير وتقبل معه شعائره التي تميِّزه عن باقي اشهر السنة، لذا كان من الدين ثم العادة ان نعير هذا الشهر كل الاهتمام، وغن من شعائر رمضان القيام للسحور .
- - والسُّحور هو الوقت الذي سنَّه الشارع لنا كمسلمين ، للاستعداد لصيام النهار ، وهو وقت آخر الليل وسمِّي سحورا لأنه وقت السحر.
- - والسَّحور بالفتح لا بالضم :هو الطعام الذي يتناوله المسلم وقت السُّحور استعدادا للصيام.
- - وفي السحور إحياءٌ لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ونهجه في حياتنا ، ويكفينا ذلك من عظيم أجر الاتباع له .
- - جاءت النصوص الشرعية مدللة على ذلك ننقل لكم البعض منها:
-
- الغذاء المبارك:
- - عَنْ أَبِي رُهْمٍ السَّمَعِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ، يَقُولُ: دَعَانَا رَسُولُ اللَّهِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ إِلَى السَّحُورِ فَقَالَ: «الْغِذَاءُ الْمُبَارَكُ»
- - وصف الرسول صلى الله عليه وسلم ،وجبة السحور بأنها الغذاء الذي يبارك الله فيه ، والبركة لا تكون بكثرة الطعام ، بل بأثر هذا الطعام على صحة البدن وعافيته ،ومهما كان قليلا فأثره واحد وهو حصول العافية .
-
- السحور بركة:
- - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " دَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْبَرَكَةِ فِي السَّحُورِ وَالثَّرِيدِ "
- - عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السُّحُورِ بَرَكَةً "
- - انشغل الكثير من الناس اليوم بإعداد أفضل الطعام لمناسبته للسحور، متكئين على فائدة هذه الأطعمة لما ينقص من جسد الصائم من مياه أو معادن وفيتامينات أثناء الصيام ، إلا أن الرسول صلى الله عليه وسلم ، أخبرنا في الحديث أن في السحور بركة ، وهذا إشارة لأن مهما كان كان نوع الطعام ففيه البركة إن شاء الله.
- - وعَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَتَسَحَّرُ، فَقَالَ: " إِنَّ السَّحُورَ بَرَكَةٌ أَعْطَاكُمُوهَا اللهُ فَلَا تَدَعُوهَا "
-
- الله وملائكته يصلون على المتسحرين :
- - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " السَّحُورُ أَكْلُهُ بَرَكَةٌ، فَلَا تَدَعُوهُ، وَلَوْ أَنْ يَجْرَعَ أَحَدُكُمْ جُرْعَةً مِنْ مَاءٍ، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الْمُتَسَحِّرِينَ "
- - وفي الحديث أن الله سبحانه وتعالى يثني ويبارك للمتسحرين ، والنبي صلى الله عليه وسلم والملائكة يدعون له.
-
- تأخير السحور :
- - عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا تَزَالُ أُمَّتِي بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْإِفْطَارَ، وَأَخَّرُوا السُّحُورَ "
- - مدح الرسول صلى الله عليه وسلم مُأخري السحور معجلي الإفطار وليس ذلك إلا لخير المسلم ، لذا كان من المستحب عدم تقديم السحور كما يفعل بعض الناس اليوم ،وهو أن يتسحروا أول الليل وينامون بقية الليل إلى وقت الفجر.
-
- الفرق بين صيامنا وصيام أهل الكتاب:
- - إن لأهل الكتاب يهوداً ونصارى ، من شعائر دينهم الصيام ، وصيامهم يتفق مع صيامنا ف بعض الأمور ويختلف مع أخرى ، ومنها ما هو متعلق بالسحور،وقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، أن السحور يفصل بين صيامنا وصيامهم .
- - عَنْ أَبِي قَيْسٍ، مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: كَانَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ يَأْمُرُنَا أَنْ نَصْنَعَ لَهُ الطَّعَامَ يَتَسَحَّرُ بِهِ، فَلَا يُصِيبُ مِنْهُ كَثِيرًا، فَقُلْنَا لَهُ: تَأْمُرُنَا بِهِ وَلَا تُصِيبُ مِنْهُ كَثِيرًا؟ قَالَ: إِنِّي لَا آمُرُكُمْ بِهِ أَنِّي أَشْتَهِيهِ، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «فَصْلُ مَا بَيْنَ صِيَامِنَا وَصِيَامِ أَهْلِ الْكِتَابِ أَكْلَةُ السَّحَرِ»
-
- قال النووي رحمه الله :
- - " أَجْمَعَ الْعُلَمَاءُ عَلَى اسْتِحْبَابِهِ وَأَنَّهُ لَيْسَ بِوَاجِبٍ ، وَأَمَّا الْبَرَكَةُ الَّتِي فِيهِ فَظَاهِرَةٌ ؛ لِأَنَّهُ يُقَوِّي عَلَى الصِّيَامِ وَيُنَشِّطُ لَهُ وَتَحْصُلُ بِسَبَبِهِ الرَّغْبَةُ فِي الِازْدِيَادِ مِنَ الصِّيَامِ لِخِفَّةِ الْمَشَقَّةِ فِيهِ عَلَى الْمُتَسَحِّرِ . فَهَذَا هُوَ الصَّوَابُ الْمُعْتَمَدُ فِي مَعْنَاهُ " انتهى من " شرح النووي على مسلم " (7/ 206) .
- - وقال المناوي رحمه الله في قوله صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الْمُتَسَحِّرِينَ) : " أي : الذين يتناولون السحور بقصد التقوي به على الصوم ؛ لما فيه من كسر شهوة البطن والفرج الموجبة لتصفية القلب وغلبة الروحانية على الجسمانية الموجبة للقرب من جانب الرب تعالى ، فلذلك كان السحور متأكد الندب جدا " .
-
- وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
- - " الْبَرَكَةَ فِي السُّحُورِ تَحْصُلُ بِجِهَاتٍ مُتَعَدِّدَةٍ ، وَهِيَ : اتِّبَاعُ السُّنَّةِ ، وَمُخَالَفَةُ أَهْلِ الْكِتَابِ ، وَالتَّقَوِّي بِهِ عَلَى الْعِبَادَةِ ، وَالزِّيَادَةُ فِي النَّشَاطِ ، وَمُدَافَعَةُ سُوءِ الْخُلُقِ الَّذِي يُثِيرُهُ الْجُوعُ ، وَالتَّسَبُّبُ بِالصَّدَقَةِ عَلَى مَنْ يَسْأَلُ إِذْ ذَاكَ ، أَوْ يَجْتَمِعُ مَعَهُ عَلَى الْأَكْلِ ، وَالتَّسَبُّبُ لِلذِّكْرِ وَالدُّعَاءِ وَقْتَ مَظِنَّةِ الْإِجَابَةِ ، وَتَدَارُكُ نِيَّةِ الصَّوْمِ لِمَنْ أَغْفَلَهَا قَبْلَ أَنْ يَنَامَ " .
-
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.