- إن الله تبارك وتعالى حكيم لا يخلق ولا يشرع ولا يأمر بشيء إلا لحكم عظيمة علمها من علم وجهلها من جهل، وقد شرع الله سبحانه وتعالى فريضة الصيام، لحكم ومقاصد عظيمة منها:
-
- القصد إلى تحقيق مقام التّقوى
-
فالتقوى غاية ومقصد عظيم من مقاصد الصيام، هي أن يستشعر العبد عظمة الله تبارك وتعالى ومراقبته لنا في كل أحوالنا، حركاتنا وسكناتنا، في خلواتنا وبين الناس، وقد أبان الله تبارك وتعالى في كتابه العظيم هذه الحكمة وهذا المقصد في كتابه الكريم فقال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) - فالصيام من أكبر أسباب التقوى؛ لأن فيه امتثال أمر الله واجتناب نهيه، فالصائم يترك ما حرم الله عليه من الأكل والشرب والجماع وغير ذلك مما تميل إليها نفسه، متقربًا بذلك إلى الله، راجيًا بتركها، ثوابه، فهذا من التقوى، فالتقوى هي التي تحرس هذه القلوب من إفساد الصوم بالمعصية، ولو تلك التي تهجس في البال، والمخاطبون بهذا القرآن يعلمون مقام التقوى عند الله، ووزنها في ميزانه.
-
- تزكية النفس وإبعادها عن الشهوات
-
من مقاصد الصيام تزكية النفس وتهذيبها، فالجوع يكسر الشهوة ويكبح جماحها. - وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم وأرشد الذي لم يستطع الزواج على الصوم
- عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
- فالصوم يسكن النفس الأمارة بالسوء، ويهذبها فالإنسان عندما يكون صائمًا يكون في بعدٍ من تأثير الشيطان عليه بسبب أن الصوم يضيق على الشيطان مجاري الدم فيه فيضعف تأثيره عليه، ويكون الصيام وقاية للعبد من النار؛
- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((الصِّيَامُ جُنَّةٌ، فَلاَ يَرْفثْ وَلاَ يَجْهَلْ، وَإِنِ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أَوْ شَاتَمَهُ، فَلْيَقُلْ إِنِّي صَائمٌ - مَرَّتَيْنِ - وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ - تَعَالَى - مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، يَتْرُكُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي، الصِّيَامُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا)
-
- تذكر المساكين والمحتاجين
-
من مقاصد وحكم هذه العبادة الجليلة أن العبد يحس بالجوع والتعب؛ ليتذكر حال إخوانه الفقراء والمحتاجين الذين يقاسون ويعانون مرارة الجوع والحرمان. - «وسئل بعض السلف: لم شرع الصيام؟ قال: ليذوق الغني طعم الجوع فلا ينسى الجائع»
- فإذا أحس بالجوع عرف ما يعاني الفقراء والمساكين فعطف عليهم وواساهم وأحسن إليهم.
- قال ابن الهمام رحمه الله: «كونه -أي: الصيام- موجبًا للرحمة والعطف على المساكين فإنه لما ذاق ألم الجوع في بعض الأوقات ذكر من هذا في عموم الأوقات فتسارع إليه الرقة عليه».
-
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.