معنى حديث إن لله تسعة وتسعين اسما

معنى حديث إن لله تسعة وتسعين اسما

  • - قال رسول الله ﷺ:( إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلا وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ) .
  • - أسماء الله الحسنى كما جاء في الحديث الشريف تسعة وتسعين اسماً ، من قام بإحصائها دخل الجنة
  • - ومعنى كلمة أحصاها ،اختار العلماء لها معاني متعددة ومنها قال البخاري :معناه حفظها ؛ وقال الخطابي: يحتمل وجوهاً :
  • - أحدها:
  • - أن يعدها حتى يستوفيها ، أي يذكر الله بها جميعها ، ويثني عليه بها ، فيستوجب الموعود عليها من الثواب.
  • - وثانيها :
  • - المراد بالإحصاء الإطاقة ، والمعنى : من تحمل القيام بحق هذه الأسماء والعمل بما تقتضيه ،أن يفهم معانيها ويلزم نفسه بأن يعمل بواجبها وحقها على أكمل وجه ،فإذا قال الرزاق وثق بالرزق الذي سيرزقه الله ، و إذا قال التواب وثق بتوبة الله عليه ومغفرته له، وهكذا.
  • - ثالثها :
  • - المراد بها الإحاطة بجميع معانيها ، وقيل أحصاها عمل بها ، فإذا قال الحكيم ، سلم لجميع أوامره وأقداره ، وأنها جميعها على مقتضى الحكمة ، وإذا قال القدوس ، استحضر كونه مقدسا منزها عن جميع النقائض .
  • - والذي يظهر لنا ،  أن معنى حفظها وأحصاها هو معرفتها والقيام بعبوديتها ، كما أن القرآن لا ينفع حفظ ألفاظه من لا يعمل به ، بل وأنه ورد عن أؤلئك أنهم من الذين يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم .
  • - وهذا الحديث من أحاديث الترغيب ، التي كما تحدثنا سابقاً وكما دلَّت عليها معانيها سبب من أسباب ترغيب المؤمن بأداء الطاعة ، التي تكون سبباً في دخوله الجنة ، وطريقاً لمعرفة الله أكثر فأكثر من خلال تدبر أسمائه وصفاته .
  • - وقد يتسائل البعض :هل أسماء الله محصورة بهذا العدد؟
  • - أجاب العلماء عن هذه المسألة :
  • - فذهب جمهور العلماء إلى أنها اكثر من ذلك ، وقد استدلوا بأدلة متعددة ، منها:
  • - الرأي الأول:
  • -  ونقل النووي اتفاق العلماء عليه، وقال: ليس في الحديث حصر أسماء الله تعالى, وليس معناه أنه ليس له اسم غير هذه التسعة والتسعين، وإنما مقصود الحديث: أن هذه الأسماء من أحصاها دخل الجنة، فالمراد الإخبار عن دخول الجنة بإحصائها، لا الإخبار بحصر الأسماء.
  • - وقال أبو سليمان  الخطابي: إنما هو بمنزلة قولك إن لزيد ألف درهم أعدها للصدقة، وكقولك: إن لعمرو مائة ثوب من زاره خلعها عليه، وهذا لا يدل على أنه ليس عنده من الدراهم أكثر من ألف درهم، ولا من الثياب أكثر من مائة ثوب، وإنما دلالته أن الذي أعده زيد من الدراهم للصدقة ألف درهم، وأن الذي أرصده عمرو من الثياب للخلع مائة, والذي يدل على صحة هذا التأويل حديث عبد الله بن مسعود وقد ذكره محمد بن إسحاق بن خزيمة في المأثور:
  • - أن النبي ﷺ كان يدعو: ((اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل فيّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك, أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك.. إلخ))  . فهذا يدلك على أن لله أسماء لم ينزلها في كتابه، حجبها عن خلقه، ولم يظهرها لهم .
  • - وقال شيخ الإسلام في كتابه (مجموع الفتاوى)  بعد ان نقل  كلام الخطابي: وأيضاً فقوله: ((إن لله تسعة وتسعون)) تقيده بهذا العدد، بمنزلة قوله تعالى: تِسْعَةَ عَشَرَ فلما استقلوهم قال: وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلا هُوَ وَمَا هِيَ إِلا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ [ المدثر: 31]. فأن لا يعلم أسماءه إلا هو .
  • - وقال في كتابه (درء تعارض العقل والنقل)  والصواب الذي عليه الجمهور أن قول النبي ﷺ: ((إن لله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة))  معناه: أن من أحصى التسعة والتسعين من أسمائه دخل الجنة، ليس مراده أنه ليس له إلا تسعة وتسعون اسماً، ثم ذكر حديث عبد الله بن مسعود السابق  .
  • - وقال: وثبت في الصحيح أن النبيﷺ كان يقول في سجوده: ((اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك, وبمعافاتك من عقوبتك, وبك منك لا أحصي ثناء عليك, أنت كما أثنيت على نفسك))  .
  • - فأخبر ﷺ أنه جلّ جلاله لا يحصى ثناء عليه، ولو أحصى جميع أسمائه لأحصى صفاته كلها، فكان يحصى الثناء عليه لأن صفاته إنما يعبر عنها بأسمائه.
  • - الرأي الثاني:
  • - وخالف ابن حزم ههنا، فذهب إلى الحصر في العدد المذكور, 
  • - الرد عليه:
  • - رد عليه الحافظ ابن حجر في الفتح فقال: وابن حزم ممن ذهب إلى الحصر في العدد المذكور، وهو لا يقول بالمفهوم أصلاً، ولكنه احتج بالتأكيد في قوله صلى الله عليه وسلم: ((مائة إلا واحداً)) قال: لأنه لو جاز أن يكون له اسم زائد على العدد المذكور، لزم أن يكون له مائة، فيبطل قوله: ((مائة إلا واحداً)).
  • -  وهذا الذي قاله ليس بحجة على ما تقدم، لأن الحصر المذكور عندهم باعتبار الوعد الحاصل لمن أحصاها، فمن ادعى أن الوعد وقع لمن أحصى زائداً على ذلك أخطأ، ولا يلزم من ذلك أن لا يكون هناك اسم زائد .
  • - ومما رجَّحه العلماء وأوقفوا فيه الخلاف قولهم :
  • - والذي  نراه أن تفويض علمه لله أقرب إلى الصواب، لأن الله لم يطلعنا على حكمة ذلك، فهو كأعداد الصلوات، والله تعالى أعلم.  
  • - قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: أسماء الله ليست محصورة بعدد معين، والدليل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم في حديث ابن مسعود الحديث الصحيح المشهور: ((اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك – إلى أن قال: أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك))  ، وما أستأثر الله به في علم الغيب لا يمكن أن يُعلَم به، وما ليس بمعلوم فليس بمحصور وأما قوله ﷺ: ((إن لله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة))  ، فليس معناه أنه ليس له إلا هذه الأسماء، لكن معناه أن مَن أحصى من أسمائه هذه التسعة والتسعين فإنه يدخل الجنة، فقوله: ((من أحصاها)) تكميل للجملة الأولى، وليست استئنافية منفصلة، ونظير هذا قول القائل: عندي مئة فرس أعددتها للجهاد في سبيل الله، فليس معناه أنه ليس عنده إلا هذه المئة بل معناه أن هذه المئة مُعدَّة لهذا الشيء .
  • - والذي نؤكد عليه دائماً، أن امور الغيب التي من المهم أن نعرفها لم يكن الله ليغفل عن أن يطلعنا عليها ، لذا ليس من الصواب أن يُكثر المسلم من البحث الذي قد لا يزيد من إيمانه أو ينقص ، ولربما لو ترك الكثير من الأمور لأهل الاختصاص ،لكفاه.
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.