مقدمة في سلسلة أسماء الله الحسنى

مقدمة في سلسلة أسماء الله الحسنى

  • - مصدر أسماء الله ،أركان الإيمان بها ، تقسيمها ، الإلحاد فيها.
  • - بسم الله الرحمن الرحيم
  • - إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يضل الله فلا هادي له، ومن يهد فلا مضل له، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وعلى آله ، وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين أما بعد:
  • - فإن الله خلق الايمان وزينه في صدورنا بأحسن الصور وإننا لنبتغي الوصول لجنته سبحانه وتعالى برحمته التي نبلغها بإيماننا به، وإن من أعظم أسباب الايمان معرفة الله وصفاته العلى، وإننا إن شاء الله ماضون في سلسلة شرح أسماء الله الحسنى من مصادرنا المعتبرة، جاهدين الوصول إلى قلوبكم الغضة علَّ الله سبحانه وتعالى يلين قلوبنا للقائه وتغشانا رحماته.
  • - أسماء الله سبحانه وتعالى توقيفية : أي لا مجال للعقل فيها وعلى هذا فيجب الوقوف فيها على ما جاء به الكتاب والسنة فلا نزيد عليها ولا ننقص؛ ذلك أن عقولنا لا يمكنها استيعاب ما يستحقه الله تعالى ،والله سبحانه وتعالى يقول: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا}(الإسراء:36).
  • - وإننا هنا لا نُحرِّم السؤال لكن هناك من الأسئلة ما لم يرد فيها الخبر ،وإن ما لم يرد فيها خبرا من الله عزوجل لابد وأنه لا داعي لمعرفته والسؤال عن كيفيته ،أو تشبيهه أو تمثيله؛ فالله سبحانه وتعالى نعلم يقيناً أنه لا يعجزه شيء فمهما كانت الكيفية هي ترجع إليه ،ومهما عَظُم الأمر في أعيينا يكون بالنسبة لخالق هذا الكون أمر سهل يسير أليس هو القائل عن نفسه :إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ (82)!
  • - ثم إن تشبيه الله تعالى وتمثيل هيئته لا يكون مباحاً ولا بأي حال لأنه يقلل من احترامنا وخضوعنا لذات الله تعالى حاشاه سبحانه.
  • أركان الإيمان بأسماء الله الحسنى :
  • 1-الإيمان بالاسم.
  • 2-الإيمان بما دل عليه الاسم من المعنى .
  • 3-الإيمان بما يتعلق به من الآثار.
  • - ومعنى حصيل ذلك أن نؤمن بالاسم كما جاءنا ،من دون تبديل لهيئته ،والإيمان يقتضي معرفتنا لمعناه والعمل بما يترتب على علمنا بهذا الاسم.
  • - أقسام ما يوصف به الله تعالى باعتبارات مختلفة:
  • - يتسائل البعض هل يمكن أن أصف الله بما أراه جميلا وحسناً ،كالألفاظ الدارجة على ألسنتنا اليوم ولمنسمع أن أحداً استخدمها في سبيل ذلك قبلنا ،مثل أن يقول المرء  ألفاظا عامية ( أنا بحب الله، الله حنون،الله براعينا…)إلى غيرها من الألفاظ الدارجة على لساننا العامي.
  • - القسم الأول: باعتبار الثبوت وعدمه :
  • أ . صفات ثبوتية (ثابتة): وهي التي أثبتها الله لنفسه ، أو أثبتها له رسوله صلى الله عليه وسلم ،لا تنفك عن ذات الله سبحانه وتعالى ، كالحياة والعلم والوجه والنزول والاستواء وغيرها من الصفات ، وكلها صفات مدح وكمال ، وهي أكثر الصفات التي نص عليها القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ، وهذا النوع يجب إثباتها له سبحانه وتعالى كما أثبتها لنفسه دون أي تغيير.
  • ب . صفات سلبية : وهي التي نفاها الله عن نفسه ، أو نفاها عنه رسوله صلى الله عليه وسلم ، كالموت ، والنوم ، والظلم ،والنسيان والغفلة ، فجميعها صفات نقص ، والواجب علينا في هذا النوع نفي النقص مع إثبات كمال الضد -أي أن نثبت ضد صفة النقص صفة كمال- مثلاً : قوله تعالى ‏:‏ ( ‏وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ) ‏الكهف ‏: 49‏ ، فيجب الإيمان بانتفاء الظلم عن الله وثبوت ضده وهو العدل الذي لا ظلم فيه‏ .
  • - القسم الثاني: باعتبار تعلقها بذات الله وأفعاله، وهو ثلاثة أنواع :
  • أ - صفات ذاتية : وهـي التي لم يزل ولا يزال الله متصفاً بها ، فهي لا تنفك عنه سبحانه وتعالى ، كالعلم ، والقدرة ، والحياة ، والسمع ، والبصر ، والوجه ، واليدين ونحو ذلك ، ويسمى هذا النوع ( الصفات اللازمة لأنها ملازمة للذات لا تنفك عنها ) .
  • ب - صفات فعلية : وهي التي تتعلق بمشيئة الله ، إن شاء فعلها ، وإن شاء لم يفعلها ، وتتجدد حسب المشيئة ، كالاستواء على العرش ، والنزول إلى السماء الدنيا ، والغضب ، والفرح ، والضحك ، وتسمى (الصفات الاختيارية) .
  • - قال الشيخ عبد العزيز الراجحي حفظه الله : " وضابطها – أي : الصفات الفعلية - أنها تقيد بالمشيئة ، تقول : يرحم إذا شاء ، ويغضب إذا شاء ، ويكتب إذا شاء ، بخلاف الصفات الذاتية ، فلا تقول : يقدر إذا شاء ، ويعلم إذا شاء ، بل هو سبحانه عليم وقدير في جميع الأحوال " انتهى من " شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري " ،وإنها قد جاءت في القرآن الكريم مقترنة بالمشيئة مثل(فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿٤ ابراهيم﴾ .
  • ج - صفات ذاتية فعلية باعتبارين : باعتبار أصل الصفة ذاتي ، وباعتبار آحاد الفعل فعلي ، فالكلام – مثلاً – صفة ذاتية باعتبار أصله ؛ لأن الله لم يزل ولا يزال متكلماً ، أما باعتبار آحاد الكلام ، فهو صفة فعلية ؛ لأن الكلام يتعلق بمشيئته سبحانه .
  • - وبطريقة اوضح :
  • - الله سبحانه وتعالى لم يزل ولا يزال متكلما ، نثبت ذلك له كما اثبته لنفسه ،قال تعالى:(الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَىٰ أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (65)
  • - فهذا أصل الصفة التي ذكرنا ذاتي
  • - أما باعتبار الكلام الذي يقوله الله سبحانه وتعالى متى شاء ذلك ،فهو صفة فعلية.
  • - القسم الثالث : باعتبار أدلة ثبوتها ، وهي نوعان :
  • أ - صفات خبرية (سمعية،نقلية) : وهي الصفات التي لا سبيل إلى إثباتها إلا سماعاً أو خبرا تلقيناه عن الله أو عن رسوله صلى الله عليه وسلم 
  • -  قد تكون ذاتية : أي متعلقة بذات الله ، كالوجه ،اليدين،وهذا مثل الذي في قوله تعالى : (وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ ۚ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا ۘ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ ۚ)64 المائدة
  • -  وقد تكون فعلية: أي متعلقة بأفعاله سبحانه وتعالى ، كالفرح ، والضحك .
  • ب - صفات سمعية عقلية : وهي الصفات التي يشترك في إثباتها الدليل السمعي والدليل العقلي ، وقد تكون ذاتية ، كالحياة والعلم ، والقدرة ، وقد تكون فعلية ، كالخلق ، والإعطاء .
  • القسم الرابع : باعتبار الجلال والجمال ، وهو نوعان :
  • أ – صفات الجمال : وهي الصفات التي تبعث في القلب محبة الخالق والسعي فيما عنده سبحانه وتعالى ، ومن ذلك صفة الرحمة ، والعفو والمغفرة ، والرأفة .
  • ب – صفات الجلال : وهي الصفات التي تبعث في القلب مخافة الله جل وعلا وتعظيمه ، ومن ذلك صفة القوة ، والقدرة ، والقهر .
  • - هناك من العلماء من قسمها بأكثر من طريقة ، وربما زاد أو اختصر في التقسيم إلا أن منبعها وأصلها واحد ، ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم وسنته صلى الله عليه وسلم.
  • - الإلحاد في أسماء الله تعالى:
  • - بعض الناس من ينكر صفات الله تعالى ،بعضها أو بعض ما دلت عليه، ومنهم من يفيدها لغيره عزَّوجل هذا مما نسميه إلحاداً لا يجوز في حق الله تعالى
  • - عقيدة أهل السلف أن يثبتوا لله ما أثبته لنفسه وينفوا عنه ما نفاه عن نفسه بلا تكييف أو تعطيل أو تمثيل كم انقل عن السلف رحمهم الله .
  • - قال ابن القيم :"قال تعالى :وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (180) سورة الأعراف
  • - والإلحاد في أسمائه هو العدول بها و بحقائقها ومعانيها عن الحق الثابت لها وهو مأخوذ من الميل كما دلت عليه مادته ل ح د .فمنه اللحد وهو الشق في جانب القبر الذي مال عن الوسط.
  • - ومنه الملحد في الدين المائل عن طريق الحق إلى الباطل .
  • وتقسيم صور الإلحاد بشكل بسيط نقتصرها في نقاط خمسة ان شاء الله تعالى :
  • 1-أن تسمَّى الأصنام أو ما يعبد من دون الله مما نراه اليوم بأسماء الله، مثل اللات من الإلهية والعزى من العزيز.
  • 2-تسميته بما لا يليق بجلاله كتسمية النصارى له أباً ونحو ذلك .
  • 3-وصفه تعالى بما لا يليق بجلاله من النقائص مثل ما قال اليهود لعنهم الله : أن الله فقير ، وأنه استراح بعد خلقهم .
  • 4-تعطيل أسماء الله عن معانيها وانكار حقيقة ما هي عليه أو تصويرها بما لا يليق به سبحانه ، كنفي البعض عن الله السمع والبصر ،وتصوير بعضهم وجود الله معنا في صور لا تليق به سبحانه وتعالى .
  • 5-تشبيه صفاته بصفات خلقه ، أن يقول أحدهم أن الله له يدين مثل ايدينا أو عينين تشبه أعيينا فهذا مما لا يجوز في حق الله ولا يحق لنا أن نحاول معرفة ذلك، فالله اخفى عنا ذلك لحكمة هو أرادها.
  • يتبع...
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.