- ينقسم مستخدموا القات في اليمن إلى هواة ومحترفون وسنشرح كل واحد على حدة ..
- أولاً :
- الهواة اليمنيون يقطفون أوراق القات الصغيرة من أطراف الفروع ، ويمضغونها ثم يحتفلون بها لبعض الوقت ، وبعد ذلك يتخلصون منها في إناء صغير ، ليواصلوا القطف والتخزين بعد ذلك ..
- ثانياً :
- المحترفون يحتفظون بالأوراق مدة أطول ، وقد لا يتخلصون ما في أفواههم إلا في نهاية الجلسة ، ولذلك فإنهم يقطفون ويقطفون ، ويضيفون المزيد إلى ما في أفواههم ، وتظل الكرة تكبر وتكبر ، وينتفخ معها جلد الوجه في الجانب الأيمن ، حتى ليبدو کما لو كان هذه الجزء قد صار مطاطي من كثرة الإستعمال .
-
* أماكن زراعته :
-
الآن القات أصبح يزرع في كل مکان ، باستثناء سهل تهامة الساحلي ، الذي يتلقی احتياجاته عن طريق السيارات ، خصوصاً بعد استكمال شبكة الطرق الرئيسية في اليمن . - هل القات مخدر أم ماذا ؟
- ما هو المفعول الحقيقي للقات ؟
- هل هو مخدر أم لا ؟
-
الإجابة كما يلي :
- أنصار القات يعددون مزاياه ولا يرون إلا النصف المليء من الكوب ، بينما الخصوم يتهمونه بكل نقيصة ، ويؤكدون أنه مخدر ومضيع للوقت والجهد والمال ، أي أنهم يركزون على النصف الفارغ من الكوب .
- ويبدو أن ما يقوله الطرفان صحيح ، والفرق بينهما أن الأنصار يصدرون حكمهم على القات من خلال رصد الموقف في بداية جلسة الطقوس ، بينما الخصوم عليه من نهاية الجلسة !
-
* حالة مدمن القات قبل موعد الاستخدام :
-
إذا اعتاد أنصار القات على استخدامه ، فإنه يعلن الطوارىء قبل الثانية عشرة ظهراً ، يضيق صدره ولا يحتمل سؤالاً ، فضلاً عن ملاحظة أنه يبدو حاضراً ، ولكن عقله غائب عند « المقوت » بائع القات . - ولا يستريح له بال إلا بعد أن يشتري حزمة القات ، كان يدفع 100 ريال كل يوم - بمعدل 3 آلاف ريال كل شهر - بینما راتبه الشهري 860 ریال ، ( الفرق يغطيه من بيع أراضي ونباتات يملكها ) ، يعود من غيبته بعد أن يطمئن إلى أن زاده معه ، ملفوفا في كيس من النايلون ، صنعته اليابان خصيصاً لأهل اليمن وكتبت عليه
- « بلادي بلاد القات » ، ولكن هذه الأكياس أصبحت تنتج محليا الآن ( ! ) ..
-
* طريقة تناول المدمن للقات :
-
بعد الغداء ينهض المدمن ليفض الكيس ويبدأ في التخزين ، يعتدل في جلسته ويقول ، وقد عادت إليه حيويته بل وابتسامته ، الآن أنا مستعد للذهاب إلى نهاية العالم . - يعود إليه عقله الغائب فقط ، لكنه يتحول إلى شخص آخر ، شديد الإنتباه والإنطلاق ، تشعر کما لو كان مؤشره في صعود ومعنوياته في السماء ، يظل على هذه الحال طوال ساعتين أو ثلاث على الأكثر ، أي أنه بعد الساعة الخامسة ، ومن السادسة ، يتحول إلى شخص ثالث ، يصعب عليه التركيز ، وتتلقى ردوده ببطء ، بينما تصبح حركته أكثر بطأ ، وتكتشف على الفور أن المؤشر قد عاد إلى الهبوط ، وان معنوياته تهبط معه تدريجياً !
-
* حالة المدمن صباح اليوم التالي :
- في كل صباح يكون مكتئب من الأرق وقلة النوم ، رغم محاولاته التغلب على الأرق بشرب المتوفر من الكحوليات ،وهي عادة أكثر مدمني القات ، ويسمون هذه المرحلة الثانية « التفسيخ » ، خصوصاً وأن القات يفقده الشهية ، فلا يتمكن من تناول أي طعام في العشاء .
-
* نداءات ببراءة المدمنين !
- بالرغم من هذه الحالة المعقدة والكارثية التي يصل إليها مدمن القات ، فإن هناك الكثيرون يقولون ويرددون :
- إن اتهام اليمنيين بالقات ينطوي على ظلم فادح لهم ، وتجن ينبني على مغالطة كبرى ..
- فاليمني عندما يسافر إلى خارج البلاد ، لا يفكر في القات ، وعندما يعود لا يجد صيغة أخرى تمكنه من أن يشارك في نسيج العلاقات القائمة في المجتمع اليمني ، وهي مشكلة لا تحل بقرار ، وإنما بطرح هذا البديل الذي لا يملك مفتاحه طرف واحد ، ولا يمكن أن يحسم القضية لا في شهر ولا في سنة .
-
* وفي الختام نقول :
-
أليس غريباً هذا التشابه بين حزب القات ، وأكثر أحزابنا العربية ؟ - حيث الغالبية العظمى على استعداد لأن تتخلى عنه في لحظة إذا وجدت بديلاً مقنعاً ؟
- فضلاً عن إحساس الأنصار بأن « العضوية » عبء تتمنى لو تحللت منه ؟
- وأن الإختيار لا يتم على أساس مفاضلة بين جيد ورديء ، ولكنها بين رديء وأردأ ...
-
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.