- لقد تكونت في مصر في بداية القرن التاسع عشر جالية ألبانية ، كانت نواتها من الجنود الألبانيين الذين جاءوا وحاربوا مع محمد علي باشا ، والذين انتقلوا فيما بعد إلى الحياة المدنية ، إلا أن هذه الجالية نمت مع هجرة الألبانيين ، وخصوصاً من البانيا الجنوبية ، في النصف الثاني للقرن التاسع عشر ، وذلك لأسباب اقتصادية وقومية .
-
* أهمية الجالية وصفاتها :
-
لهذه الجالية أهمية كبيرة ، سواء في التاريخ الألباني أو في الثقافة الألبانية ، وبشكل خاص تتميز تلك الجالية بأدبها ، الذي يتمتع بقيمة كبيرة في إطار الأدب الألباني ككل ، فقد منح أدب هذه الجالية ، تحت تأثير المحيط المصري ، بعدين جديدين للأدب الألباني .... - 1_ ويتمثل البعد الأول ببروز الواقعية مع الشاعر المشهور تشايوبي ..
- 2_ على حين يتمثل الثاني بالمسرحية مع الكاتبين دوتشي وتشايوبي أيضاً ..
- وبالإضافة إلى هذا ، فقد ساهم بعض أفراد هذه الجالية ، الذين اندمجوا أكثر في المحيط المصري ، بالأدب العربي من خلال ما كتبوه باللغة العربية ، ومن هؤلاء يكفي أن نشير إلى الشاعر أحمد رامي ، والشاعر محمد عبد المعطي الهمشري ..
- وذلك يقودنا إلى صفحة مجهولة من حياة الشاعر المعروف أحمد رامي ، الذي ما يزال يصارع المرض منذ فترة ..
- بالإضافة إلى وطأة الشيخوخة ، حيث أنه يبلغ الآن الثامنة والثمانين ، وهنا نود أن نتعرض فقط لأصحابه ولعلاقته بالتكية البکتاشية بالقاهرة .
-
* من أصل ألباني :
-
ربما نضيف ، شيئاً ، إذا قلنا أن أحمد رامي ألباني الأصل من جزيرة كريت ، وقد كانت هذه الجزيرة مأوى للمتمردين الألبانيين وللهاربين من ظلم السلطة العثمانية ، حيث أن هذه الجزيرة كانت قريبة من المناطق الألبانية الجنوبية ، وبعيدة في نفس الوقت عن تناول السلطات العثمانية ، ومن بين هؤلاء نزح حسن عثمان ، جد الشاعر أحمد رامي ، إلى مصر عام 1870 م ، وقد كان من الطبيعي أن ينزح إلى مصر مع غيره من الألبانيين ، حيث أن مصر باستقلالها الداخلي ، كانت قد أصبحت بعيدة عن قبضة الباب العالي ، بالإضافة إلى وجود الجالية الألبانية فيها ، وقد انتسب هذا الجد ، حسن عثمان ، إلى الجيش المصري وأصبح ضابطاً فيما بعد . - إلا أنه قتل عام 1885 م ، حينما كان على رأس حملة في السودان ، وقد خلف هذا محمد رامي ، والد الشاعر ، الذي عمل أيضاً في الجيش المصري ، ولكن كطبيب ، وقد توفي هذا في وقت مبكر ، عن عمر يناهز السابعة والأربعين .
- وقد ولد الشاعر أحمد رامي في القاهرة ال عام 1892م ، وقضى فترة من طفولته في جزيرة طاشيوز ، بالقرب من قولة بلدة محمد علي باشا ، حيث عاش والده هناك فترة من الزمن ..
-
* معرفة الشاعر لأصله الألباني :
-
وقد كان الشاعر واعيآ لأصله الألباني ، على ما يذكر لنا معاصروه من الألبانيين والمصريين ، وقد أتيح أن نزور بيته في القاهرة ، في أول آب 1979م ، للحديث مع زوجته ، حيث أن حالته كانت تمنع أي لقاء معه ، وقد أكدت لنا زوجته أن الشاعر كان يصرح بأصله الألباني ، أي أنه لم يكن يخفي ذلك ، وهذا يجر إلى الجانب الثاني ، إلى علاقته الخاصة بالتكية البكتاشية في القاهرة وبالبابا أحمد سري ، راعي هذه التكية ... - ولا شك أن هذه العلاقة تستحق ، لأهميتها بحثاً أوسع ، ولن يغني عنها بالتالي ما سيرد هنا .
-
* أهمية التكية البكتاشية :
-
ربما ليس من المعروف أن هذه التكية البكتاشية كانت ذات أهمية كبيرة ، سواء بالنسبة للمحيط العربي أو الألباني . - فقد أسسها البابا عبد الله المغاوري سنة 1404 م في قصر العيني ، إلا أنها اندثرت ، وأقيم مكانها كورنيش النيل .
- وقد ذكر الرحالة أوليا جلبي ، الذي زار مصر1671 م ، أن هذه التكية كانت تحفها الأشجار والبساتين ، وتتوسطها قبة عظيمة كانوا يعقدون بها مجالس الشعراء ، وقد نقلت هذه التكية عام 1865 م إلى جبل المقطم ، وتحولت مع الزمن إلى إحدى أجمل التكایا البکتاشية في الشرق ، إلا أنها نقلت مرة ثانية ، بأمر حكومي ، إلى المعادي عام 1957م ، وتحولت هذه التكية في القرن الأخير من عمرها إلى تكية ألبانية ، حيث جاء على رأسها الآباء الألبانيون فقط .
- وقد شاركت هذه التكية في النهضة القومية الألبانية وفي الكفاح في سبيل الاستقلال القومي .
- ومن هؤلاء الآباء الذين لعبوا دوراً حاسماً في حياة هذه التكية ، كان البابا أحمد سري ، الذي ربطت بينه وبين الشاعر أحمد رامي علاقة خاصة .
-
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.
- الرئيسية
-
التصنيفات
-
مثال على الأدب العربي
- مثال على الأدب في العصر الجاهلي
- مثال على الأدب في العصر الأموي وصدر الإسلام
- مثال على الأدب في العصر العصر العباسي
- مثال على الأدب في العصر الأندلسي
- مثال على الأدب في العصور المتتابعة
- مثال على أدب البلدان
- مثال على الأدب في العصر الحديث و المعاصر
- مثال على النقد الأدبي
- مثال على الأدب المسرحي
- مثال على الخطابة
- مثال على الكتابة الأدبية
- مثال على أدب الأطفال
- مثال على الفروقات
- مثال على معاني المفردات و الكلمات
- مثال على منوعات في الأدب العربي
- مثال على القصص و الروايات
- مثال على الشعر العربي
- مثال على قواعد اللغة العربية
- مثال على مؤلفات وكتب
- مثال على التاريخ والحضارة
-
مثال على الإسلام والأديان
- مثال على علوم القرآن الكريم
- الحديث النبوي الشريف
- الأدعية و الأذكار
- مثال على التفسير و التجويد
- الأخلاق و العبادات وتزكية النفس
- مثال على السيرة النبوية
- رمضان و الصوم
- الجنة و النار واليوم الآخر
- مثال على الفرق و المذاهب و الأديان
- مثال على علامات الساعة وعذاب القبر
- مثال على الفتاوى الإسلامية
- شبهات ومعتقدات خاطئة عن الإسلام
- مثال على العقيدة الإسلامية
- أحكام فقهية وشرعية
- معلومات دينية عامة
- معلومات دينية للأطفال
- الحج و العمرة
- مثال على تراجم القرّاء
-
مثال على المأكولات
- مثال على الأطباق الرئيسة
- مثال على أطباق منوعة من حول العالم
- مثال على أطباق سهلة وسريعة
- مثال على أطباق جانبية /مقبلات
- مثال على أطباق بالمكرونة
- مثال على أطباق للرجيم
- مثال على الحلويات
- مثال على السلطات
- مثال على المخبوزات /الفطائر
- مثال على المشروبات والعصائر
- مثال على أطباق بدون فرن
- مثال على الأطباق النباتية
- مثال على أطباق صحية
- مثال على الأطباق الغريبة
- مثال على ساندويتشات
- مثال على الشوربات
- مثال على أسئلة وأجوبة في المطبخ
- مثال على الطب و الصحة و الجمال
- مثال على العلوم
- المزيد...
-
مثال على الأدب العربي
- نبذة عنا
- سياسة الخصوصية
- الدخول إلى الحساب