اعلن هنا

هل ما زالت الأيدي العاملة تصنع التراث في تونس ؟

هل ما زالت الأيدي العاملة تصنع التراث في تونس ؟

  • هناك ( عالم ) ومعالم أخذنا نفتقدها تدريجياً في بعض أقطارنا العربية ، بعد أن توالت علينا هجمات المواد المصنعة المستوردة فما هو ذلك العالم ؟ .. 
  • وما هي تلك المعالم ؟؟
  • * كلمة صناعة بمفهوم الناس :


  • ارتبطت كلمة ( صناعة ) في أذهان الناس ، بالمصانع الكبيرة التي تنفث دخاناً يلوث البيئة ، ويغطي السماء بطبقة من غباره ، ما يؤثر على حياة الناس ، ويساعد على انتشار الأوبئة والأمراض ، وارتبطت الصناعة أيضاً بهدير الآلات الذي يزعج الأذان ...
  • لكن مارأيك عزيزي القاريء ، لو نقلناك إلى واقع آخر مألوف ولكن غير مطروق .. 
  • واقع ( صناعي ) لاتسوده الأجواء التي تحدثنا عنها ، ولا ينبعث منه الدخان الاسود .. 
  • تتأثر الحواس ولكن بصورة أخرى ، فهي ترتقي وتسمو وتحلق معه إلى آفاق بعيدة موغلة في القدم ، وتختلط فيه الأجواء الفنية بالأجواء الصناعية ..
  • * الصناعات التقليدية :


  • إنه واقع تلعب فيه اليد - سيدة الآلة - الدور الأساسي ، وتستعمل فيه أدوات صغيرة وبسيطة ، تنقلك إلى أجواء مايسمى ( بالصناعات التقيلدية ) ، حيث بات معروفاً أن هذه الصناعات تعرضت منذ زمن في وطننا العربي إلى منافسة شديدة من قبل الصناعات الحديثة المستوردة التي تسربت إلى البيوت ، وكادت أن تطردها وتهدد وجودها بالانقراض ..
  • * محافظة تونس على الصناعة التقليدية :


  • لقد وجدنا في الجمهورية التونسية إصرار على المحافظة على تقاليد الكثير من هذه الصناعات التقليدية ، ما حتم علينا وقفة تأمل وبحث ودراسة لها ، فكيف عاشت هذه الصناعات ونمت وتطورت وأصبحت علامة مميزة لتاريخ هذا الشعب وتراثه على مر العصور ؟ 
  • إن زائر تونس سيكتشف أنه يوجد في كل مدينة وقرية تقريباً معارض لبيع هذه الصناعات ، ورش كبيرة وصغيرة تصنع التحف التي تحمل طابع القطر الشقيق وطبيعة حياة أهله ، التجميلي والاستعمالي القومي .. 
  • * أشكال الصناعات التقليدية في تونس :


  • يقول السيد محمد المصمودي مدير الديوان للصناعة التقليدية : 
  • هناك عشرات الصناعات التقليدية المنتشرة في شتى أنحاء تونس - الزربية - السجاد - والنسيج - الأثاث وصناعة الخشب - صناعة الخزف والسيراميك - الخيزران ومشتقاته - النحاس والحديد المطروق - المصوغات والمرجان - صناعة الجلود ومشتقاتها - الآلات الموسيقية - الخياطة والدمى - الحرير والتطريز - المرمر المنحوت والحجارة المنقوشة ...
  • ويمضي المصمودي في حديثه فيقول « وقد تولد عن هذا النشاط سلسلة منتجات صنع خصيصاً للتجميل والزخرفة ، وبعضها يحتل مكانا بارزاً في البيت التونسي وبيوت الزوار الذين يقبلون على اقتنائه لاستعمالهم الشخصي ، والفرق واضح بين النموذجين ..
  • * مهمة الديوان القومي :


  • هو :
  • 1_ المحافظة على التراث .
  • 2_ العمل على إثرائه تقنياً وجمالياً ، إن كان هذا الغرض أو ذاك ، أي إذا كان للاستعمال اليومي أو للزينة والاقتناء . 
  • وقبل أن نتابع تسجيل بقية حديثنا مع السيد المصمودي ننتقل معا في رحلة سريعة إلى الأسواق نستكشف ما فيها ونسجل انطباعاتنا ...
  • * داخل السوق التونسي :


  • ندخل أسواق مدينة تونس المحاذية والقريبة من جامع الزيتونة ، مئات المخازن والمعارض والدكاكين والمحلات ( والمغازات ) تغص بمئات المنتوجات من الصناعات التقليدية ...
  • * أرباب العمل والصناعات :


  • 1_ صانع الجلود يبتكر ، وتخرج من بين يديه عشرات الصناعات الجميلة والزاهية ..
  • 2_ طارق النحاس يشكل أطباق ، ومزهريات ، ومصابيح بشكل فني جذاب ...
  • 3_ صانع ( الشاشیات ) ( الطربوش ) : أي غطاء الرأس الأحمر ..
  • 4_ صانع ألعاب الأطفال ..
  • 5_ بائع المصوغات ، والمرجان ..
  • 6_ صانع وبائع السجاد .. 
  • كل أولئك يصنعون عالماً فنياً متعدد الألوان والأشكال ، ومتنوع الخامات والمواد ، يغلب عليه النقل والتقليد والتواصل مع ما ابتكره الأجداد ..
  • * تجديد الصناعات :


  • هناك الكثير من المحاولات التجديدية في كل صناعة وفي كل مادة قفاطين ، دشاديش من شتى الأشكال والأصناف ، نحاسيات ، جلود ، زرابي ، سيراميك ، فضيات ، ذهبيات إلخ ...
  • * جمال المدينة وعراقتها :


  • تكل رجليك وأنت تتنقل بين الطرق الضيقة المسقوفة ، التي تذكرك بأية مدينة عربية عريقة ، يخيل إليك أن الحجارة ستنطق وتروي ماصنعه بناتها ، وتخال أن الطرق ستنقلك بعد كل منعطف أو في نهايتها ، كي تلتقي وجهاً لوجه مع الرعيل الأول من مشيدي المدينة ، الذين تعاقبوا على إضافة اللمسات الفنية الحضارية على كل ركن فيها .
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.