-
* مقدمة :
-
تناقلتها الأساطير وحكي عنها المسافرون .. ثم جاء العلم الحديث لينقل لنا الكثير عن حقائقها .. إنها موجودة ، فهي لم تعد إذن اسطورة.. - ( نباتات تتغذى على الحشرات والديدان ، ونباتات تتغذى على الطيور )..
- بعضها يجد الغذاء على سطح الأرض ، وبعضها يغوص بفخاخه تحت الماء .. ولكنها كلها تعيش في الأراضي الفقيرة حيث ينعدم الغذاء الطبيعي والتربة العضوية .
-
* حقيقة النباتات العجيبة :
-
ولكن العلم الحديث اليوم قد بين كثيراً من حول هذه النباتات ، فأطوالها تقاس بالسنتيمتر بل وحتى بالملليمتر ، كما في حالة الفطريات الدقيقة ، ومنه النوع « اليجوسبورا » المعروف في تغذيته على صيد الديدان الأرضية الدقيقة الخيطية الشكل النماتود بواسطة شبکته اللزجه ، وطريقة الصيد عند هذا الفطر عبارة عن حلقة مؤلفة من ثلاث خلايا ، فحين مرور الدودة داخل هذه الحلقة وملامستها لها ، فإن هذه الخلايا تنتفخ بشكل كبير وسريع محاصرة الفريسة خلالها بحيث لاتترك لها مجالاً للهرب . - وسرعان ما تنقض على جسم الفريسة شعيرات من جسم الفطر ، تحلل جسم الفريسة بواسطة عصاراتها الهاضمة وبعد عملية الهضم تبدأ هذه الشعيرات بعمليات الامتصاص لجسم الدودة المتحلل ، وقد استفاد الإنسان من هذه الفطريات لمكافحة الديدان الخيطية الصغيرة في الأراضي الملوثة بها والتي تلف المزروعات .
-
* توزع أنواع النباتات اللاحمة مع مناطق مختلفة :
-
يطلق اسم ( النباتات اللاحمة ) على تلك النباتات التي تبدي أشكالاً خاصة قادرة على صيد الفرائس الحية ، - ويصل عدد أنواع هذه النباتات إلى 450 نوعاً ، تتبع ست عائلات نباتية مختلفة ، ووجود هذه النباتات لا يقتصر على المناطق الاستوائية فحسب ، بل يتعداها إلى المناطق الشمالية من الكرة الأرضية متواجدة على التربة العضوية غير المتحللة .
- هذه النباتات ليست متطورة جداً في طريقة صيد الفرائس ، وكما أن بعضها ليست تماماً نباتات لاحمة ، وإنما تكون مسؤولة عن إحداث الموت لعدد كبير من الحشرات كما في حالة نبات شوك الدراج .
-
* أنواع فخاخ النباتات اللاحمة :
-
يمكن تقسيم فخاخ هذه النباتات إلى قسمين حسب حركة وسكون الفخ : - 1_ الفخاخ الثابتة : وهي الفخاخ التي تصطاد الحشرات بدون تدخل فعال من قبل النبات أي أن النبات لا يقوم بفعل حركي الصيد الفرائس ، وهناك عدة أنواع من الفخاخ الثابتة وهي :
- أ: الفخ الكاذب : والفخ هنا عبارة عن تجويف يتجمع فيه ماء المطر ، فتغرق فيه الحشرات كما في حاله فخ نبات شوك الدراج .
- ب: الفخ ذو شكل الوعاء الجرابي : ويأخذ هذا الفخ شكل الأنبوب ، أو البوق ، فتحته متجهة إلى أعلى ، ومغلقة بشكل نصفي بغطاء مائل يقي الفخ من دخول مياه الأمطار إلى داخل الفخ ، كما في حالة نبات السلوى ، ونبات البرقية .
- 2_ الفخاخ المتحركة : وهذه الفخاخ تتحرك عند صيد الفريسه فتنغلق تماماً عليها ، كما في حالة فخ الذئب أو الفخ القلاب ، الموجودة عند نبات أكل الهوام .
-
* مقاومة وحرب مع الحشرات :
-
تنتهي مقاومة الحشرة بأن تغرق في نهاية الفخ ، ليس في ماء ساكن عادي ، لأن الغطاء المائل الذي يغطي الفخ ، يمنع سقوط الماء إلى الداخل ، وإنما تغرق في سائل أخر رهيب ، عبارة عن سائل مركز من العصارات عاليه الإذابة ، وهناك حجوم مختلفة من هذه الفخاخ أكبرها يمكن أن يحتوي على أربعة ليترات من هذا المزيج الخطر ، لذلك يمكن لهذه النباتات أن تصطاد وتتغذى على العصافير ، بل وحتى على الحيوانات اللبونه ، كالفئران والجرزان .. -
* حشرات لا تخشى النباتات اللاحمة :
-
هناك نوعاً من الزنابير البرية ، لا يخشى من مهامه هذه النباتات ، وتخريب هذه الفخاخ ، عن طريق إحداث ثقوب لإخراج هذه السوائل ، وعندما تصبح نظيفة من تلك ، تبني هذه الحشرة عشها داخل هذا الملجأ الأمين !! . - وهناك نوع البعوض من جنس Wyeomyia لايخشى هذه النباتات رغم سطوتها ، فهي تهبط بشكل عمودي ، كالطائرة العمودية ، حتى سطح السائل لتضع بيوضها ، ومن ثم تعود لتجد طريقها بدون أیة متاعب تذکر ، وهذه الحشرة تملك مضادات أنزيمية ، تقوم بحمايتها من العصارات الهضمية ، أما بيوضها فتعطى يرقات تنمو وتتطور بسرعة ، بفضل تغذيتها على الحشرات المصطادة والمتحللة بواسطة هذا النبات .
-
* فخ بعض النبات اللاحمة على الأوراق :
-
أما نبات الندية ،فطريقة حياته تقترب من الأساطير فهي ذات حجم صغير ، غير ملفت للنظر ، تتواجد على التربة العضوية الغير متحللة ، تصطاد الحشرات بواسطة مادة لزجة تعلق بها ، أما لقبها ندى الشمس، فلا يفيد في معرفة حقيقتها المدهشة ، لكنه يجعلنا نتساءل أولا عن طبيعة وسر هذا الندى الغريب ، أو الطل النادر ، المتواجد على النباتات طوال اليوم ، بدون أن يتأثر بشمس الظهيرة ، وثانياً عن الشعيرات الوبرية المغطاة للأوراق الدائرية الشكل ، وأول من أجرى دراسة متعمقة حول نبته الندية هذه ، هو العالم دارون فقد لاحظ في البداية ، أن الحشرات تنجذب لهذا النبات بواسطة الندى ، المؤلف من القطيرات العديدة المتواجدة على أوراقه ، وعلى شعيراته الوبريه ، هذه القطيرات المائية تلعب بأشعة الشمس ، فتزيد من بريقها ، وتوهجها وربما يوحي ذلك للحشرة بوجود الماء فتنجذب لإطفاء ظمئها ، ولكن ما أن تلمس هذه الشعيرات ، حتى تجد نفسها ، قد التصقت بها ، نتيجة وجود مواد دبقة مفرزة من قبل غددها .. - هذا الندى المسمى بماء النار ، ما هو إلا عبارة عن طعم لجذب الحشرات واصطيادها ، ولا يقف الأمر عند هذا الحد ، بل نجد أن الشعيرات القريبة من منطقة سقوط الحشرة ، تميل على الحشرة للإحاطة بها من كل جانب ، وهذه الشعيرات فعالية أكثر من الأوراق ، فهي عبارة عن لوامس حقيقية ، تعمل على تقييد الحشرة بشكل متين ، ونصول هذه اللوامس تنطوى حول نفسها ، مفرزة هضمية ، تحلل وتهضم الفريسة ..
-
* كيف السبيل للنجاة من المصيدة :
-
إن نبات آكل الهوام ومصيدة الذباب ، فذات حجم متوسط تنمو في مستنقعات أمريكا الشمالية ، أوراقها بشكل وریدة ، ومنتهيه بعضو غريب الشكل ، والذي يشبه فخ الذئاب ولكن بحجم صغير ، ويتألف من فکین جوانبهما . محاطة بأوبار صلبة ، ومثناة نحو الداخل - وعلى السطحين الداخلين من التركيب ، يوجد على كل واحد منهما ثلاث شعيرات طويلة ، إضافة لذلك يحتوی كل سطح على غدد ، تفرز مواد سكرية تجذب الحشرات إليها ، فما أن تمسي الحشرة المتعطشة هذا الرحيق للشعيرات ، فإن الفخ ينغلق بعنف شديد وسريع . ومرحلة الانغلاق هذه لا تتجاوز جزء من الثانية ، بحيث لا تترك للفريسة أية فرصة للنجاة ، وعند الإنغلاق تكون أوبار الحواف مرتبة بشكل متناوب ، ومتشابكة مع بعضها بعضاً مثل كلاليب الفخاخ المعدة الذئاب ، ويتحكم في إغلاق الفخ الطعم الذي هو عبارة عن مرقة لحم ممزوجة بالدقيق ، أما عند هذا النباتات الآكل للحشرات ، فان أمر إغلاق الفخ لا يأتي إلا إذا كانت إحدى الشعيرات قد لمست مرتين ، أو لمست شعيرتين على التعاقب ، فالفخ إذا لا يدخل في عملية الحركة أو العمل ، إلا إذا كانت هناك حركة اهتزاز ، ولهذا الفخ القدرة على التمييز بين الأجزاء الحية ، أو الغير حية ، الساقطة عليه ، كما أن مدة بقاء انغلاقه متغيرة تتوقف على حجم وقوة الفريسه ففي حالة الحشرات القوية ذات الخطاطيف ، يبقى الفخ منغلقآ مدة اثني عشر يوماً ، وفي وسط هذا السجن النباتي تتم عملية الهضم الطويلة ، وبعد انتهائها يتم انحلال الفكين .
- وتظهر لنا الفريسة عبارة عن هیکل خال ، من مواده ومن سوائله ...
- بالرغم من كل قدرتها ذات المظاهر الحيوانية إلا إن لها القدرة أيضاً ، في الحالات على التزهير وإعطاء الأزهار ، بالتالي تكوين البذور لاستمرار وجودها على وجه البسيطة .
-
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.