- يخاف الناس على مر العصور من ما يسمى بالحسد، ويقولون أنه يأتي من شخص كاره يتمنى زوال الشيء الذي أعجبه لدى الغير أو على الاقل الانتقاص من قيمته وجماله.
- لكن هناك من ذهب إلى أكثر من ذلك وقال إن عين من يحبنا ولا يريد ايذاءنا أيضاً قد تجلب الضرر من انبهارها من الشيء الذي وقعت عينها عليه.
- لأجل هذا يضع بعض الناس الخرزة الزرقاء لتساعد على الوقاية من الحسد، أو ما يسمى بالمفهوم الشعبي “صيبة العين"
- ويعلقونها في بيوتهم وسياراتهم وعلى كتف صغارهم ، والنساء تؤمن أكثر من الرجال بفوائد الخرزة الزرقاء، إضافة إلى الجانب الجمالي الذي تضفيه على من ترتديها.
- وهناك الكثيرون ممن يفضلون الخرزة الزرقاء على غيرها من الشعوذة والسحر ، ويرى أنها تردع عيون الناس فهي لست كغيرها مثل البخور، والأحجبة وما شابه.
- لنصطدم بأنه مهما تقدم المجتمع فإن هناك العديد من العادات والتقاليد والموروثات الاجتماعية والسلوكيات لا تتغير بسهولة ، و أن الموروثات تبقى في المجتمع بسبب الاعتقاد الشائع بأنها عادات مجربة، مضمونة النتيجة.
- فبعض السلوكيات المتوارثة من الأجداد لأبناءهم لم يستطع تطور الحياة التخلص منها.
- فقد تطور المجتمع كثيرا، ووضع المرأة اختلف كذلك، بعد أن نالت حظها من التعليم، وشاركت في جميع نواحي الحياة، إلا أن رواسب من الموروثات ما تزال قائمة في المجتمع، وذلك يعود لأسباب نفسية واجتماعية عديدة.
- وهناك من قال بأن الخرزة الزرقاء تمتص من خلال اللون الأزرق هذه الموجات، وبالتالي يسلم المحسود من أذى الحاسد.
- لكنه كلام فاسد ولا أساس علمي له. ولا إثبات يستند عليه.
-
رأي الشرع فيها :
- لقد كان رأي الشرع صارحاً وواضحاً ، الله هو النافع وهو الضار، والاعتقاد بالخرزة الزرقاء والكف،وغيرها من الأشياء هي قلة ايمان بالقضاء والقدر وشرك بالله.
- فكلما زاد اعتقاد الإنسان بالله وأن ما أصابه قضاء وقدر، قل اعتماده على الخرزات الزرقاء وما إلى ذلك من عادات متوارثة غير صائبة.
- لهذا فإن الإنسان يصيب بفعل الله تعالى، كما قال الإمام النووي رحمه الله:
- ومذهب أهل السنة أن العين إنما تفسد وتهلك عند نظر العائن بفعل الله تعالى، أجرى الله سبحانه وتعالى العادة أن يخلق الضرر عند مقابلة هذا الشخص لشخص آخر
- أن تعلق الإنسان بهذه الخرزة الزرقاء، واعتقاده أنها تمتص هذه الموجات، وبالتالي يسلم من الأذى، مثل هذا الأمر فيه ما فيه من تعلق القلب بغير الله تعالى.
- لكن هناك من سأل عن إمكانية ارتداء قلادة أو ماشابه على شكل عين إنسان فهل هذا جائز؟
- نعم هو أمر ممكن ولا إثم فيه لعدم وجود النية في استخدامها لمنع الحسد وما شابه ويفضل الابتعاد عنه درءاً للشبهات
- واخيرآ على المؤمن أن يتحصن بالايمان ، وإذا ابتلي بالعين فدواؤه في كتاب الله، وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.