في الوقت الذي تم فيه إحداث "مجلس الأمن" كأحد أجهزة الأمم المتحدة المعنية بالحفاظ على السلم والأمن الدوليين وفق مبادئ وأهداف الأمم المتحدة وحل النزاعات التي من شأنها أن تؤدي إلى احتكاك دولي، منحت الأمم المتحدة في نطاقه امتيازاً خاصاً للدول الخمس الكبار دائمة العضوية في المجلس المتمثلة بكل من «الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا وروسيا الاتحادية والصين» سمّي هذا الامتياز بـ (حق النقض "الفيتو" Right to VETO) بموجبه يمكن لهذه الدول إيقاف تنفيذ أي قرار في حال اعترضت عليه أي دولة منها. ويتكون مجلس الأمن من خمسة عشر عضواً، خمس دول دائمة العضوية وعشر دول عضويتها مؤقتة تبلغ عاماً واحداً.

وكان الزعيم السوفييتي المعروف "جوزيف ستالين" هو الذي أصر على فكرة حق النقض الفيتو للدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، وذلك في مؤتمر يالطا في شباط عام 1945م.

تقوم فكرة (حق النقض) حول أحقية تلك الدول الخمس دائمة العضوية في الاعتراض على أي مشروع قرار غير إجرائي تتم مناقشته في مجلس الأمن وإلغاء هذا القرار حتى لو صوتت عليه باقي الدول بالموافقة، وفي حال لم توافق الدولة دائمة العضوية على مشروع القرار بشكل كامل، ولكنها لم ترغب في استخدام الفيتو يمكن أن تمتنع عن التصويت، وبالتالي يمكن للقرار أن يمر في حال حصل على تسع أصوات من بقية الأعضاء.

- لكل عضو من أعضاء مجلس الأمن صوتاً واحداً فقط عند التصويت في قضية ما.

- تتخذ قرارات المجلس الإجرائية وتصدر للتنفيذ في حال حصلت على تسعة أصوات من أصل خمسة عشر لصالح تنفيذه.

- يتم اتخاذ باقي قرارات المجلس وتدخل حيز التنفيذ بموافقة أصوات تسعة من أعضائه، بما في ذلك الأعضاء الخمسة دائمو العضوية، ولا يحق لمن كان طرفاً في النزاع في القضية التي يتم التصويت عليها أن يشارك بالتصويت.

- الفيتو الحقيقي أو المبسط: وهو يعني التصويت السلبي من قبل عضو من الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن على مسألة موضوعية.

- الفيتو المزدوج:  يتم اللجوء إليه بقصد تحويل المسألة المعروضة المراد تكييفها من إجرائية إلى موضوعية.

- الفيتو المستتر: الفيتو المستتر يعني الدفع بثلث الأعضاء للامتناع عن التصويت أو التصويت ضد مشروع القرار المعروض أمام مجلس الأمن.

- الفيتو بالوكالة: يمكن استعمال الفيتو بالوكالة أو بالنيابة عندما  تقوم دولة دائمة العضوية باستعمال حق النقض الفيتو لصالح دولة أخرى من الدول دائمة العضوية.

- الفيتو الجماعي: يمكن للأعضاء غير الدائمين في مجلس الأمن أن يكون لهم الحق في نقض أي مشروع قرار يُعرض أمام المجلس، فعند رفض أكثر من ستة أعضاء غير دائمين في المجلس مشروع  قرار أثناء التصويت عليه فإن الأغلبية المطلوبة من تسعة أصوات لا يمكن أن تتحقق حتى لو صوت كل الأعضاء الدائمين لصالح مشروع القرار، وهذا النوع من الفيتو نادر الحصول.

• إحصائيات عن استخدام الفيتو:

تتصدر روسيا الاتحادية (الاتحاد السوفييتي سابقاً) قائمة الدول التي استخدمت "حق النقض" منذ نشأة منظمة الأمم المتحدة، ففي السنوات العشر الأولى استخدم الاتحاد السوفيتي حق النقض (79) مرة، فيما بلغت إحصائية استخدامه منذ تأسيس المنظمة عام 1945م حتى كانون الأول من عام 2019م وفق بيانات صادرة عن المنظمة ما يلي:

-          روسيا الاتحادية (115) مرة.

-          الولايات المتحدة الأمريكية (81) مرة.

-          بريطانيا (29) مرة.

-          فرنسا (16) مرة.

-          الصين (14) مرة.

وقد تعرض هذا النظام على امتداد عمر الأمم المتحدة للكثير من الانتقادات باعتبار أن هناك الكثير من القرارات التي تصدر عن مجلس الأمن تبقى خارج إطار التنفيذ نتيجة هذا النظام، إضافة لكون أن تلك الدول الخمس الكبار لا تعكس الحقائق الجيوسياسية الحالية.