- سنتحدث في هذا المقال عن أبعاد مشكلة الإنسان المعاصر ، وتتمثل في : الاستهلاك، العزلة والفراغ، الاغتراب، أزمة القيم.
-
- الاستهلاك :
-
قد تكون النزعة الاستهلاكية من أبرز ملامح الحضارة المعاصرة، التي تؤثر في الإنسان ، فظهور أنواع جديدة من الحاجات والرغبة في التسوق والإعلان، وتبدّل التوقعات الشرائية أفرزت حالات جديدة ومتنوعة من السلوكيات . - يؤثر الاستهلاك في قيم الإنسان، إذ يقوم المجتمع الاستهلاكي على مبدأ : إن ما يملكه الإنسان هو ما يحدد قيمته وذاته، وذلك من خلال الرغبة في اقتنائه لعدد كبير من الأشياء فيرتبط وجود الإنسان بالأشياء التي يستهلكها. وبهذا تغدو القيم العليا التي يسعى الإنسان وراءها مجرد وسيلة للسعي وراء الكسب الأمر الذي يدنّي من قيمته ؛ فكلما ازدادت نسبة ملكيته ارتفعت قيمته ومكانته الاجتماعية.
- والاستهلاك في هذا العصر يغدو هدفا ً بحد ذاته ؛ إذ يصبح فعل الشراء والاستهلاك ضرورياً ولا عقلانيا ً ، وتتحول العلاقة بين الإنسان والأشياء إلى علاقة هشة لأن الدافع الحقيقي وراء امتلاك الأشياء هو الإحساس بالفراغ واليأس .
-
- العزلة والفراغ :
-
يولّد المجتمع المعاصر الشعور بالعزلة والفراغ، ويحكم على حياة الإنسان بالعبثية واللا معنى ، لأن الإنسان فقير وسط خبراته المتراكمة ، فلا شيء يرضيه ، ويطمح دوما ً للمزيد، وفي أثناء اندفاعه لامتلاك أشياء لا يحتاجها يستحوذ عليه السأم والقلق برغم كل الضمانات التي يقدمها له التقدم العلمي المعاصر. -
- الاغتراب :
-
عندما يشعر الإنسان أن سلطته على الطبيعة وتقنياته التي ابتدعها قد تنقلب ضده يشيع الاغتراب أكثر ، فالبشرية لم تسيطر بعد على نتائج أعمالها. - ولذلك فلا يمارس بعض الأفراد في الحضارة المعاصرة دورا ً حقيقيا ً بقدر ما يتقمصون دور الشخص الذي تريد الحضارة المعاصرة أن تراهم فيه.
-
- أزمة القيم :
-
يعيش الإنسان المعاصر أزمة قيم ، إذ يُلقي بعض المفكرين بمسؤوليتها على العولمة التي تهتم بتحقيق التقدم التقني واربح ولا تهتم لمسألة القيم الأخلاقية، فلم يعد لدى الإنسان أي فكر أخلاقي واضح ، وثمة اضطراب حقيقي يسود عالم القيم والأفكار الأخلاقية نتيجة مستجدات الاتصال والتقنية . وقد تبدو المسألة أحيانا ً صداما ً بين قيم مستوردة وقيم أصيلة . -
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.