- - اختلفت أحوال العرب في العصر الأموي عما كانت عليه في زمن الجاهلية أو في زمن صدر الإسلام، فظهر أثر ذلك في ثمار قرائحهم فتنوعت موضوعاته وتعددت وكانت هنالك قصائد جميلة وأشعار جزيلة.
- - ومما جاء في هذه الموضوعات نذكر :
-
- المديح و الشعر السياسي :
- - نظم الأمويون شعرهم طلباََ للعطاء من الخلفاء الذين بذلوا الأموال دعماََ للشعراء ومديحهم، فكان أكثر مديحهم لأصحاب السيادة وبيت المال، فكان أحدهم يمدح آل الزبير أو غيرهم من أعداء الأمويين، ثم رغب عنهم إلى هؤلاء التماساََ لعطائهم أو خوفا من غضبهم.
- - يقول الأخطل في مدح بني أمية :
- - إِلى اِمرِئٍ لا تُعَرّينا نَوافِلُهُ
- - أَظفَرَهُ اللَهُ فَليَهنِئ لَهُ الظَفَرُ
- - الخائِضِ الغَمرَ وَالمَيمونِ طائِرُهُ
- - خَليفَةِ اللَهِ يُستَسقى بِهِ المَطَرُ
- - وَالهَمُّ بَعدَ نَجِيِّ النَفسِ يَبعَثُهُ
- - بِالحَزمِ وَالأَصمَعانِ القَلبُ وَالحَذَرُ
- - وَالمُستَمِرُّ بِهِ أَمرُ الجَميعِ فَما
- - يَغتَرُّهُ بَعدَ تَوكيدٍ لَهُ غَرَرُ
- - وَما الفُراتُ إِذا جاشَت حَوالِبُهُ
- - في حافَتَيهِ وَفي أَوساطِهِ العُشَرُ
-
- وصف الخمر :
- - وقد بدأ العرب بذلك في العصر الأموي على إثر انغماسهم في اللهو والمجون في أواخر الدولة، وأول من وصفها من المسلمين الخليفة الوليد بن يزيد ووصفها بقصيدة قائلاََ:
- - من قهوة زانها تقادمها فهي عجوز تعلو على الحقب
- - أشهى الى الشرب يوم جلوتها من الفتاة الكريمة النسب
- - فقد تجلت ورق جوهرها حتى تبدت في منظر عجيب
- - فهي بغير المزاج من شرر وهي لدى المزج سائل الذهب
- - كأنها في زجاجها قبس تذكو ضياء في عين مرتقب
-
- شعر الهجاء:
- - ظهور الأحزاب والفرق السياسَّة والعصبية القبيلة كان الدافع الأول الذي طوَّر من شعر الهجاء في العصر الأمويّ، فأصبح فنًا قائماََ بحدِّ ذاته واسمُه النقائض، ومن شعراء الهجاء والنقائض في هذا العصر جرير والفرزدق والأَخطل
- - ونمثّل عليها بما قاله الأخطل عندما مدح "عبد الملك بن مروان" هاجيا ً بني كليب رهط جرير ويفضل عليهم بني دارم عشيرة الفرزدق خصم جرير:
- - أَمّا كُلَيبُ بنُ يَربوعٍ فَإِنَّ لَها
- - شَرَّ الرِفاقِ إِذا ما حُصِّلَ الرُفَقُ
- - سودُ الوُجوهِ وَراءَ القَومِ مَجلِسُهُم
- - كَأَنَّ قائِلَهُم في الناسِ مُستَرَقُ
- - البائِتونَ قَريباً دونَ أَهلِهِمِ
- - وَلَو يَشاؤونَ آبوا الحَيَّ أَو طَرَقوا
-
- فيردّ عليه جرير:
- - أرجو لتغلب إذا غبّت أمورهم
- - ألا يبارك في الأمر الذي ائتَمَرُوا
- - الظاعنونَ على العمياءِ إنْ ظعنوا
- - والسائلونَ بظهرِ الغيبِ ما الخبر
- - ألآكلونَ خبيثَ الزادِ وحدهمُ
- - والنازلونَ إذا واراهمُ الخمر
- - خابت بنو تغلبٍ إذ خلّ فارطهم
- - حوض المكارم إنّ المجد مبتدرُ
- - الكثير شعراء العصر الأموي كتبوا في شعر الغزل، معبِّرين فيه عن مشاعرهم اتجاه المرأة التي يحبُّونها، و كان الغزل العذري متميزًا في هذا العصر، وقد اشتهر عدد من الشعراء في باب الغزل في عصر بني أميّة منهم " قيس بن الملوح" و"جميل بن معمر".
- - نمثّل عليه بقصيدة "تذكرت ليلى والسنين الخواليا "لقيس بن الملوّح لمحبوبته ليلى :
- - أَرى الدَهرَ وَالأَيامَ تَفنى وَتَنقَضي
- - وَحُبُّكِ لا يَزدادُ إِلّا تَمادِيا
- - فَيا رَبِّ إِن زادَت بَقيَّةُ ذَنبِها
- - عَلى أَجرِها فَاِنقُص لَها مِن كِتابِيا
-
- شعر الزهد:
- - ظهر أثر القرآن الكريم واضحًا في هذا الشعر ، الذي كان يدعو إلى التقوى والعفاف والكرم والعمل الصالح والرّزق الحلال، و تجلَّت الروح الإسلاميَّة فيه، وممن برز من شعراء الزهد "أبو الأسود الدؤلي".
- - نمثلّ عليه بقصيدته التي قال فيها :
- - عُدَّ مِنَ الرَحمَنِ فَضلاً وَنِعمَةً
- - عَلَيكَ إِذا ما جاءَ لِلخَيرِ طالِبُ
- - وَإِنَّ امرَءً لا يُرتَجى الخَيرُ عِندَهُ
- - يَكُن هَيِّناً ثِقلاً عَلى مَن يُصاحِبُ
- - أَرى دِوَلاً هَذا الزَمانَ بِأَهلِهِ
- - وَبَينَهُمُ فيهِ تَكونُ النَوائِبُ
- - فَلا تَمنَعَن ذا حاجَةٍ جاءَ طالِباً
- - فَإِنَّكَ لا تَدري مَتى أَنتَ راغِبُ
- - وَإِن قُلتَ في شَيءٍ نَعَم فَأَتِمَّهُ
- - فَإِنَّ نَعَم دَينٌ عَلى الحُرِّ واجِبُ
- - وَإِلّا فَقُل لا واستَرِح وَأَرِح بِها
- - لِكَيلا يَقولُ الناسُ أَنَّكَ كاذِبُ
-
- شعر الطبيعة :
- - فقد تأثّر الشعراء بجمال طبيعة البلاد التي فتحها المسلمون، فكتبوا القصائد التي تصفُ جمال الأنهار والأشجار والخُضرة والثمار، إضافة لوصف الطبيعة الأمّ من صحراء وواحاتٍ ونخيل، وممن تميّز من الشعراء بوصف الطبيعة في العصر الأموي "ذو الرمَّة" و"الرّاعي النُّمَيريّ" .
- - قال ذو الرمَّة واصفاََ ظبية وحبها لابنها وكيف تخشى عليه السباع :
- - إذا استودعتهُ صفصفا أو صريمة
- - تنحت ونصـت جيدها بالمناظرِ
- - حذارا على وَسنان يصرعه الكرى
- - بكل مقيل عـن ضعاف فواترِ
-
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.
- الرئيسية
-
التصنيفات
-
مثال على الأدب العربي
- مثال على الأدب في العصر الجاهلي
- مثال على الأدب في العصر الأموي وصدر الإسلام
- مثال على الأدب في العصر العصر العباسي
- مثال على الأدب في العصر الأندلسي
- مثال على الأدب في العصور المتتابعة
- مثال على أدب البلدان
- مثال على الأدب في العصر الحديث و المعاصر
- مثال على النقد الأدبي
- مثال على الأدب المسرحي
- مثال على الخطابة
- مثال على الكتابة الأدبية
- مثال على أدب الأطفال
- مثال على الفروقات
- مثال على معاني المفردات و الكلمات
- مثال على منوعات في الأدب العربي
- مثال على القصص و الروايات
- مثال على الشعر العربي
- مثال على قواعد اللغة العربية
- مثال على مؤلفات وكتب
- مثال على التاريخ والحضارة
-
مثال على الإسلام والأديان
- مثال على علوم القرآن الكريم
- الحديث النبوي الشريف
- الأدعية و الأذكار
- مثال على التفسير و التجويد
- الأخلاق و العبادات وتزكية النفس
- مثال على السيرة النبوية
- رمضان و الصوم
- الجنة و النار واليوم الآخر
- مثال على الفرق و المذاهب و الأديان
- مثال على علامات الساعة وعذاب القبر
- مثال على الفتاوى الإسلامية
- شبهات ومعتقدات خاطئة عن الإسلام
- مثال على العقيدة الإسلامية
- أحكام فقهية وشرعية
- معلومات دينية عامة
- معلومات دينية للأطفال
- الحج و العمرة
- مثال على تراجم القرّاء
-
مثال على المأكولات
- مثال على الأطباق الرئيسة
- مثال على أطباق منوعة من حول العالم
- مثال على أطباق سهلة وسريعة
- مثال على أطباق جانبية /مقبلات
- مثال على أطباق بالمكرونة
- مثال على أطباق للرجيم
- مثال على الحلويات
- مثال على السلطات
- مثال على المخبوزات /الفطائر
- مثال على المشروبات والعصائر
- مثال على أطباق بدون فرن
- مثال على الأطباق النباتية
- مثال على أطباق صحية
- مثال على الأطباق الغريبة
- مثال على ساندويتشات
- مثال على الشوربات
- مثال على أسئلة وأجوبة في المطبخ
- مثال على الطب و الصحة و الجمال
- مثال على العلوم
- المزيد...
-
مثال على الأدب العربي
- نبذة عنا
- سياسة الخصوصية
- الدخول إلى الحساب