
- الهوى نوع من العاطفة ، لكنه ليس عاطفة مثل أي عاطفة، بل هو عاطفة نمت على حساب غيرها من العواطف الأخرى، حتى قضت على بعضها ، وألحقت بعضها الآخر بها، وجعلتها دائرة حولها.
- والهوى يجعلنا نرى كل شيء من خلاله ، ويفعل ذلك بنصيب كبير من المبالغة ، حتى أنه في كثير من الأحيان يُعمي صاحبه عن الواقع ويبعث الاضطراب في سلوكه وتفكيره. وفي هذا المقال سنتعرف على شروط تكون الهوى.
- إذا كان الهوى ميلا ً في أساسه ، فلا بد لنا من معرفة كيفية نمو هذا الميل حتى يصبح هوى ما. ويمكننا أن نرد ذلك إلى شروط خارجية وأسباب داخلية.
-
- الشروط الخارجية :
-
- قد تحدث للمرء حادثة بسيطة يبدو أنها لم تخلّف في نفسه غير انطباع عابر. - ولكنها في الحقيقة قد ترسخ في نفسه ، وتبقى فيها ، منتظرة الظروف الملائمة لتتحول إلى أعمال يستمر المرء على القيام بها تحت تأثير دافع داخلي كامن في أعماق نفسه.
- ومثال ذلك : الشخص الذي وجد بين أشخاص يتعاطون الشراب ، فأدى به الأمر إلى أن يتعاطاه أول مرة، فشعر بالنشوة من جراء ذلك، ثم عاود الأمر طلبا ً لهذه النشوة التي شعر بها أول مرة، وما زال هذا شأنه حتى وجد نفسه مدفوعا ً إلى الشراب ولا يستطيع أن يمتنع عنه. لقد تحول الدافع إلى الشراب إلى هوى الشراب. إن الحادثة الأولى التي شرب فيها أول مرة ، هي الركيزة التي قام عليها هوى الشراب.
- - الشروط العضوية قد تكون في أصل الهوى ، بيد أنه ينبغي لنا ألا نفهم من ذلك أن لهوى يكون وراثيا ً بالمعنى الخالص للكلمة. فالحقيقة أن الهوى لا يُورث في حد ذاته ، ولكن يرث مزاجا ً معينا ً وهو الذي يساعد فيما بعد على اكتساب الهوى. فالسكير لا يرث السكر عن والده مثلا ً ولكنه يرث استعدادات عضوية تساعده على أن يصبح سكيرا ً إذا أتيحت الظروف المشجعة .
- - الشروط الاجتماعية : فهناك بعض المجتمعات في بعض العصور تساعد على انتشار نوع من الهوى؛ فعصور الحروب الصليبية كانت مشجعة على نمو الهوى الديني في أوروبا ، والعصور الحديثة ما زالت مشجعة على الهوى الفكري.. وهكذا.
-
- الأسباب الداخلية :
-
- إن الرغبة من الأسباب الداخلية التي تساعد على تكوّن الهوى، فهو دافع مشعور به ، ومعنى الشعور بالدافع هو تصور الغاية التي يسعى إليها ، والموضوع الذي يرغب فيه. إن تصور غاية الدافع وموضوعه المرغوب فيه هو البذرة الصالحة لنمو الهوى. - - ولكن تصور غاية الدوافع والموضوع المرغوب فيه لا يلبث أن يصبح أساسا ً يعمل به الخيال، دون أن يكون هذا العمل خاضعا ً للرقابة الشخصية. وعندئذ يتلون موضوع الرغبة بألف لون ولون ، ويبدو في صورة مشرقة جذابة تأخذ بمجامع النفس وتبعد عن الواقع، وتزداد جاذبيتها بمقدار بعدها عن الواقع.
- وهذا ما أطلق عليه ( ستندال) الروائي الفرنسي اسم ( التبلور).
- - عمل الخيال يؤدي إلى انحراف الرغبة عن موضوعها الحقيقي وخلق غايات زائفة تحل محله ، عندئذ تصبح اللذة المصاحبة للدافع غاية في حد ذاتها.
- - إنهاك يصيب البدن أو إرهاق عقلي شديد، أو صدمات نفسية طويلة وعنيفة.
-
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.