- - كثيرة هي أشكال الموت والدمار التي امتدت فوق جسد الإنسانية المسجَّى على أعتاب الحروب وقد غطته دماء الأبرياء, وغسلته دموع الثكالى. فمن الإبادة, إلى جرائم الحرب، والتطهير العرقي... وغيرها الكثير من أشكال الموت التي ألقت بظلالها الحمراء على تاريخ العالم.
- - والإبادة الجماعية وفقاً للقانون الدولي جريمة سواء اقترفت وقت السلم أو خلال الحرب, وقد أقرت الأمم المتحدة اتفاقية تقضي بمنع جرائم الإبادة الجماعية ومعاقبة مرتكبيها في 9 كانون الأول عام 1948م، اعتبرت هذه الاتفاقية "الإبادة الجماعية" بمثابة جريمة دولية تتعهد الدول الموقعة على الاتفاقية "بمنعها والمعاقبة عليها"
- - كما تُعرِّف الاتفاقية الإبادة بأنها: "أي من الأفعال التالية المرتكبة عمداً لتدمير جماعة عرقية أو قومية أو عنصرية أو دينية، كلياً أو جزئياً: قتل أعضاء جماعة، إيقاع أذى بدني أو ذهني خطير بأعضاء جماعة، ابتلاء متعمد لجماعة بظروف حياة يقصد بها تدميرها بدنياً، كلياً أو جزئياً، فرض تدابير يراد بها منع الولادات داخل الجماعة، نقل أطفال الجماعة بالقوة إلى جماعة أخرى".
- - وربما حال كمبوديا وما مرت به من مجازر رهيبة، و الإبادة الرواندية عام 1994م، يوضِّح حال التعريف السابق للإبادة.
- - كما عرّفت مفوضية خبراء الأمم المتحدة، في تقرير لها قدمته إلى مجلس الأمن سنة 1993م، "التطهير العرقي" بأنه "جعل منطقة ما متجانسة عرقياً باستعمال القوة أو الوعيد لاقتلاع أشخاص ينتمون إلى جماعات معينة من المنطقة". وقال التقرير إن التطهير العرقي قد نفذ في يوغسلافيا السابقة بوسائل القتل والتعذيب، والتوقيف والاعتقال التعسفي، والإعدامات غير القانونية، والاغتصاب والاعتداء الجنسي، واحتجاز سكان مدنيين، والهجمات العسكرية المتعمدة على مدنيين ومناطق مدنية أو التهديد بها، والتدمير التعسفي للأملاك".
- - وأضاف تقرير المفوضية النهائي الصادر في شهر أيار 1994م "هذه الجرائم هي: القتل الجماعي، سوء معاملة السجناء المدنيين وأسرى الحرب، استعمال مدنيين دروعاً بشرية، تدمير الملكية الثقافية، سلب الملكية الشخصية، الهجمات على المستشفيات والكوادر الطبية ومواقع الصليب الأحمر والهلال الأحمر التي تحمل شارتيهما".
- - وعرّف ميثاق محكمة نورمبرغ العسكرية الدولية لسنة 1945م جرائم الحرب بأنها "انتهاكات قوانين الحرب وأعرافها، بما في ذلك قتل مدنيين في أرض محتلة أو إساءة معاملتهم أو إبعادهم، قتل أسرى حرب أو إساءة معاملتهم، قتل رهائن، سلب ملكية خاصة، والتدمير غير الضروري عسكرياً".
- - وظهرت فكرة جرائم الحرب بحد ذاتها، وبأكثر معانيها اكتمالاً، في مبدأ مانو الهندي (نحو 200 قبل الميلاد)، ومن ثمّ شقت طريقها إلى القانون الأوروبي.
- - ومع الحرب العالمية الأولى، قبلت بعض الدول اعتبار انتهاكات معينة لقوانين الحرب جرائم، تم تضمين معظمها في اتفاقيات لاهاي لسنة 1899م و سنة 1907م.
- - كل هذا ولا تزال صفحات التاريخ الحمراء تغص بالكثير من أطياف القتل العمد والذبح والإجرام, ولعل بقاع الأرض شتى لا تكاد إحداها تخلو من آثار يد آثمة تقف قابعة على أطلال الموت والدمار وانتهاك الإنسانية.
-
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.