- - الغرض من التشبيه هو إظهار صفة المشبه عن طريق مقابلتها بصفة مماثلة هي صفة المشبه به، غير أنها أعظم منها، وذلك توضيحاً وإبرازاً لها
-
- وتبياناً لهذه الغاية تكمن فوائد كثيرة منها:
-
1-بیان حال المشبه: إذا كان غير معروف الصفة قبل التشبيه، كقول النابغة يمدح النعمان: - - فإنكَ شمـسٌ والملــوكُ كواكــبُ إذا برزتْ لم يبـدُ منــهنَّ کوکـبُ
- - ومن ذلك قوله تعالى في بيان حال المنافقين في نفارهم عن الحق، وذهابهم عن الدين، وإعراضهم عن الاستماع للقرآن:
- - {كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ * فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ}.
- - ومن ذلك أيضاً قوله تعالى حين أراد أن يبين ضعف إيمان المنافقين: {مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ }
- - فالشبه في الأمثلة السابقة اتضحت معالمه بعد ذكر المشبه به.
- 2- بيان إمکان حال المشبه: وذلك حين يسند إليه امر مستغرب لا تزول غرابته إلا بذکر شبيه له، معروف واضح، ليثبت في ذهن السامع، كقول ابن الرومي:
- - ویلاه إن نظرتْ وإن هي أعرضت وقع السهــام ونزعهـن أليـم
- - شبه نظرها بوقع السهام، وإعراضها بنزعها، بيانا لإمكان إيلامها بها جميعا
- 3- بيان مقدار حال المشبه: وذلك إذا كان المشبه معروف الصفة قبل التشبه معرفة إجمالية، وكأن التشبيه يبين مقدار هذه الصفة، كقول الشاعر:
- - إذا قامــت لحاجتــها تثنـتْ كأن عظامـها من خـــيزرانِ
- - جاء التشبيه ليبين مقدار الليونة التي هي الوصف المشترك بين المشبه والمشبه به.
- - وكقوله تعالى {وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ }.
- - وكقوله تعالی: {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ ۚ وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ}.
- - ويشترط لاستيفاء هذا الغرض أن يكون المشبه به مساوياً للمشبه، كما يجب أن يكون المشبه به أشهر عند الخاطب من المشبه حتى يمكن قياس المشبه عليه.
- 4- تزيين المشبه: وذلك بتحسينه وتجميله، وإظهاره في صورة ترغبها النفس، كقوله تعالى:
- - {وَحُورٌ عِينٌ * كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ}
- - وكقوله تعالى: {كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوت وَالْمَرْجَان}.
- 5- تقبيح المشبه بإلحاقه بمشبه به قبيح ومكروه: كقوله تعالى في شجرة الزقوم:
- - { طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ}
- - وكقوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ}.
- 6- تقرير صفة المشبه في ذهن السامع، كقول الشاعر:
- - إن القلـوب إذا تنـافر ودهــــا مثـل الزجاجـة كَسْرُهــا لايجبـرُ
- - حيث شبه الشاعر قلوب المحبين المتنافرة -وهو أمر معنوي- بقطع الزجاج المتناثرة وهو أمر حسي، وذلك بصفة مشتركة بينهما، وهي استحالة إعادة اللحمة بين القلوب المتنافرة، کاستحالة إعادة جبر قطع الزجاج المتناثرة.
- - وكقوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ ۗ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ* أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ۚ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا ۗ وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ}.
- - فأعمال الكافرين شيء معنوي لا يتمكن من النفوس إلا إذا أتى في معرض الحس والمشاهدة، فمرة يشبهه بالرماد الذي تذروه الرياح الهوجاء في يوم شديد العصف.
- - ومرة بأنه السراب الخادع الذي تطمئن إليه ثم تنكشف حقيقته وأننا نبوء معه بالخسران ومرة بأنها الظلمات المتراكمة لا نتبين منها شعاعاً من نور الحق، وكل هذه صور حسية تراها الأعين فتطمئن إلى وقوعها وحتمية مآلها، وتزيل كل شك أو تردد في ذهن السامع بمصير اعمال الكافرين.
- - قد يهمّك أن تقرأ أيضاً:
- - مثال على التشبيه
- - التشبيه الضمني
- - تطبيقات على التشبيه المرسل
- - التشبيه وأركانه
- - أنواع التشبيه
- - مثال على التشبيه وأنواعه وأركانه
- - مثال على أركان التشبيه في اللغة العربية
- - مثال على أقسام التشبيه في اللغة العربية
- - مثال على التشبيه البليغ وأنواعه في اللغة العربية
- - مثال على التشبيه الضمني في اللغة العربية
- - مثال على التشبيه المقلوب في اللغة العربية
- - مثال على أقسام طرفي التشبيه
- - مثال على ادوات التشبيه
- - مثال على أغراض التشبيه
- - مثال على غرائب التشبيه
- - مثال على محاسن التشبيه في اللغة العربية
-
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.
- الرئيسية
-
التصنيفات
-
مثال على الأدب العربي
- مثال على الأدب في العصر الجاهلي
- مثال على الأدب في العصر الأموي وصدر الإسلام
- مثال على الأدب في العصر العصر العباسي
- مثال على الأدب في العصر الأندلسي
- مثال على الأدب في العصور المتتابعة
- مثال على أدب البلدان
- مثال على الأدب في العصر الحديث و المعاصر
- مثال على النقد الأدبي
- مثال على الأدب المسرحي
- مثال على الخطابة
- مثال على الكتابة الأدبية
- مثال على أدب الأطفال
- مثال على الفروقات
- مثال على معاني المفردات و الكلمات
- مثال على منوعات في الأدب العربي
- مثال على القصص و الروايات
- مثال على الشعر العربي
- مثال على قواعد اللغة العربية
- مثال على مؤلفات وكتب
- مثال على التاريخ والحضارة
-
مثال على الإسلام والأديان
- مثال على علوم القرآن الكريم
- الحديث النبوي الشريف
- الأدعية و الأذكار
- مثال على التفسير و التجويد
- الأخلاق و العبادات وتزكية النفس
- مثال على السيرة النبوية
- رمضان و الصوم
- الجنة و النار واليوم الآخر
- مثال على الفرق و المذاهب و الأديان
- مثال على علامات الساعة وعذاب القبر
- مثال على الفتاوى الإسلامية
- شبهات ومعتقدات خاطئة عن الإسلام
- مثال على العقيدة الإسلامية
- أحكام فقهية وشرعية
- معلومات دينية عامة
- معلومات دينية للأطفال
- الحج و العمرة
- مثال على تراجم القرّاء
-
مثال على المأكولات
- مثال على الأطباق الرئيسة
- مثال على أطباق منوعة من حول العالم
- مثال على أطباق سهلة وسريعة
- مثال على أطباق جانبية /مقبلات
- مثال على أطباق بالمكرونة
- مثال على أطباق للرجيم
- مثال على الحلويات
- مثال على السلطات
- مثال على المخبوزات /الفطائر
- مثال على المشروبات والعصائر
- مثال على أطباق بدون فرن
- مثال على الأطباق النباتية
- مثال على أطباق صحية
- مثال على الأطباق الغريبة
- مثال على ساندويتشات
- مثال على الشوربات
- مثال على أسئلة وأجوبة في المطبخ
- مثال على الطب و الصحة و الجمال
- مثال على العلوم
- المزيد...
-
مثال على الأدب العربي
- نبذة عنا
- سياسة الخصوصية
- الدخول إلى الحساب