اعلن هنا

حكم سب الذات الإلهية

حكم سب الذات الإلهية

  • - انتشر في الآونة الأخيرة ظاهرة غريبة على المجتمعات العربية و الإسلامية ألا وهي سب وشتم الذات الإلهية - و العياذ بالله - ؛ وهذه ظاهرة خطيرة ومتفشية للأسف ؛ ولابد من الوقوف في وجهها و التصدي لها ومحاربتها ؛ ومحاربة فاعلها ومقاطعته وعدم التعامل معه . 
  • - سنتعرف في هذا المقال على الحكم الشرعي لسب الذات الإلهية ؛ وجزاء فاعلها. 
  • - أولا : تعريف شتم الذات الإلهية.

  • - هو أن يتلفظ شخص كلاما غير لائق بحق الله أو دينه سواء كان متعمدا أو غير متعمد . 
  • - إضافة إلى أن السخرية بذات الله أو دينه تدخل في نفس السياق و المضمون؛ قال تعالى :(وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ). 
  • ثانيا : حكم سب الذات الإلهية.

  • - فتوى الشيخ ابن باز - رحمه الله - في سب الذات الإلهية : 
  • - طُرح على  الشيخ ابن باز - رحمه الله - سؤال مفاده : " هل من سب الدين وغيره هل يعتبر بكافر أو مرتد وما حكمه، وما هي العقوبة المقررة عليه في الدين الإسلامي الحنيف حتى نكون على بينة من أمر شرائع الدين وهذه الظاهرة متفشية بين بعض الناس في بلادنا، أفيدونا أفادكم الله؟ " ؛ فرد الشيخ بقوله : 
  • " سب الدين من أعظم الكبائر ومن أعظم المنكرات، وهكذا سب الرب ، وهذان الأمران من أعظم نواقض الإسلام ومن أسباب الردة عن الإسلام، فإذا كان من سب الرب سبحانه أو سب الدين ينتسب للإسلام فإنه يكون مرتدًا عن الإسلام ويكون كافرًا يستتاب، فإن تاب وإلا قتل من جهة ولي الأمر في البلد، وقال بعض أهل العلم: إنه لا يستتاب بل يقتل؛ لأن جريمته عظيمة ولكن الأرجح هو أنه يستتاب لعل الله يمن عليه بالهداية فيلتزم الحق ولكن لا مانع من تعزيره، ينبغي أن يعزر بالجلد والسجن حتى لا يعود لمثل هذا، هذا هو الصواب الذي قاله جمع من العلم تعزيره ولو استتبناه وقبلنا توبته لكن يعزر عن إجرامه العظيم وإقدامه على هذه الكبيرة العظيمة نسأل الله العافية.
  • وقال آخرون: لا يستتاب بل يقتل بكل حال وهو قول قوي لكن استتابته اليوم أولى إن شاء الله مع التأديب المناسب والسجن المناسب حتى لا يعود إلى هذا المنكر، وهكذا لو سب القرآن أو سب الرسول ﷺ فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل؛ لأن سب الدين وسب الرسول ﷺ وسب الرب  من نواقض الإسلام وهكذا الاستهزاء بالله أو برسوله أو بالجنة أو بالنار أو بأوامر الله كالصلاة والزكاة، فالاستهزاء بهذه الأمور من نواقض الإسلام، قال الله سبحانه: قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ ۝ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ [التوبة:65-66] نسأل الله العافية. " 
  • - فتوى الشيخ نوح القضاة - رحمه الله - مفتي المملكة الأردنية الهاشمية.
  • - ورد سؤال للشيخ " نعاني من كثرة سب الربّ والدين في الأسواق والشوارع، وهذه العادة تأخذ في الانتشار، فأرجو بيان مرتبة كفر سابّ الرب والدين، وهل هي ردة أشد من الكفر الأصلي، أو هل يكون بسبه الرب مهدور الدم يستحق القتل، وإذا كان كذلك فمن المسؤول عن تطبيق حد الردة، وهل يستحق الهجر إذا لم يستجب للنصح؟ " 
  • - فكان جواب الشيخ : " الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله:
  • - سب الدين أو الرب حرام، ويعد فاعله مرتداً عن الإسلام، وينفسخ عقده على زوجته، ويجب على من سمعه أن ينصحه لعله أن يتوب ويرجع إلى الإسلام، فإذا فعل ذلك وزوجته ما تزال في العدة استمر النكاح بينهما، وإن لم يتب يرفع أمره إلى القاضي ليعاقبه.
  • - ولا شك أن الردة أشد من الكفر الأصلي، ولكن لا يهدر دمه ولا يقتل إلا بعد ثبوت ذلك عند القاضي واستتابته، فإن أصر على الردة عاقبه القاضي، وليس لغير ولاة الأمور والقضاة أن يحكموا بقتله كيلا تحدث فتنة بين الناس. والله أعلم. " 
  • - ثالثا : حكم من سب الدين وهو متزوج.

  • - كثير من الأزواج قد يسبون الذات الإلهية أو يحلفون يمين طلاق أو يرتكبون أفعالا وأثاما لا يترتب عليها أثم فقط وإنما يتعدى الأمر إلى الزواج والميراث وغيره ؛ لذلك على الإنسان أن يكون وقافا عند حدود الله ؛ ويتحمل تبعات أخطائه ومن بينها شتم وسب الذات الإلهية. 
  • - وفي هذا السياق نستعرض رأي الشيخ ابن باز - رحمه الله - في علاقة شاتم الذات الإلهية بزوجته. 
  • - يقول الشيخ ابن باز - رحمه الله - : " سب الدين ردة عن الإسلام، سب الإسلام ردة عن الإسلام، وسب القرآن وسب الرسول ......... ردة عن الإسلام نعوذ بالله، كفر بعد الإيمان لكن لا يكون طلاقًا للمرأة بل يفرق بينهما من دون طلاق، ما يكون طلاقًا بل تحرم عليه؛ لأنها مسلمة وهو كافر، فتحرم عليه حتى يتوب، فإن تاب وهي في العدة رجعت إليه من دون حاجة إلى شيء، إذا تاب وأناب إلى الله رجعت إليه، وأما إن خرجت من العدة وهو على حاله لم يتب فإنها تنكح من شاءت، ويكون ذلك بمثابة الطلاق لا أنه طلاق لكن بمثابة الطلاق؛ لأن الله حرم المسلمة على الكافر ".
  • المقدم ( الذي يسأل الشيخ ) : ولو أرادها هو؟
  • الشيخ: لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ [الممتحنة:10] فإن تاب وأراد يتزوجها بعد ذلك فلا بأس" . 
  • "سب الدين ردة عن الإسلام، سب الإسلام ردة عن الإسلام، وسب القرآن وسب الرسول ؛ ردة عن الإسلام نعوذ بالله"
  • - وإرجاع الزوجة يكون بعقد ومهر جديد. 
  • يقول الشيخ حول هذه النقطة : " بعد العدة، يكون بعقد جديد أحوط خروجًا من خلاف العلماء، وإلا فبعض أهل العلم يراها تحل له من دون عقد جديد إذا كانت تختاره ولم تتزوج بعد العدة بل بقيت على حالها، ولكن إذا عقد عقدًا جديدًا فهو أولى خروجًا من خلاف جمهور العلماء، فإن الأكثرين يقولون: متى خرجت من العدة بانت منه وصارت أجنبية لا تحل إلا بعقد جديد، فهذا أولى له أن يعقد عقدًا جديدًا، هذا إذا كانت قد خرجت من العدة و قبل أن يتوب، فأما إن تاب فهي زوجته. نعم.
  • إن تاب .. وهي في العدة فهي زوجته. نعم " . 
  • - وفي الختام على المسلم أن يعرف قدر الله وأن يقدر نعمه وأن يشكره عليها ؛ لا أن يرد الخير و النعمة بسب الله  أو التلفظ بكلمات مسيئة لله ورسوله ودينه، نسأل الله الهداية
  • https://al-maktaba.org/book/31886/24276
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.