- العاطفة هي انفعال هادئ يدوم مدة طويلة ، قد تستغرق الحياة كلها. ولهذا تعد العاطفة موجها ً أساسيا ً في السلوك ، حتى أنها تصبح أشبه بالدافع الذي هو أصلها. والعاطفة دائماً مرتبطة بموضوع من الموضوعات ، كأن نقول نحب الموسيقا ، أو نكره الرياضة...وسنتعرف في هذا المقال على : نشأة العواطف ونموها ، وأثرها في السلوك.
-
نشأة العواطف :
-
تمر العاطفة بمراحل متعددة ، فتبدأ طفلة قلقة، ثم تنمو شيئا ً فشيئا ً ، وتستقر على موضوع معين، ثم تتحول إلى موضوع آخر، وقد تتخذ طابعا ً اجتماعيا ً روحيا ً في أعلى مراحل تطورها. ويمكن أن نوجز هذا التطور الطويل للعاطفة في مرحلتين هما : - - مرحلة القلق : العاطفة دافع ذو شحنة انفعالية تتجه إلى موضوع معين كان الفكر قد تصوره من قبل. ولكن التصور الفكري قد لا يكون واضحا ً تماما ًفي بدء تكوّن العاطفة، وهذا ما يجعلها مشتتة غامضة في هذه المرحلة. غير أن بعض العواطف لا تلبث أن تصل إلى درجة عالية من الوضوح العقلي، وعندئذ يصبح تصور موضوعاتها واضحا ً جدا ً.
- - مرحلة التثبيت : بعد مرحلة القلق تثبت العاطفة على موضوع معين، ولكن لا تكاد العاطفة تصل إلى هذه المرحلة حتى تبدو لنا بوجه جديد ، وتتخذ لها لونا ً غير لونها، فالحب مثلا ً يصبح غاية في ذاته ، والمحبوب يصبح ذا قيمة خاصة. وعندئذ لا يكون الحب مجرد رغبة في اللذة كما كان ، بل يمتزج بالقيم الإنسانية السامية.
- في هذه المرحلة تؤثر الحياة الاجتماعية تأثيراً كبيرا ً في العاطفة، فتصبح منسجمة مع مطالب الحياة الاجتماعية، فيكفي أن نذكر بعض العواطف من صداقة، شفقة، تقدير .. حتى نعلم أن للمجتمع تأثيرا ً كبيرا ً في تكوين العواطف وبلورتها ورفعها إلى درجة السمو.
-
أثر العاطفة في السلوك :
-
ويتجلى هذا الأثر من خلال تأثيرها في جوانب مختلفة من الحياة النفسية مثل : - - أثر العاطفة في التفكير : إن العاطفة تؤثر في توجيه أفكارنا ، سواء كانت أفكار شاردة كما هو الأمر في أحلام اليقظة ، أو أفكار موجهة كما هو الأمر في التأمل والتفكير.
- - أثر العاطفة في التذكر : وتأثير العاطفة واضح في عملية التذكر وتوجيه نشاط الذاكرة . فعندما يستولي علينا الحزن نميل إلى استرجاع أيام شقائنا ، وحينما يستولي علينا الفرح نميل إلى استرجاع كل ما يبعث على الفرح من ماضينا ، ولا نرى في العالم غير الجمال والإشراق. وللعاطفة تأثير كبير في الحفظ، فهي تسهله من ناحية ، وتثبت ما حفظناه من ناحية ثانية، وتساعد على استعادته بسهولة من ناحية ثالثة.
- - أثر العاطفة في المعاملة : تؤثر العاطفة في طرائق تعاملنا مع الآخرين ، فنظرتنا إلى الأشخاص وما يصدر عنهم من أعمال وأقوال ، تختلف باختلاف العواطف التي نعانيها، فنميل إلى التساهل والعطف إذا كنا في حالة ارتياح ورضا، ونميل إلى التعسف والقسوة إذا كنا في حالة انزعاج وسخط.
-
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.