- - القرّاء هم النجوم التي أضاءت في سماء مدارسة القرآن الكريم وعلومه
- - وقد قال عنهم الإمام الشاطبي في منظومته حرز الأماني ووجه التهاني
- - لَهَا شُهُبٌ عَنْهَا اُسْتَنَارَتْ فَنَوَّرَتْ سَوَادَ الدُّجَى حَتَّى تَفَرَّق وَانْجَلاَ
- - وَسَوْفَ تَرَاهُمْ وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ مَعَ اثْنَيْنِ مِنْ أَصْحَابِهِ مُتَمَثِّلاَ
- - تَخَيَّرَهُمْ نُقَّادُهُمْ كُلَّ بَارِعٍ وَلَيْسَ عَلَى قُرْآنِهِ مُتَأَكِّلاَ
- - قال الإمام الشاطبي عن الإمام قالون:
- - فَأَمَّا الْكَرِيمُ السِّرِّ في الطيِّبِ (نَافِعٌ) ... فذَاكَ الَّذِي اخْتَارَ الْمَدينَةَ مَنْزِلاَ!
- - وَ(قَالُونُ) عِيسى ثُمَّ عُثْمانُ (وَرْشُهُمْ) ... بِصُحْبَتِهِ المَجْدَ الرَّفِيعَ تَأَثَّلاَ!
- - فمن هو الإمام قالون؟ هذا ما سنعرفه في هذا المقال.
-
- نسب الإمام قالون:
- - هو عيسى بن مينا بن وردان، مولى بني زهرة الملقب بقالون، وقالون بلغة الرومية جيّد، وكان قالون ربيب الإمام نافع قارئ المدينة والإمام الأول بالنسبة للقراء، وقد اهتم نافع بقالون اهتماماً عظيماً.
- - ولد في المدينة المنورة سنة 120 هجرية.
- - كان ربيب الإمام نافع، أي: أي ابن زوجته من غيره، جلس بعد فراغه مع إمامه عشرين سنة .
- - روى القراءة عرضاً وسمعاً عن الإمام نافع قارئ المدينة الثاني وإمامها ولازمه منذ سنة 150 هجريا حتى بلغ مكانة عالية في القراءة والإتقان.
-
- لماذا سُمّي قالون؟
- - وقد قال قالون: كان نافع إذا قرأتُ عليه يعقد لي ثلاثين، ويقول لي: قالون، يعني: جيداً جيداً، بالروميَّة.
- - وقال عبد الله بن عليّ: إنما كان يكلّمه بذلك لأن قالون أصله من الروم كان جد جدّه عبد الله من سبي الروم من أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقدم به من أسره وباعه فاشتراه بعض الأنصار، فهو مولى محمد بن محمد بن فيروز.
-
- صفاته الجسدية والروحية:
- - قالون كان أصمّ بحيث لا يسمع شيئاً قط من الحديث العام، ولكنه مع ذلك كان إذا استمع لقارئ القرآن فإنه بفضل من الله تعالى يدرك الخطأ الذي يقع فيه القارئ فيسارع إلى تصحيح الخطأ له، والدليل على ذلك الخبر التالي:
- - يقول ابن الجزري: قرأت على أحمد بن محمد بن الحسين عن علي بن أحمد بن عبد الواحد عن أبي اليمن قال: حدثني أبو محمد البغدادي قال: كان قالون أصمّ لا يسمع البوق، وكان إذا قرأ عليه قارئ فإنه يسمعه.
- - وقال ابن أبي حاتم: كان قالون أصمّ يقرئ القرآن ويفهم خطأهم ولحنهم بالشفة.
- قال علي بن الحسن الهسنجاني: كان قالون عيسى بن مينا أصمَّ شديد الصمم، فلو رفعتَ صوتك حتى لا غاية لم يسمع، وكان يُقْرَؤ عليه القرآن، فكان ينظر الى شفتي القارئ فيردُّ عليه اللحن والخطأ.
- - لم يتصدر للإقراء، تأدباً مع شيخه، رغم تمكنه وإتقانه إلى أن قال له شيخه: إلى كم تقرأ عليّ، اجلس إلى اسطوانة حتى أرسل إليك من يقرأ عليك.
- - انتهت إليه رئاسة الإقراء بالمدينة بعد شيخه نافع فكان يعرف بقارئ المدينة ومعلِّم العربية بها.
-
- شيوخ الإمام قالون:
- - قرأ قالون على: شيخه نافع، وقيل له: كم قرأتَ على نافع؟ قال: مالا أحصيه كثرةً، إلاَّ أنِّي جالسته بعد الفراغ عشرين سَنَة.
- - كما قرأ على أبي جعفر (يزيد بن القعقاع)، وعيسى بن وَرْدَان، وغيرهم.
-
- رواة الإمام قالون وتلامذته:
- - كان الإمام قالون مدرسة وحده في تعليم القرآن الكريم
-
- فقد تتلمذ عليه الكثيرون منهم:
- - ولداه: إبراهيم وأحمد
- - وإبراهيم بن الحسين الكسائي
- - وإبراهيم ابن محمد المدني
- - وأحمد بن صالح المصري
- - وأحمد بن يزيد الحلواني
- - وإسماعيل ابن إسحاق القاضي
- - والحسن بن علي الشحّام
- - والحسين بن عبد الله المعلم، وآخرون.
-
- عمل الإمام قالون في الحديث النبوي الشريف والرواية:
- - مع أن قالون من المشتغلين بالقرآن الكريم، إلا أنه مع ذلك كان له اهتمام أيضا بالحديث النبوي الشريف
- روى الإمام قالون الحديث عن:
- - محمد بن جعفر بن أبي كثير
- - وعبد الرحمن بن أبي الزناد
- - ونافع بن أبي نُعَيْم، وآخرين.
- - وروى عنه:
- - إسماعيل القاضي
- - وأبو زرعة الرازي
- - وابن ديزيل
- - وموسى بن إسحاق الأنصاري
- - وأحمد بن صالح
- - وأبو نشيط، وموسى بن إسحاق
- - وعلي الهسنجاني، وآخرون
- وأما في رواية الحديث:
- - فقد ذكره ابن حِبان في "الثقات"
- - وقال الهيثمي: "حديثُه حَسَن"
- - وقال الذهبي: "أما في القراءة فَثَبْتٌ، وأما في الحديث فيُكتَب حديثُه - في الجملة -
- - سئل أحمد بن صالح المصري عن حديثه فضحك وقال: تكتبون عن كل أحد!
- - وقال الألباني: "لم يوثقه غيرُ ابنِ حبان".
-
- قراءة رواية الإمام قالون:
- - هي الرواية المشهورة والأكثر تدولاً فى أرجاء ليبيا وبعض مناطق القطر التونسي والمصري، وتعتبر من ثاني الرويات تداولاً فى العالم الإسلامي بعد رواية حفص عن عاصم .
-
وفاته:
- - كانت وفاة هذا الإمام الجليل سنة عشرين ومائتين (220 هجرية) على الصحيح، أي عن عمر يناهز 100 سنة.
-
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.
- الرئيسية
-
التصنيفات
-
مثال على الأدب العربي
- مثال على الأدب في العصر الجاهلي
- مثال على الأدب في العصر الأموي وصدر الإسلام
- مثال على الأدب في العصر العصر العباسي
- مثال على الأدب في العصر الأندلسي
- مثال على الأدب في العصور المتتابعة
- مثال على أدب البلدان
- مثال على الأدب في العصر الحديث و المعاصر
- مثال على النقد الأدبي
- مثال على الأدب المسرحي
- مثال على الخطابة
- مثال على الكتابة الأدبية
- مثال على أدب الأطفال
- مثال على الفروقات
- مثال على معاني المفردات و الكلمات
- مثال على منوعات في الأدب العربي
- مثال على القصص و الروايات
- مثال على الشعر العربي
- مثال على قواعد اللغة العربية
- مثال على مؤلفات وكتب
- مثال على التاريخ والحضارة
-
مثال على الإسلام والأديان
- مثال على علوم القرآن الكريم
- الحديث النبوي الشريف
- الأدعية و الأذكار
- مثال على التفسير و التجويد
- الأخلاق و العبادات وتزكية النفس
- مثال على السيرة النبوية
- رمضان و الصوم
- الجنة و النار واليوم الآخر
- مثال على الفرق و المذاهب و الأديان
- مثال على علامات الساعة وعذاب القبر
- مثال على الفتاوى الإسلامية
- شبهات ومعتقدات خاطئة عن الإسلام
- مثال على العقيدة الإسلامية
- أحكام فقهية وشرعية
- معلومات دينية عامة
- معلومات دينية للأطفال
- الحج و العمرة
- مثال على تراجم القرّاء
-
مثال على المأكولات
- مثال على الأطباق الرئيسة
- مثال على أطباق منوعة من حول العالم
- مثال على أطباق سهلة وسريعة
- مثال على أطباق جانبية /مقبلات
- مثال على أطباق بالمكرونة
- مثال على أطباق للرجيم
- مثال على الحلويات
- مثال على السلطات
- مثال على المخبوزات /الفطائر
- مثال على المشروبات والعصائر
- مثال على أطباق بدون فرن
- مثال على الأطباق النباتية
- مثال على أطباق صحية
- مثال على الأطباق الغريبة
- مثال على ساندويتشات
- مثال على الشوربات
- مثال على أسئلة وأجوبة في المطبخ
- مثال على الطب و الصحة و الجمال
- مثال على العلوم
- المزيد...
-
مثال على الأدب العربي
- نبذة عنا
- سياسة الخصوصية
- الدخول إلى الحساب