- كان للمدينة منزلة خاصة باعتبارها دار الهجرة، التي نزل فيها التشريع، وشهدت ما كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم قولا أو فعلا.
- والمدينة مهد السنة، ومنبع الحديث، وملتقى الصحابة، وهذا يجعل أهلها أثبت الناس بالفقه، وأشدهم تمسكاً بالرواية، ووقوفاً عند الآثار.
- كانت مدرسة الحديث تستقي منهجها من شيوخها الأوائل الذين في مقدمتهم زيد بن ثابت وعبد الله بن عمر رضي الله عنهم جميعاً.
- وتعتمد دائماً على النص ولا تتجاوز النص إلى الرأي الاجتهادي إلا عند الضرورة القصوى لذلك سميت بمدرسة الحديث.
-
أسباب وقوف مدرسة الحديث عند النصوص
- 1- تأثر مدرستهم بالمنهج الذي التزمه علماؤهم في حرصهم على الأحاديث والآثار، وتجنبهم الأخذ بالرأي، وإعمال القياس، إلا إذا كانت هناك ضرورة ملجئة وربما امتنعوا عن الإفتاء في المسألة التي لا يوجد لها دليل من كتاب أو سنة أو أثر.
- 2- ما لديهم من ثروة كبيرة لدى الصحابة الذين استوطن أكثرهم الحجاز عامة والمدينة خاصة، من أحاديث وآثار تفي بحاجتهم في الاستدلال، وتغنيهم عن إعمال الرأي.
- 3- يسر الحياة لدى أهل الحجاز، وقلة مشاكلهم؛ حيث كانوا على الفطرة الأولى بمنأى عما تحدثه المدينة الفارسية أو اليونانية من تفريع للمسائل، وكان الناس يعيشون على الحالة التي كانوا يعيشون عليها في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس هناك من الحوادث المستجدة سوى القليل النادر.
- 4- بعدهم عن مواطن الفتنة، وبواعث النزاع بالنسبة لما كان عليه الأمر في العراق؛ فقد سلموا من بدعة الخوارج والتشيع وأهل الأهواء وظل تراث الحديث والأثر محفوظا لديهم، لا تشوبه ريبة، ولا يتطرق إليه تهمة الوضع.
-
مميزات مدرسة الحديث
- كراهيتهم لكثرة السؤال. وفرض المسائل، وتشعب القضايا
- فالحكم ينبني على قضية واقعية، لا على قضية مفترضة، والنص يدل على الحكم، فلا يبحث عن علل الأحكام وربط الحكم بها وجودا وعدماً.
- الاعتداد بالحديث والوقوف عند الآثار؛ فالعلم هو علم الكتاب والسنة.
- والعناية بحفظ ذلك عناية بأصل التشريع ومصادر الفقه، والواجب الديني يفرض صيانة هذا التراث.
-
بعض علماء أهل الحديث
- - عطاء بن أبي رباح في مكة، وفي العصر الأموي كان الخلفاء ينادون ألا يفتينّ الناس إلا عطاء بن أبي رباح في موسم الحج ويُلزمونهم بالأخذ منهم فقط.
- - سعيد بن المسيِّب في المدينة المنورة وكان من أجل علماء المدينة وأكثرهم ورعاً ومن المكثرين للرواية عن رسول الله عليه الصلاة والسلام.
- https://al-maktaba.org/book/31621/10772
-
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.