-
* مقدمة :
-
إن قضية الترجمة واستخدام اللغة العربية في الأوساط العلمية ، وفي تعليم العلوم الهندسية والطبية والمواد العلمية عموماً ، هي قضية من أخطر قضايا الأمة العربية ، وإن استمرار تجاهلنا لها وتأخرنا في اتخاذ موقف حاسم منها ، أصبح يهدد باندثار الحضارة العربية تماماً ، وقد ظهرت بوادر لذلك في بعض المناطق العربية التي أخذت تتخلى عن اللغة العربية ، ليس فقط بالنسبة للمجالات العلمية ولكن في بعض المجالات الأخرى .. -
* سمة عصرنا الحديث:
-
إن العصر الذي نعيش فيه هو عصر العلم والتكنولوجيا ، فإذا لم تستطع اللغة أن تستوعب هذه العلوم وتعبر عنها ، فإن مصيرها الزوال کنتيجة حتمية لعدم استخدامها . - _ ويزيد من حدة الأزمة :
- أن سمة العصر هي السرعة والتقدم في كافة المجالات ، كما أن معدلات التقدم تتزايد باستمرار ، حتی أنه خلال السنوات العشرة الماضية ، تضاعف عدد الكتب العلمية والفنية في العالم عدة مرات ، بحيث أصبح كل يوم يمر يزيد من عمق الهوة الفاصلة بين الحضارة العربية والحضارة العلمية الحديثة .
-
* مؤشرات هامة :
-
هناك مؤشرات واضحة لا تخفى على العين الفاحصة ، تشير إلى : - " أن العالم العربي يتجه الآن إلى أن يكون منقسمآ إلى قسمين ، قسم يعتمد في ثقافته على اللغة الفرنسية وقسم آخر على الإنجليزية " .
-
* التدهور الفني التكنولوجي :
-
ولقد ترتب على خلو المكتبة العربية من الكتب والمجلات والدوريات العلمية والفنية ، تدهور المستوى الفني والتكنولوجي للصناع والحرفيين والمهنيين ... - فلقد توقف علم كل واحد منهم على ما تلقاه من تعليم ، والمعنى الخطير وراء ذلك هو ألا يختلف الحاضر والمستقبل عن الماضي ، وكيف يمكن لأي منها أن يتطور أو يتقدم وقد وجد حاجزاً ضخماً يفصل بينه وبين العالم .
- فأين له أن يتعرف على ما يستجد ويستحدث من علوم وأساليب ؟
- إن الحل الوحيد أمامه هو :
- أن يتعلم لغة أجنبية ، هل يمكن أن نقول لعيالنا أن يتعلموا الإنجليزية أو الفرنسية ؟
- أليست النتيجة الحتمية لذلك عاجلاً أو آجلاً أن نصبح کالهند نتکلم الإنجليزية ونترك العربية إلى غير رجعة ! ..
-
* نتائج التعليم الجامعي باللغة الإنجليزية :
-
لعل عدم استخدام اللغة العربية من الأساليب الرئيسية لهبوط التعليم الجامعي في الكليات العلمية والعملية ، فمن الطبيعي أن يؤدي التعليم بلغة أجنبية إلى ضياع الوقت ، وإلى أن يقل الفهم والتحصيل ... - ستوزع جهود الطالب بين فهم مفردات اللغة ، وفهم المادة العلمية ، وكلنا نعلم أنه غالباً ما يكون مستوى الطالب ضعيفآ في اللغات الأجنبية ، إلى درجة أنها لا تشكل فقط عائقآ أثناء الدراسة ، ولكنها تحرمه من ميزة الدراسة الجامعية الحقيقية وهي الإطلاع ...
- ولا نكون مغالين إذا قلنا أن معظمهم يلتزم بالمذكرات فيستذكرها بأية وسيلة حتى ينجح ، وبمجرد تخرجه يحدث انفصال بينه وبين من علمه الذي تعلمه في سنوات الدراسة ..
-
* آراء كثيرة لاستخدام العربية :
-
إن هناك آراء متعارضة كثيرة لإستخدام اللغة العربية في الميادين العلمية والتكنولوجية ، وتتلخص هذه الآراء في النقاط التالية : - 1- أن المراجع العلمية تكون باللغة الإنجليزية أو الفرنسية .
- 2- أن اللغة الإنجليزية أصبحت لغة التخاطب في كثير من المجالات العالمية مثل الإتصالات السلكية واللاسلكية والمطارات والسفن والأسواق العالمية .
- 3- أن مفردات اللغة العربية قاصرة ، ولا تستطيع التعبير عن علوم العصر .
- ويكفي للرد على هذه الآراء وغيرها أن نقول : أن إسرائیل تستخدم اللغة العبرية في جميع المجالات العلمية ...
- هذه الدولة الصغيرة التي لا يبلغ تعدادها خمسة ملايين نسمة تستخدم هذه اللغة الميتة ، وتنقل إليها جميع العلوم من جميع اللغات .
-
* لغات العالم مرتبطة بحضارتها :
-
كثير من هذه الدول أقل منا حضارة وأحدث تاريخاً ، فاليابان تستخدم اليابانية والصين تستخدم الصينية وبولندا تستخدم البولندية ، وإيران وهولندا والدنمارك واليونان و رومانيا ...إلخ ... - تستخدم جميعها لغاتها الوطنية ، ولم تجد في ذلك أي مشكلة أو عائق ، ونعتقد أنه لا يمكن أن يوجد بيننا من يقول أننا أقل قدرآ من إسرائيل ، أو أن العربية أدنى مستوى من العبرية أو غيرها من اللغات ..
- إذن فالمشكلة الحقيقية هي : مشكلة الترجمة وليست أي شيء آخر .
-
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.
- الرئيسية
-
التصنيفات
-
مثال على الأدب العربي
- مثال على الأدب في العصر الجاهلي
- مثال على الأدب في العصر الأموي وصدر الإسلام
- مثال على الأدب في العصر العصر العباسي
- مثال على الأدب في العصر الأندلسي
- مثال على الأدب في العصور المتتابعة
- مثال على أدب البلدان
- مثال على الأدب في العصر الحديث و المعاصر
- مثال على النقد الأدبي
- مثال على الأدب المسرحي
- مثال على الخطابة
- مثال على الكتابة الأدبية
- مثال على أدب الأطفال
- مثال على الفروقات
- مثال على معاني المفردات و الكلمات
- مثال على منوعات في الأدب العربي
- مثال على القصص و الروايات
- مثال على الشعر العربي
- مثال على قواعد اللغة العربية
- مثال على مؤلفات وكتب
- مثال على التاريخ والحضارة
-
مثال على الإسلام والأديان
- مثال على علوم القرآن الكريم
- الحديث النبوي الشريف
- الأدعية و الأذكار
- مثال على التفسير و التجويد
- الأخلاق و العبادات وتزكية النفس
- مثال على السيرة النبوية
- رمضان و الصوم
- الجنة و النار واليوم الآخر
- مثال على الفرق و المذاهب و الأديان
- مثال على علامات الساعة وعذاب القبر
- مثال على الفتاوى الإسلامية
- شبهات ومعتقدات خاطئة عن الإسلام
- مثال على العقيدة الإسلامية
- أحكام فقهية وشرعية
- معلومات دينية عامة
- معلومات دينية للأطفال
- الحج و العمرة
- مثال على تراجم القرّاء
-
مثال على المأكولات
- مثال على الأطباق الرئيسة
- مثال على أطباق منوعة من حول العالم
- مثال على أطباق سهلة وسريعة
- مثال على أطباق جانبية /مقبلات
- مثال على أطباق بالمكرونة
- مثال على أطباق للرجيم
- مثال على الحلويات
- مثال على السلطات
- مثال على المخبوزات /الفطائر
- مثال على المشروبات والعصائر
- مثال على أطباق بدون فرن
- مثال على الأطباق النباتية
- مثال على أطباق صحية
- مثال على الأطباق الغريبة
- مثال على ساندويتشات
- مثال على الشوربات
- مثال على أسئلة وأجوبة في المطبخ
- مثال على الطب و الصحة و الجمال
- مثال على العلوم
- المزيد...
-
مثال على الأدب العربي
- نبذة عنا
- سياسة الخصوصية
- الدخول إلى الحساب