من هم أهل الأعراف ؟
▪︎ تعرّف الأعراف لغةً : بأنّها جمع ( عُرف ) ،مقتبسة من عرف الديك أو عرف الفرس وهو المكان العالي الظاهر لكل ناظر .
وعرف الأرض : ما ارتفع منها وعلا ، والجمع أعراف .
وأعراف الرياح والسّحاب : أوائلها وأعَاليها ،وواحدها عرف.
▪︎ويقال بأنّ أهل الأعراف جمع (عَرف) : وهو السور العالي الذي يفصل بين الجنة والنار الذي يقف عليه أهل الأعراف.
▪︎ذكر في شرح معنى أهل الأعراف عدة أقوال والغالب على صحتها هو :
-أنّهم رجال تساوت حسناتهم مع سيئاتهم ،فلا هم من أهل الجنة ،ولا هم من أهل النار ،فيجلسون على الأعراف حتى يحكم الله في أمرهم .
قال تعالى : " وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ "
-ويقال بأنهم رجالٌ خرجوا للغزو والقتال من غير استئذان أهلهم وآبائهم فاستشهدوا وماتوا هناك ، فلا هم مع الشهداء الذين يدخلون الجنة بغير حساب ويكرمون بنعيمها ،ولا هم مع أهل النار جزاء لهم بما خرجوا دون إذن آبائهم وعصيان أمرهم وعدم إيثارهم البِر بهم .
-ويقال أيضاً : بأنّ أهل الأعراف قومُ لهم صغائر لم تُكفّر عنهم بما أصابهم من مصائب الدنيا وابتلاءات الله لهم ،ولم يقترفوا كبائر ما نهى الله عنه ليُحبسوا عن أهل الجنة.
-وقيل : بأنّ أهل الأعراف إذا عيّروا الكفّار بأنه لم يغنِ عنهم جمعهم واستكبارهم في الأرض ،ولا آلهتهم التي يدعون من دون الله ،ردّ عليهم الكفار وعيّروهم بمنعهم وتخلّفهم عن أهل الجنة ،ويقسمون لهم بأنّ رحمة الله لن تفيض عليهم ولن تدركهم ، فيأتي الجواب من الملائِكة حينئذٍ : "أهؤلاء الذين أقسمتُهم لا ينالهم الله برحمةٍ * أدخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون " .
-جميع الأقوال المنسوبة في أصل أهل الأعراف غير مثبتة بالدليل القاطع والسند الثابت المحكم ،فلا يمكن الأخذ بها، ويبقى الأمر معلّقاً في حدود الغيبيات ومقتصراً على ما جاء في محكم التنزيل من رب العالمين .
-وقد اختصّ الله تعالى أهل الأعراف بمزية التمييز بين أهل النار وأهل الجنة ،فإذا نظروا لأهل الجنة وماهم عليه من النعيم المقيم قالوا : سلاماً عليكم ، وإذا انصرفوا بأبصارهم تلقاء أهل النار عرفوا كلّاً بسيماهم .
-يفوز أهل الأعراف بالنجاة يوم القيامة بالجنة ولايدخلون جهنم لا بفضل استحقاقهم، بل بفضل الله ورحمته الواسعة التي تتغمدهم ، فيقول الله تعالى : "ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون"
وربما يكون دخولهم بشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم .