اعلن هنا

في ذكرى المولد النبوي، كيف أقتدي بالنبي ﷺ

في ذكرى المولد النبوي، كيف أقتدي بالنبي ﷺ

  • - إنّ من علامات حبّ الرسول محمد ، الإقتداء به، واتباع تعاليمه والامتثال لأوامره ومحاولة اتباعه في جميع تصرفاته وأقواله وأفعاله، حيث يحتفل العالم الإسلامي بمولد خير الأنام النبي المصطفي محمد ، خاتم المرسلين، وصاحب الرسالة التي حفظت كرامة الإنسان ومنزلته وعزه، ورفعت من قدره، حيث تمكن من إبلاغ رسالته وتأدية الأمانة التي وكلت إليه، والتأثير في نفوس البشرية جمعاء، وليس المسلمين وحدهم.
  • - نستذكر أن النبي ﷺ كان خير قدوة للبشرية جمعاء، بأخلاقه الرفيعة حيث كان خلقه القرآن فقد قال تعالى: "لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا".
  • - وإذا كان قدوتنا ﷺ بهذه المكانة والمنزلة، كان حري بالمؤمن المقتدي بالنبي ﷺ، والمتبع له أن يسلك المنهج السليم في الاقتداء به.
  • - نستعرض في هذا المقال كيف نقتدي بالنبي محمد ﷺ.
  • 1- الإيمان بالنبي ﷺ معرفة شمائله:
  • - أول خطوة في الاقتداء بالنبي الإيمان به والتصديق بأنه  نبي مرسل من عند الله تعالى، وتصديقه فيما أتى به من شريعة وعقيدة وأخلاق، قال تعالى: "فَـَٔامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَٱلنُّورِ ٱلَّذِى أَنزَلْنَا" وهذا أمر صريح من الله تعالى بالإيمان بالنبي ﷺ وتصديقه فيما جاء به، وقد تتوعد الله تعالى مكذبي النبي ﷺ والكافرين به بالعذاب الشديد يوم القيامة فقال تعالى: "وَمَن لَّمْ يُؤْمِن بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا".
  • - ولا يتم الإيمان به إلا بمعرفته حق المعرفة.
  • 2- طاعته واتباعه ﷺ:
  • - علامة صدق الإيمان بالنبي محمد ﷺ طاعته واتباع تعاليمه والامتثال لأوامره.
  • - وطاعته واجبة بالقرآن حيث قال تعالى: "وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ".
  • - وقرن سبحانه وتعالى طاعته بطاعة نبيه ، فقال: "مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ" وطاعة النبي ﷺ تتجلى في التزام سنته والتسليم لما جاء به.
  • 3- محبته وتعظيمه :
  • فإن المحبة تذلل لك الصعاب وتيسر لك العسير ..(لأنّ المحبَّ لمن أحبَّ مطيعُ) .
  • وتعريف المحبة عند العلماء هي: ميل الإنسان إلى ما يوافقه ويستحسنه لأسباب معينة.
  • - ولما كان تعريف المحبة هذا فتعريف محبة الرسول ﷺ هو: ميل قلب المسلم إلى رسول الله ميلاً يتجلى فيه إيثار النبي  على كل محبوب من نفس ووالد وولد والناس أجمعين وذلك لما خصه الله من كريم الخصال وعظيم الشمائل وما أجراه على يديه من صنوف الخير والبركات لأمته وما امتن الله على العباد ببعثته ورسالته إلى غير ذلك من الأسباب الموجبة لمحبته عقلاً وشرعاً.
  • - ومحبة النبي محمد ﷺ من أعمال القلوب التي أوجبها الله تعالى، حيث قال الله تعالى في القرآن الكريم: " قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ".
  • 4- النصيحة له ونشر دعوته ﷺ:
  • - لتقتدي بالنبي محمدﷺ لا بد من  نشر دينه وإحياء سنته، ونصرته ، ورد الشبهات عنه.
  • - وهذا من تمام الاقتداء به ﷺ وقد أوجب الله تعالى على المسلمين المتبعين للنبي ﷺ نشر دعوته، فقال تعالى: "قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي".
  • - صور الإقتداء بالرسول ﷺ في الأخلاق:
  • 1. صدقه ﷺ:
  • - فهو أصدق من تكلم فلم يعرف الكذب في حياته جاداً أو مازحاً، وحرمه علينا فقال: ((إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يَكُونَ صِدِّيقًا وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا)) .
  • - وأخبر أن المؤمن قد يقع في المعاصي والآثام لكنه لا يكذب أبداً كيف لا وهو الذي قال فيه تعالى وفي إتباعه ومن إقتدى به :  "وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ"  (الزمر:33).
  • 2. صبره ﷺ:
  • - فلا يعلم أحداً مر به من المصائب والمصاعب والمشاق والأزمات كما مر نبينا وهو صابر محتسب فصبر على اليتم و الفقر، وعلى البعد عن الوطن والأهل وعلى الدنيا وزينتها فلم يتعلق منها بشيء بما فيها إغراء الولاية وبريق المنصب فناداه الله في عليائه فقال له:  "وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ"  (النحل الآية : 127 ).
  • 3. جوده وكرمه ﷺ:
  • - أكرم من خلق الله وأسرع بالخير من الريح المرسلة كان يعطي عطاء من لا يخشى الفقر وكان يقول: ((مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ)).
  • -  فهذا جانب بسيط من أخلاقه ﷺ وما خفي عنا لضيق الوقت فالكتب مليئة به .
  • - صور الإقتداء بالنبي محمد ﷺ في عبادته:
  • 1. . عبادته ليلاً: كان نبينا القدوة المثلى في عبادته لله تعالى فكان يقوم زمن راحته ووقت خلوته
  • - تقول عائشة رضي الله عنها: ((أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ كَانَ يَقُومُ مِنْ اللَّيْلِ حَتَّى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ فَقَالَتْ عَائِشَةُ لِمَ تَصْنَعُ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ قَالَ أَفَلَا أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ عَبْدًا شَكُورًا فَلَمَّا كَثُرَ لَحْمُهُ صَلَّى جَالِسًا فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ قَامَ فَقَرَأَ ثُمَّ رَكَعَ ))  .
  • 2. ذكره لربه: وكان أكثر الناس ذكراً لربه ومولاه، تنام عينه ولا ينام قلبه وكان يحث على هذا فيقول: ((سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ قَالُوا وَمَا الْمُفَرِّدُونَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الذَّاكِرُونَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتُ)).
  • - وقال : ((مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لَا يَذْكُرُ رَبَّهُ مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ)) .
  • 3. شجاعته: أما عن شجاعته فما فر من معركة قط، أشجع الناس قلباً ما تأخر عن قتال أو نكص عند النزال بل كان إذا حمي الوطيس به يفر المسلمون في حُنين فلا يبقى إلا ستة من الصحابة يتقدمهم عليه الصلاة والسلام.
  • في الختام:
  • - إن طاعة النبي  سبب دخول الجنة:  قال رسول الله :  ((كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَى قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنْ يَأْبَى قَالَ مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الْجَنَّةَ وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى)).
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.