- لا بد لكل أمة من لغة يتفاهم بها أفرادها بعضهم مع بعض ، ويؤدون شعائر عبادتهم بها ، وينقل سلفهم إلى خلفهم ما خطوه من فكر ، وما صاغوه من بيان ، وما حققوا من نصر ، وإذا كانت الأمة كبيرة فقد يتكلم أبناؤها أكثر من لغة ، وذلك حسب الشعوب التي تتألف منها ، فالأمة المسلمة يمتد أبناؤها على رقعة واسعة من الأرض ، وتنضوي فيها عدة شعوب لكل منها لغته التي يتخاطب أفراده بها .
-
- أهمية اللغة العربية للتخاطب بين الأفراد في نظر المجتمع الإسلامي :
-
كما نعلم أن الأمة بعقيدة واحدة ، فهي تؤدي :
- 1 - الشعائر بلغة واحدة .
- 2 - تقرأ كتاب الله بلغة واحدة .
- 3 - تقرأ حديث رسول الله باللغة نفسها ، وهي العربية .
-
- اختلاف الشعوب باختلاف لغاتهم في نظر المجتمع الإسلامي :
-
طالما كان لكل شعب لغته الخاصة ، لذا فإن كل شعب يتكلم لغته ، ويتعلمها وفي الوقت نفسه ، يدرس اللغة العربية كلغة للعقيدة ، حيث يؤدي عبادته بها ، ويدرس حديث رسول الله بها ، حيث هو المصدر الثاني للتشريع ، ويتعلم الفقه ، حيث دونت المذاهب الفقهية بالعربية أيضاً ، ولا تغني الترجمة ، وبذا يكون لكل شعب لغتان : -
1 - لغة المخاطبة :
- وهي لغة التعليم ، والإدارة وهي لغة الشعب .
-
2 - لغة العبادة :
- أو لغة الدين وهي العربية وتعد اللغة الثانية للشعب ، ولكن عليه تقويتها حتى تصبح الأولى في سبيل فهم العقيدة بشكل صحيح .
-
- اللغة العربية نعمة للعرب في نظر المجتمع الإسلامي :
-
الشعب العربي له لغة واحدة ، وما دامت العقيدة قوية فلا يخشى على لغة الدين أو العربية من الضياع ، بل تتوضع باستمرار ، وقد تصبح اللغة الوحيدة للشعب ، إذ تضعف لغة الشعب تدريجياً ، وهذا ما حدث للغات بعض الشعوب عندما كانت الدولة الإسلامية في أوج ازدهارها ، إذ ضعفت اللغة : - ( الفارسية ، والأفغانية ، والتركية ) ، وغدت اللغة العربية الرسمية ، وهي الأولى ، وتعد لغات بقية الشعوب هي الثانية.
-
- لغات فرضت على بعض الشعوب في أهمية اللغة العربية في نظر المجتمع الإسلامي :
-
في الواقع هناك شعوب لا لغات لها إذ تتحدث بلغة أجنبية هي لغة الاستعمار ، حيث فرضها عندما كانت له الهيمنة والسيطرة ، كالشعوب التي تستعمل اللغة الفرنسية في غربي إفريقية ووسطها مثل : ( السنغال ، ومالي ، وتشاد ، والنيجر ، وساحل العاج ، وإفريقية الوسطى ، والداهومي ، وغينيا و ... ) ، والشعوب التي تستعمل اللغة الإنكليزية مثل :( غامبيا ، وسيراليون ، ونيجيريا ، وتانزانيا ) ، إضافة إلى الشعوب التي تتكلم لغات أخرى مثل :( غينيا - بيساو ) التي تتحدث بالبرتغالية . -
- أهمية رفع مستوى اللغة العربية في نظر المجتمع الإسلامي :
-
إن بعض الشعوب لها لغات ، ولكن ليس لها حرف تكتب به لغتها ، وذلك بسبب ضعف مستوى اللغة ، ومن الأفضل اتخاذ الحرف العربي لكتابة لغتها إن رغبت في المحافظة عليها ، فإن هذا يسهل عليها تعلم اللغتين العربية والمحلية ما دامتا بحرف واحد ، وقد دونت بعض الشعوب لغاتها بالحرف العربي في أيام ازدهار الدولة الإسلامية سواء أكانت لغات ذات حضارة مثل : - ( الفارسية ) أم لغات عادية مثل :
- ( التركية والأندونيسية وبعض لغات الشعوب في جنوب شرقي آسيا ) مثل :
- ( مناطق جنوب الفيليبين ، وفطاني ) .
-
- ترجمة لغة القرآن والحديث للغات أخرى في نظر المجتمع الإسلامي :
-
إن كتاب الله ، وحديث رسول الله عندما يترجم من اللغة العربية إلى لغة أخرى لا يعدان قرآناً وحديثاً ، وإنما تفسيراً ، والتفسير لا يعبد به لذا لا بد من قراءة القرآن بالعربية ، سواء أكان ذلك في الصلاة ، أم في التلاوة للعبادة ، أما الحديث ، وإن كان وحياً ، فلا يتعبد بقراءته ولكن يقرأ كما حدث به رسول الله ، أما الترجمة فهي معنى للحديث لا الحديث نفسه . -
- في الختام:
-
إن اللغة العربية للمسلمين مرتبطة بالعقيدة ، وكل محاولة لإحلال لغة أخرى محلها ، أو إنزال اللغة العربية عن مكانها بإدخال غيرها تعليماً أو كلاماً أو حرفاً ، فإنه هو تهديم وحرب للإسلام ، وإن تظاهر المسؤول بغير ذلك. -
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.