- كان رسول الله ﷺ ، قد أمر أسامة بن زيد أن يسير بالناس ، ويغير أسامة وعسكر بالجرف شمال المدينة حتى يتعبأ الناس ، على الروم ، فامتثل غير أن المنية قد عاجلت رسول الله ﷺ ، ولا يزال الناس بالجرف معسكرين ...
- ماذا فعل أسامة ؟
- لنتابع ونرى ماسيحدث ..
-
- مشاورة أبو بكر الصديق لأصحابه في بعثة أسامة تطبيقآ للشورى :
-
1 - قضية بعث أسامة :
- بويع أبو بكر الصديق ، رضي الله عنه ، بالخلافة ، وارتدت العرب عندما وصل إليها نبأ وفاة رسول الله ﷺ . وأمر الصديق أسامة أن يمضي إلى الوجهة التي وجهه إليها رسول الله ﷺ ، فأخذ الناس بالخروج إلى الجرف حيث كانوا يعسكرون ، غير أن بعض الصحابة قد شق عليهم خروج الجيش من المدينة ، حتى كادت تفرغ من رجالها ، فدخل :
- ( عمر ، وعثمان ، وأبو عبيدة ، وسعد بن أبي وقاص ، وسعيد بن زيد ، رضي الله عنهم ) ، على الخليفة ، وقالوا له : " يا خليفة رسول الله ، إن العرب قد انتفضت عليك من كل جانب ، وإنك لا تصنع بتفريق هذا الجيش المنتشر شيئاً ، اجعلهم عدة لأهل الردة ترمي بهم في نحورهم ، ولو تأخرت لغزو الروم حتى يضرب الإسلام بجرانه ، ويعود أهل الردة إلى ما خرجوا منه ، ثم تبعث أسامة ، حينئذ فنحن نأمن الروم أن تزحف إلينا " .
- - رأي أبو بكر في بعثة أسامة في تطبيق الشورى :
- وعى أبو بكر ، رضي الله عنه ، كلام الذين دخلوا عليه فقال لهم :" هل منكم أحد يريد أن يقول شيئاً ؟ " ، قالوا : لا .
- فقال لهم : " ( والذي نفسي بيده لو ظننت أن السباع تأكلني بالمدينة لأنفذت هذا البعث ، ولا بد أن يؤوب منه ،كيف ورسول الله ﷺ ، ينزل عليه الوحي من السماء يقول : « أنفذوا بعث أسامة » ، ولكن خصلة أكلم بها أسامة ، أكلمه في عمر يقيم عندنا ، فإنه لا غنى بنا عنه ، والله ما أدري يفعل أسامة أم لا ، والله إن أبى لأكرهه ) " .
- اقتنع صحابة رسول الله ﷺ ، عندما تذكروا قول رسول الله ﷺ ، وهو على فراش الموت : "« أنفذوا بعث أسامة » " ، وبقناعتهم لم تعد هناك مشكلة خلاف أو معارضة في رأي ، وإنما أصبح الجميع أصحاب رأي واحد .
-
- حال العرب بعد وفاة الرسول عليه السلام بين مرتدين ومؤمنين :
- ما قفل أسامة حتى كفرت الأرض وتصرمت ، وارتد من كل قبيلة عامة أو خاصة إلا قريشاً وثقيفاً ، وارتدت غطفان ، وارتدت خواص من بني سليم ، وكذلك سائر الناس بكل مكان ، ۔ قال قتادة رحمه الله تعالى :" لما توفي رسول الله ﷺ ، ارتدت العرب كلها إلا ثلاثة مساجد :
- ( مكة ، والمدينة ، والبحرين ) ، فقالوا : " أما الصلاة فإننا سنصلي ، وأما الزكاة فوالله لا تغصب أموالنا منا " .
- قالت عائشة ، رضي الله عنها : " لما توفي رسول اللهه ﷺ ، اشرأب النفاق بالمدينة ، وارتدت العرب قاطبة ، وانحازت الأنصار وصار المسلمون كالغنم السائبة في الليلة الماطرة ، حتى جمعهم الله على أبي بكر ، فلقد نزل بأبي بكر ما لو نزل بالجبال الراسيات لهاضها .
-
- مشاورة أبي بكر في قتال المرتدين تطبيقآ للشورى :
-
- كان المرتدون فريقين :
- 1 - فريق بذلوا الصلاة ومنعوا الزكاة .
- 2 - فريق كفروا بالدين كله ، وآمنوا برسالة الشيطان إلى مسيلمة ، وطليحة ، والأسود .
- فأما الأولون فقالوا : " نؤمن بالله ونشهد أن محمداً رسول الله ، ولكن لا نعطيكم أموالنا " .
- وبعثوا إلى المدينة وفداً فنزلوا على وجوه الناس ، فأنزلوهم ما خلا عباساً فتحملوا بهم على أبي بكر على أن يقيموا الصلاة وعلى أن لا يؤتوا الزكاة فعزم الله لأبي بكر على الحق فقال :" والله لو منعوني عقالاً لجاهدتهم عليه " ، وكانت عقل الصدقة على أهل الصدقة ، ورد الوفد فرجعوا إلى قومهم فأخبروهم بقلة أهل المدينة وأطمعوهم فيها
- فقال عمر لأبي بكر ، رضي الله عنهما : " كيف تُقاتلهم ، وقد قال رسول الله ﷺ :
- « أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ، فمن قال لا إله إلا الله ، فقد عصم مني نفسه وماله إلا بحقه ، وحسابه على الله » .
- فقال أبو بكر : " والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة ، فإن الزكاة حق المال ، والله لو منعوني عناقاً لقاتلتهم على منعها " .
- وجادله في ذلك كثير من الصحابة منهم عمر ، وأبو عبيدة ، وسالم مولى أبي حذيفة وغيرهم ، ورأى الصحابة أن اللين أولى ، وأن الأرض قد زلزلت بالردة فما يطاق تثبيتها ، وأبو بكر ماض في الذي شرح الله له صدره من الحق ، ولقد قال عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه : " يا خليفة رسول الله ! تألف الناس وأرفق بهم " ، فقال : " رجوت نصرتك وجئتني بخذلانك ؟ أجبار في الجاهلية وخوار في الإسلام ، إنه قد انقطع الوحي ، وتم الدين ، أو ينقص وأنا حي ؟ أليس قد قال : ( أي النبي ﷺ ، الذي احتج به عمر ) ، إلا بحقها ، ومن حقها الصلاة وإيتاء الزكاة والله لو خذلني الناس كلهم لجالدتهم بنفسي " . قال عمر ، رضي الله عنه :" فما هو إلا أن رأيت أن الله شرح صدر أبي بكر للقتال حتى عرفت أنه الحق " .
- واقتنع الصحابة بقول أبي بكر فأيدوا رأيه ، ودعموه في موقفه ، وثبتوا أمام الذين أرادوا الإغارة على المدينة ، وانتصروا على المرتدين ، بإذن الله ، وجاءت الصدقات إلى المدينة فقويت معنويات المسلمين ، ورجع بعث أسامة ، وقد أحرز نصراً ، فخاف المرتدون ، وهابوا المسلمين ، وضعفت شوكتهم ، ثم كانت حروب الردة التي قضت على أصحابها .
-
- مشاورة الصديق في غزو الروم تطبيقآ للشورى :
-
أخرج ابن عساكر عن الزهري عن عبد الله بن أبي أوفى الخزاعي ، رضي الله عنه ، أنه قال :" لما أراد أبو بكر ، رضي الله عنه ، غزو الروم دعا عليا ، وعمر وعثمان ، وعبد الرحمن بن عوف ، وسعد بن أبي وقاص ، وسعيد بن زيد ، وأبا عبيدة بن الجراح ، ووجوه المهاجرين والأنصار من أهل بدر وغيرهم ، فدخلوا عليه ـ قال عبد الله بن أبي أوفى : وأنا فيهم .. فقال أبو بكر ، رضي الله عنه : - " إن الله عز وجل لا تحصى نعماؤه ، ولا تبلغ جزاءها الأعمال ، فله الحمد ، قد جمع الله كلمتكم ، وأصلح ذات بينكم ، وهداكم إلى الإسلام ، ونفى عنكم الشيطان ، فليس يطمع أن تشركوا به ، ولا تتخذوا إلها غيره ، فالعرب اليوم بنو أم وأب ، وقد رأيت أن أستنفر المسلمين إلى جهاد الروم بالشام ليؤيد الله المسلمين ، ويجعل الله كلمته العليا ، مع أن للمسلمين في ذلك الحظ الأوفر ، لأنه من هلك منهم هلك شهيداً ، وما عند الله خير للأبرار ، ومن عاش عاش مدافعاً عن الـديـن مستوجباً على الله ثواب المجاهدين " .
- وهذا رأيي الذي رأيته ، فليشر امرؤ علي برأيه ...
-
- قول الفاروق عمر رضي الله عنه :
- فقام عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، فقال :
- " الحمد لله الذي يخص بالخير من شاء من خلقه ، والله ما استبقنا إلى شيء من الخير قط إلا سبقتنا إليه ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ، قد أردت لقاءك بهذا الرأي الذي رأيت فما قضي أن يكون حتى ذكرته ، فقد أصبت ، سرب إليهم الخيل إثر الخيل ، وابعث الرجال إثر الرجال والجنود تتبعها الجنود ، فإن الله ناصر دينه ومعز الإسلام وأهله " .
-
- قول عبد الرحمن بن عوف :
- ثم إن عبد الرحمن بن عوف ، رضي الله عنه ، قام فقال :
- " يا خليفة رسول الله ، إنها الروم وبنو الأصفر ! حد حديد وركن شديد ، ما أرى أن نقتحم عليهم اقتحاماً ، ولكن نبعث الخيل فتغير في قواصي أرضهم ، ثم ترجع إليك ، وإذا فعلوا ذلك بهم مراراً أضروا بهم ، وغنموا من أداني أرضهم فقعدوا بذلك عن عدوهم ، ثم تبعث إلى أراضي اليمن وأقاصي ربيعة ومضر ، ثم تجمعهم جميعاً إليك ، ثم إن شئت بعد ذلك غزوتهم بنفسك وإن شئت أغزيتهم " ، ثم سكت وسكت الناس .
-
- قول عثمان بن عفان رضي الله عنه :
- ثم قال لهم أبو بكر : ما ترون ؟ ، فقال عثمان بن عفان ، رضي الله عنه :
- " إني أرى أنك ناصح لأهل هذا الدين ، شفيق عليهم فإذا رأيت رأياً تراه لعامتهم صلاحاً ، فاعزم على إمضائه فإنك غير ظنين " .
-
- قول باقي الصحابة :
- فقال طلحة ، والزبير ، وسعد ، وأبو عبيدة ، وسعيد بن زيد ومن حضر ذلك المجلس من المهاجرين والأنصار ، رضي الله عنهم :
- "صدق عثمان ، ما رأيت من رأي فأمضه فإنا لا نخالفك ولا نتهمك " ، وذكروا هذا وأشباهه ، وعلي ، رضي الله عنه ، في القوم لم يتكلم .
-
- قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه :
- فقال أبو بكر : ماذا ترى يا أبا الحسن ؟ فقال :" أرى أنك إن سرت إليهم بنفسك أو بعثت إليهم نصرت عليهم إن شاء الله " .
- فقال : بشرك الله بخير ! ومن أين علمت ذلك ؟ قال :
- " سمعت رسول الله ﷺ ، يقول : « لا يزال هذا الدين ظاهراً على كل من ناوأه حتى يقوم الدين وأهله ظاهرون » " .
- فقال : سبحان الله ، ما أحسن هذا الحديث ! لقد سررتني به سرك الله .
- ثم إن أبا بكر ، رضي الله عنه ، قام في الناس فذكر الله بما هو أهله ، وصلى على نبيه ﷺ ، ثم قال :" أيها الناس ، إن الله قد أنعم عليكم بالإسلام ، وأكرمكم بالجهاد ، وفضلكم بهذا الدين على كل دين ، فتجهزوا عباد الله إلى غزو الروم بالشام ، فإني مؤمر عليكم أمراء ، وعاقد لكم ألوية ، فأطيعوا ربكم ، ولا تخالفوا أمراءكم لتحسن نيتكم وأشربتكم وأطعمتكم ، فإن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون " .
- - وفي الختام:
- هذه هي الشورى ، وهذا غير ما يتوهم بعضهم أن الصديق استبد برأيه وأطاعوه ، فليس في الإسلام استبداد برأي بل شورى ، ومناقشة للموضوع للوصول إلى الحل السليم والطريق الصحيحة .
- بل إن المسلمين جميعاً أصبحوا برأي واحد ، ويسمعون ويطيعون ، ولم تكن هناك أبدأ آراء مخالفة سواء أكانت فردية أم جماعية معلنة أم مخفية في سبيل وحدة الجماعة ، ومن أجل السمع والطاعة .
-
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.
- الرئيسية
-
التصنيفات
-
مثال على الأدب العربي
- مثال على الأدب في العصر الجاهلي
- مثال على الأدب في العصر الأموي وصدر الإسلام
- مثال على الأدب في العصر العصر العباسي
- مثال على الأدب في العصر الأندلسي
- مثال على الأدب في العصور المتتابعة
- مثال على أدب البلدان
- مثال على الأدب في العصر الحديث و المعاصر
- مثال على النقد الأدبي
- مثال على الأدب المسرحي
- مثال على الخطابة
- مثال على الكتابة الأدبية
- مثال على أدب الأطفال
- مثال على الفروقات
- مثال على معاني المفردات و الكلمات
- مثال على منوعات في الأدب العربي
- مثال على القصص و الروايات
- مثال على الشعر العربي
- مثال على قواعد اللغة العربية
- مثال على مؤلفات وكتب
- مثال على التاريخ والحضارة
-
مثال على الإسلام والأديان
- مثال على علوم القرآن الكريم
- الحديث النبوي الشريف
- الأدعية و الأذكار
- مثال على التفسير و التجويد
- الأخلاق و العبادات وتزكية النفس
- مثال على السيرة النبوية
- رمضان و الصوم
- الجنة و النار واليوم الآخر
- مثال على الفرق و المذاهب و الأديان
- مثال على علامات الساعة وعذاب القبر
- مثال على الفتاوى الإسلامية
- شبهات ومعتقدات خاطئة عن الإسلام
- مثال على العقيدة الإسلامية
- أحكام فقهية وشرعية
- معلومات دينية عامة
- معلومات دينية للأطفال
- الحج و العمرة
- مثال على تراجم القرّاء
-
مثال على المأكولات
- مثال على الأطباق الرئيسة
- مثال على أطباق منوعة من حول العالم
- مثال على أطباق سهلة وسريعة
- مثال على أطباق جانبية /مقبلات
- مثال على أطباق بالمكرونة
- مثال على أطباق للرجيم
- مثال على الحلويات
- مثال على السلطات
- مثال على المخبوزات /الفطائر
- مثال على المشروبات والعصائر
- مثال على أطباق بدون فرن
- مثال على الأطباق النباتية
- مثال على أطباق صحية
- مثال على الأطباق الغريبة
- مثال على ساندويتشات
- مثال على الشوربات
- مثال على أسئلة وأجوبة في المطبخ
- مثال على الطب و الصحة و الجمال
- مثال على العلوم
- المزيد...
-
مثال على الأدب العربي
- نبذة عنا
- سياسة الخصوصية
- الدخول إلى الحساب