
- تعرف الحضارة بأنها تطور الوسائل المختلفة التي تحقق خدمة الإنسان ورفاهيته ، وتختلف الحضارة باختلاف تطور هذه الوسائل ، وتبعاً لإختلاف مفهوم خدمة الإنسان ، فالمسلمون يعتبرون الوسائل التربوية هي المجال للتطور ، ويحسبون الوسيلة الشريفة للحصول على الرغبات هي التي تقع ضمن خدمة الإنسان مع النظر إلى سلامة المجتمع والنتائج ...
-
أهم الفروقات بين العقائد المادية والإسلام في مفهوم الحضارة الإسلامية في التاريخ الإسلامي
-
- إن العقائد المادية تُبيح للفرد أن : - 1 - يتصرف بما يملك من وسائل لتأمين رغبات غرائزه دون النظر إلى النتائج .
- 2 - كما تسمح للجماعة أن تعصر الفرد عصراً تذيب معه كامل شخصيته ، وإن كان له الحق أن يطلق العنان لغرائزه البهيمية دون رادع ، وكل يسمي ما يعتقده حضارة ...
-
- أما الإسلام فقد وضع مايلي :
- 1 - لكل شخص حد يقف عنده .
- 2 - بحث في النتائج الإجتماعية ليبقى المجتمع صحيحاً ، ويؤدي دوره في الحياة كاملاً .
- فالحضارة إذن من نتاج العقيدة التي ترسمها لأتباعها تصوراً خاصاً عن الحياة ، وتبياناً لمهمتهم فيها ، ومن هذه المهمة يندفع المرء إلى العمل والنشاط فينشأ التطور ، ويحدث التقدم ، وتكون الحضارة .
-
اختلاف الحضارات في مفهوم الحضارة الإسلامية في التاريخ الإسلامي
-
لما كانت هناك عقائد مختلفة تتباين في نظرتها إلى الحياة ، وإلى مهمة البشر كانت هناك حضارات مختلفة ، ولما كان الإسلام بعد الإنسان مستخلفاً في الأرض ، كان عليه أن يقوم بإعمارها ، ويؤدي مهمته التي أوكلت إليه حق الأداء .. - ويعد الإسلام الإنسان مسؤولاً عن ذلك في الدنيا أمام النظام ، وفي الآخرة أمام الله الذي استخلفه في الأرض ، وأوكل إليه القيام بهذه المهمة ، وسخر له ما في السموات وما في الأرض .
-
مفهوم الحضارة الزراعية في مفهوم الحضارة الإسلامية في التاريخ الإسلامي
-
لقد كان على الإنسان القيام بالعمل في الأرض ، واستغلال ما في الأرض أحسن استغلال ، ومن هنا كانت الحضارة الزراعية ، وكل ما يرتبط بها من وسائل الاقتصاد من صناعة ، وتجارة ، ومن مواصلات ، وكانت الدولة هي المسؤولة عن تنقل الناس ، وتأمين مصالحهم وحماية سيرهم وقوافلهم ، ولعل هذا آخر ما بقي من آثار الحضارة الإسلامية .. -
تكريم الإسلام لحضارة الفرد في مفهوم الحضارة الإسلامية في التاريخ الإسلامي
-
لازال الإسلام يهتم بالإنسان بالدرجة الأولى ويكرمه ويهتم بصحته ، وحريته ، وعقله ، وتفكيره : -
- من ناحية العقيدة :
- لذا فقد اهتم بعقيدة المرء ، ونزع ما في نفسه من أساطير وأوهام .
-
- أما من الناحية الصحية :
- فقد حرم الإسلام كل ما يؤذي جسم الإنسان أو نفسه من ومسكرات ومخدرات ، ومنع الإنسان أن يقتل نفسه أو غيره .
- وقد أقيمت في الدولة الإسلامية المشافي ، وتقدم للمريض العلاج اللازم والدواء والعناية به .
-
الحضارة بين المساواة والعدالة في مفهوم الحضارة الإسلامية في التاريخ الإسلامي
-
اهتم الإسلام بمساواة الأفراد بعضهم مع بعض ، وحرص على عدم التمييز بين عناصر المجتمع ، وحتى لا يكون انفصام بين أبناء المجتمع الواحد ، وحتى لا تكون الضغائن والأحقاد ، وإنما ينظر الإسلام إلى الجميع النظرة الإنسانية ، نظرة المساواة بصفتهم أنهم جميعاً يعودون إلى أصل واحد : ( يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقۡنَٰكُم مِّن ذَكَرٖ وَأُنثَىٰ وَجَعَلۡنَٰكُمۡ شُعُوبٗا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓاْۚ إِنَّ أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ ٱللَّهِ أَتۡقَىٰكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٞ )[ الحجرات : 13] . -
واهتم الإسلام بنشر العدالة بين الرعية ، ففرض :
- 1 - تأدية الزكاة للدولة ، والدولة بدورها تؤدي المال للفقراء .
- 2 - أمر بالصدقة والتعاطف والتراحم بين الجوار والأرحام ثم بين المسلمين جميعاً ، فقال :
- " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى " .
-
صفات الحضارة الإسلامية في التاريخ الإسلامي
-
1 ـ الحضارة الإسلامية حضارة إنسانية ، وهي تختلف عن غيرها من الحضارات المادية اختلافاً بيناً ، ولا تعدها حضارات وإنما علوم وفنون . - 2 ـ الحضارة الإسلامية حضارة قائمة بذاتها نبعت من العقيدة الإسلامية .
- 3 - الحضارة الإسلامية تنبع من نظرة الإنسان للحياة ، ومهمته فيها ، وما يحقق للنفس من سمو ، وما يؤمن للمجتمع من سعادة .
- 4 - الحضارة الإسلامية قد بلغت أوجها أيام رسول الله ﷺ وخلفائه الراشدين ، رضي الله عنهم .
- وفي ختام هذا المقال لايسعنا إلا أن نقول بغن الحضارة لها غاية إنسانية ترتبط بسعادة الإنسان ، أما الجوانب الفنية فأمور أخرى ، فالقنبلة الذرية كانت نتيجة علم عظيم ، ولكن لا تدل على حضارة إلا إذا استخدمت لخدمة البشر ، أما إذا استخدمت لهلاك الإنسانية فهي عنصر هدام . .
-
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.