- تعرف الإدارة بأنها إدارة التعاون البشري أو المجتمع ، أو استخدام القوى البشرية والتفاعل معها للوصول إلى الأهداف العامة التي ترسمها القيادة ، أو تدعو إليها العقيدة ضمن مبادئ محددة ...
- وعرف بعضهم الإدارة بأنها هي تصرف القائد باستخدامه المبادئ العامة وتطبيقها ، إذ لا يكفي وجود المبادئ ، ولكن كيفية استخدامها وتطبيقها ، وتعامل القائد معها .
- ولما كان الإسلام عقيدة ، والعقيدة لا بد من أن يكون لها منهج حياة ، فلا بد من أن يكون منهج في الإدارة والنظام .
-
منهج الإسلام في مقومات الإدارة في التاريخ الإسلامي
-
يلزمنا الإسلام باتخاذ منهجه وإلا نكون خارجين عنه ، يقول الله تعالى :( وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) .[ الأنعام : 153 ] . - والمنهج هو ما سار عليه رسول الله ﷺ ، لأنه من عند الله سبحانه وتعالى ، فهو أدرى بخلقه ، وقد أنزل لهم ما يصلح لهم ، ويصلح لهم شأنهم ، ويتفق مع المهمة التي خلقهم من أجلها . ورسول الله ﷺ ، هو القدوة لنا في كل شيء ، يقول الله سبحانه وتعالى :( لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ) .[ الأحزاب : 21 ] .
-
مفهوم الإدارة الإسلامية في التاريخ الإسلامي
-
ليست الإدارة في الإسلام ضغط ، ورقابة ، وتوجيه ، وتسلط ، كما هي في بعض الأنظمة بحيث لا يستطيع المرؤوس أن يرفع رأسه من العمل ، كما لا يستطيع أن يفكر وإنما يعمل كالآلة مدة ، وإذا أمكن يضاف له جزء آخر بحيث تستغل طاقة العمل اليومية كلها فلا يذهب إلا وهو منهوك القوى خائر الجسم . - فالإدارة في المجتمع الإسلامي تمتاز ببعض الميزات الخاصة بها ، إلا في جوانب قليلة مع الإدارات في المجتمعات الثانية ..
-
صفات الإدارة الإسلامية في التاريخ الإسلامي
-
أهم هذه الصفات : -
1 - لا توجد طبقات في المجتمع الإسلامي
- بالتالي لا يوجد صراع فيه ، وإنما كل فرد في المجتمع يشكل جزءاً منه له دوره الذي يؤديه .
- قال رسول الله ﷺ ، في خطبة حجة الوداع :
- « أيها الناس إن ربكم واحد ، وإن أباكم واحد ، كلكم لآدم وآدم من تراب ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم ، ليس لعربي على عجمي فضل إلا بالتقوى » .
-
2 - يكون رأس الإدارة قدوة طيبة لمرؤوسيه
- فهو أولاً يـقـتدي برسول الله ﷺ ، والجميع يقتدون
-
3 - يأخذ الإسلام بمبدأ معرفة الإمكانات لكل فرد
- وإعطاء كل إنسان ما يحسنه ، ولننظر إلى رسول الله ﷺ ، وكان يختار قادته العسكريين من أصحاب القوة والشجاعة أمثال :
- ( الحمزة بن عبد المطلب ، وزيد بن حارثة ، وأبي بكر الصديق ... وغيرهم ) .
- كان يختار الولاة من الأقوياء الأمناء بغض النظر عن سابقتهم وفضلهم ، فقد ولى على مكة بعد فتحها وخروجه منها عتاب بن أسيد ، وكان فتى حدثاً ، وعندما طلب أبو ذر من رسول الله ﷺ ، الإمرة قال له : « يا أبا ذر إنك ضعيف ، وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأذى الذي عليه فيها » .
-
4 ـ تكون القدوة الطيبة في القتال أيضاً
- فقد كان رسول الله ﷺ ، أشجع الناس .
- قال أحد الصحابة :
- " كنا إذا احمر البأس ، ولقي القـوم القـوم اتقينا برسول الله ﷺ ، فما كان أحد أقرب إلى العدو منه " .
- ولا ننسى موقفه يوم أحد ، وقد انهزم عنه الناس ، ويوم حنين قد فزت أمامه الجموع .
-
5 ـ مبدأ تقسيم العمل
- بحيث يعطى كل فرد جزءاً من العمل ، ويأخذ الـمـديـر جزءاً ، يختار كالبقية جزءاً وقد يكون أشقها ، أو فيه من التعب كغيره أو يزيد .
-
6 ـ مبدأ المكافآت والرتب
- لقد كان رسول الله ﷺ ، يعطي الألقاب ، وهي تعادل الرتب اليوم ، مثل :( الـصـديـق ، والـفـاروق ، وذو الـنـوريـن ، وأسد الله ، وسيف الله ، وجار رسول الله و ...)
- وقد يعطي رسول الله ﷺ مكافآت مادية من الغنائم ، فقد أعطى مهاجرين الغنائم من بني النضير دون الأنصار سوى سهل بن نيف ، وأبي دجانة ( سماك بن خرشة ) لفقرهما ، وذلك لقاء الهجرة وما تركوا من أموال وبيوت في مكة ..يقول الله تعالى:( وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [ الحشر : 9 ] .
-
7 - حسن الصلة بالأفراد
- كان رسول الله ﷺ ، يخالط الناس ، ومن صفاته التي ذكرها هند بن أبي هالة عندما سأله الحسن بن علي عنها : قال : " كان يخزن لسانه إلا فيما يعنيه ، ويؤلفهم ولا ينفرهم ، ويكرم كريم كل قوم ويوليه عليهم ، ويحذر الناس ويحترز منهم ، من غير أن يطوي على أحد بشره ولا خلقه ، ويتفقد أصحابه ، ويسأل الناس عما في الناس ، ويحسّن الحسن ويقويه ، ويقبح القبيح ويوهنه ..."
-
9 - الرفق بالمسيء إذا أنكر فعله أو اعتذر
-
10 - وحدة الاتجاه
- إن من الأهمية بمكان أن يوجه أصحاب الإدارة المسؤولين عنهم نحو هدف واحد وغاية واحدة بحيث يعمل الجميع للوصول إليها ، ويبذلون جهدهم كله في سبيل ذلك ، ولا يضيعون الوقت لتحقيق أهداف خاصة ومصالح ذاتية .
-
11 - تنمية الخبرات
- تعمل الإدارة الإسلامية على تنمية الخبرات بشكل مستمر ، وتشجع على الابتكار ، وهي مسؤولة عن إيجاد ما يكفي المسلمين من أية حاجة ، ومعرفة كل ما يحتاجون إليه لشؤونهم العلمية والعملية .
-
12 - الشورى
- لا بد للإدارة قبل اتخاذ أي قرار من استشارة العناصر من أهل الرأي والخبرة ، والذين يمارسون العمل .
- وقد رأينا رسول الله ﷺ ، بعد غزوة بدر يستشير أصحابه في شأن الأسرى .
-
13 - اتخاذ القرار
- يكون بعد مشاورة أهل الرأي ، وأصحاب الخبرة والذين يؤذون العمل بأنفسهم .
-
وفي نهاية المقال نقول باختصار مايلي
- لا تقوم الإدارة في الإسلام على الإكراه ، والضغط ، والإرهاب ، بقطع جزء من الأجر ، واستنفاد الطاقة ، واستغلال الوقت كله دون راحة ، وإنما تقوم على عدم التمييز و القدوة الطيبة وحسن الصلة بالأفراد و الرفق بالمسيء .
-
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.