اعلن هنا

مثال على أسلوب حياة المسلم مع محيطه وطريقته في التعامل معه

مثال على أسلوب حياة المسلم مع محيطه وطريقته في التعامل معه

  • إن أهم مايؤثر بالفرد هو كل مايحيط به من أحداث وأشخاص وظروف ، فلقد نشأ رسول الله ﷺ في محيط جاهلي ، وبدأ دعوته وحده ، فآمنت به مجموعة صغيرة بالنسبة إلى أهل مكة ، فكانت هذه المجموعة هي الأولى للأمة المسلمة ، وكانت حياتها في ذلك الوسط الأنموذج الذي يجب أن يسلكه كل مسلم يعيش وسط مجتمع يختلف معه في العقيدة ، ويتميز عنه في السلوك ..
  • - مفهوم الجاهلية في اسلوب حياة المسلم مع محيطه وطريقته في التعامل معه :


  • تعرف الجاهلية كالتالي :

  • الجاهلية هي : التي تحكم بغير ما أنزل الله ، وليست هي الجهل الذي يقابل العلم ، فالمجتمعات التي لا تحكم بما أنزل الله جاهلية ، ولو كانت على درجات واسعة من العلم والتقدم العلمي .
  • لقد كان العالم كله يعيش في الجاهلية ، وإن كانت الجاهلية تختلف بين منطقة وأخرى ، إلا أن لها سمات واحدة ، وهي طغیان السلطة ، أو المال ، أو الشهوة ، وبشكل عام فقد شرع الطغاة ما لم يأمر به الله .
  • - المجتمعات ومصطلح الجاهلية في اسلوب حياة المسلم مع محيطه وطريقته في التعامل معه :


  • لقد رفضت المجتمعات القديمة هذا المفهوم أو هذا الاصطلاح ، إذ لديها معارف ، وعندها علوم ، فكيف يطلق عليها جاهلية ؟!
  • ولم تنظر إلى واقع مجتمعها الذي يعيش في الحضيض ، بسبب أعراف ونظم شرعها المتنفذون حسب أهوائهم وشهواتهم .
  • وكما رفضت المجتمعات الحديثة هذا المفهوم وبشكل أقوى ، إذ كيف تكون جاهلية وقد حققت تقدماً رائعاً في العلم ، ووصلت إلى مرحلة لم تصل إليها البشرية من قبل ؟ !
  • إن كل الذي يحدث من حروب وفتك بالشعوب واتجار بالسلاح والنساء ... ليس إلا جاهلية ، مهما ارتقى العلم .
  • - التقوى في اسلوب حياة المسلم مع محيطه وطريقته في التعامل معه :


  • عاشت المجموعة الإسلامية الأولى وسط ذلك المجتمع الجاهلي ، وكانت تشعر أنها فئة واحدة من دون الناس ، وليس معنى هذا أنها من غير طينة الناس ، أوالأفضلية لها عند الله ، فالناس سواء ، وكلهم لآدم ، وآدم من تراب ، كما قال ﷺ ، ويقول تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )[ الحجرات : 13] .
  • - تحمل الشدائد في اسلوب حياة المسلم مع محيطه وطريقته في التعامل معه :


  • عاشت المجموعة الإسلامية الأولى وسط ذلك المجتمع الجاهلي ، وكانت تكظم غيظها ، وتصبر على الأذى ، ولا تقوم برد فعل على تصرفات الجاهليين ، فقد كانت تكفي إشارة من رسول الله ﷺ ، إلى أصحابه كي يقضوا على أي رأس من رؤوس الكفر ، ولكن لم يفكر أحد بمثل هذا التصرف لأنه قد تنهي حادثة واحدة الدعوة وأصحابها ، لذا كان الصبر على الأذى ، وكظم الغيظ ، وتحمل الشدائد ، إحدى سمات هذه المرحلة من تاريخ الإسلام .
  • - أخلاق المسلم في اسلوب حياة المسلم مع محيطه وطريقته في التعامل معه : 


  • عاشت الجماعة الإسلامية الأولى وسط ذلك المجتمع الجاهلي ، وكانت تتعامل معه بإسلامها ، بأخلاقها ، بسلوكها لا بأعماله وتصرفاته ، وكان رسول الله ، القدوة الحسنة لأصحابه ، وكان رسول الله ﷺ ، هو الصادق عند الجميع ، وهو الأمين عند الجميع ، فكان بيته مكان الأمانات لأعدائه وأصحابه على حد سواء ، وكان يصل الرحم ، ويحمل الكل ، ويكسب المعدوم ، ويقري الضيف ، ويعين على نوائب الحق وكان أصحابه ، رضوان الله عنهم ، يقتدون به ، وهذا ما رفعهم في اعين خصومهم رغم كراهيتهم لهم ، وهو في الوقت نفسه ما جعل الإقبال على هذا الدين يزداد ..
  • - الإختلاط بالناس والصبر عليهم في اسلوب حياة المسلم مع محيطه وطريقته في التعامل معه :


  • إن الشعور من الجماعة المسلمة الأولى أنها فئة وحدها من دون الناس قد زاد نتيجة تصرف المشركين من قريش ، وكانت مفاصلة شعورية بينها وبين قومها ، فلو اعتزلت المجتمع لما حققت ما أمرت به ، ولخالفت تعاليم رسول الله ﷺ حيث يقول : « المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم » . 
  • ولو اعتزل رسول الله ﷺ ، قريشاً يكون قد خان الأمانة ، ولم يؤد الرسالة ، ويستحيل عندها أن يكون رسول هذه الأمة وخاتم النبيين ، وكيف تكون الدعوة العزلة ؟ 
  • - في الختام نقول :

  • يجب البناء والعمل ما دام المرء يستطيع أن يفعل ذلك ، ويدعو إلى الله ، والمجتمع الصغير كالمجتمع الكبير ، وما ينطبق على المجتمع القريب ينطبق على البعيد ، وليست المجتمعات التي نعيش فيها كافرة ، ولا تصح الهجرة منها إلا بالاضطرار ، وليس معنى ذلك أن يقبل المسلم بالدنية ، وإنما عليه الصبر ، والدعوة ، والقوة حتى يأتي نصر الله . 
  • لقد صبرت الفئة المسلمة الأولى على المكاره ، وتحملت الأذى ، وواصلت الدعوة حتى زاد عددها ، وجاء نصر الله ، وانتشر الإسلام شرقاً وغرباً ، وتمت كلمة الله الحسنى ..
  • هذا أسلوب المسلم مع محيطه وطريقته في التعامل معه.
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.