اعلن هنا

مثال على أهم الفوارق بين نظامي الإنتخاب والشورى

مثال على أهم الفوارق بين نظامي الإنتخاب والشورى

  • يعتقد الناس أن الانتخاب هو الطريقة المثلى لتمثيل الشعب ، ويبالغ بعضهم فيعدها أقرب الطرق للنظام الإسلامي « نظام الشورى » ، ويفتي آخرون بغير علم فيدعون أنها هي نظام الإسلام ذاته ، ويقولون : " إن الإنتخاب يعطي رأي الأكثرية ، والأكثرية هي التي يجب أن تحكم ، ويجب على الأقلية أن تخضع لرأي الأكثرية وترضخ ، وهو ما يسمى حكم الشعب بنفسه ، أو ما يعرف بـ « الديمقراطية » ! " ..
  • إن الإسلام لا يوجد فيه أقلية وأكثرية ، ولكن يوجد فيه حق وباطل ، فالحق يجب أن يتبع ولو أن صاحبه فرد واحد ، والباطل يجب أن يترك ولو أن الجماعة كلها تقول به وتحمله ، والأنبياء والرسل يبدؤون بالدعوة منفردين يحملون الحق ويدعون له ، وتقاومهم أقوامهم كلها تبعاً لمصالحها وأهوائها تحمل الباطل وتتمسك به ، يقول الله تعالى :( إِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِى ٱلْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا ٱلظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ) [ الأنعام : 116 ] .
  • - العاقل والجاهل في الإنتخابات في أهم الفوارق بين نظامي الإنتخاب والشورى :


  • إن الشعب ليس كله في مستوى واحد وإن الأكثرية فيه دون المستوى المطلوب ، وعندما ندعو إلى الإنتخاب نساوي بين الأصوات ، صوت العالم المفكر الذي يقلب الأمور ، ويوزنها بالعقل ، وبين صوت الجاهل الذي لا يعرف شيئاً ولا يقدر النتائج ولا ضير عنده أن يعطي صوته لمن يدفع ، أو وراء مصلحة بنتظرها ، أي عقل يقبل هذه المساواة ؟ 
  • وأي منطقي يتوقع الحصول على نتائج سليمة ؟ 
  • ما دامت الأكثرية دون المستوى المطلوب فيمكن توجيه هذه الأكثرية بالقرابة ، بالصداقة ، بالعاطفة ، بالمال ..
  • ونحن نعلم الأموال الكثيرة التي يبذلها المرشحون لكسب الأصوات ، أصوات العامة ، فتكون النتائج إذن نجاح ممثلي المال لا ممثل الشعب ، ونحن نعلم في الولايات المتحدة كيف تفعل أموال الأثرياء دورها !
  • - أمثلة على الإنتخاب الظالم في أهم الفوارق بين نظامي الإنتخاب والشورى :


  • أولاً - في الولايات المتحدة الأمريكية :

  • ينجح ممثلوا الولايات المتحدة الأمريكية في الإنتخابات حفاظاً على الرأسمالية ونظامها ـ على حد زعمهم - ..
  • ثانياً - في الصهيونية :

  • نعلم كيف تفعل أصوات اليهود ، وأثرها على نجاح مؤيديها لبقاء السياسة الأمريكية مرافقة لإسرائيل ودعمها بالمال ، ومدها بالسلاح ، وتنفيذ سياستها ، وتحقيق مطالبها ..
  • ثالثاً - في الإمبراطورية الروسية :

  • يحكم الحزب الشيوعي الذي لا تزيد نسبة أعضائه على 5 % من سكان الإمبراطورية ، ومع ذلك فهو يتسلط على السكان كلهم ، وأفراد الحزب الشيوعي وحدهم الذين يحق لهم الترشيح ، ومنهم وحدهم يتألف المجلس ، والأعضاء الكبار منهم هم الذين يرسمون السياسة الروسية ، ويبذرون المال ، ويبزون بذلك أكبر الرأسماليين ..
  • هؤلاء يدعون أنهم يمارسون الحكم الديمقراطي أو حكم الشعب بأوسع معانيه ..
  • فأين رأي الشعب ؟ 
  • ومن يحكم الشعب ؟ 
  • هل الشعب أم المال والسياسة العامة المتفق عليها مسبقاً ، والمساومات ؟ 
  • - النظام الإسلامي العادل في أهم الفوارق بين نظامي الإنتخاب والشورى :


  • إن النظام الإسلامي هو النظام الذي يصلح للبشر ، فالله الذي خلق الإنسان أنزل له ما يصلح له ، وهذا المنهج يصلح للبشرية في كل مراحل نموها وارتقائها ، ومع فارق التشبيه فإن الذي يصنع آلته ، يكون أدرى بها من غيره ، وهو الذي يضع طريقة إدارتها ونظام صيانتها وما يمكن أن ينشأ فيما بعد تشغيلها مدة كذا ، وبعد كذا .
  • - مفهوم الشورى في أهم الفوارق بين نظامي الإنتخاب والشورى :


  • إن نظام الحكم في الإسلام يعتمد على مبدأ الشورى :( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ )[ آل عمران : 159 ] .
  • ( وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ )[ الشورى : 38 ] .
  • ليست الشورى أن يسأل كل فرد ، وإنما يستشار أهل العلم والرأي والحكمة ، كما يسمع من كل من يبدي رأياً أو يعرض فكرة ، والمستشارون هم أهل الحل والعقد ، وهم الذين يستشيرهم الخليفة ، ويقلب وجهات نظرهم ، ثم يعطي رأيه ، ويأمر بتنفيذه .
  • - اختيار أهل الحل والعقد في أهم الفوارق بين نظامي الإنتخاب والشورى :


  • إن اختيار أهل الحل والعقد هو الأساس في النظام الإسلامي لا الإنتخاب ، وهم أساس التوجيه واستنباط الأحكام في النظام الإسلامي ، لا المجلس النيابي القائم في أعراف اليوم ، يختار أهل الشورى أو الحل والعقد من أهل العلم في أرجاء الدولة الإسلامية كلها ، اختيار يتعلق بالإيمان لا بالرغبة ، ولا الترشيح ، ولا دفع المال ، ولا كثرة الأنصار ، وأعداد القبيلة وكل ما يرتبط بالمادة والمصلحة وحب الزعامة ، وقد لا يرغب أكثرهم في اختيارهم بمجلس الشورى والانتقال إلى مقر الحكم ولكن المصلحة العامة تقتضي ذلك ، فيضطرون إلى الموافقة إن لم يجبروا عليها ، ويعطون آراءهم بما يرونه أو يستنبطونه من القواعد الأساسية للإسلام ، لا بما تقتضيه مصالحهم ..
  • - مصدر الشورى والتشريع في أهم الفوارق بين نظامي الإنتخاب والشورى :


  • ويحكم هذا كله نقطتان رئيسيتان أولاهما النظام المعتمد على كتاب الله وسنة رسوله الكريم إذ لا يصح أن يخرج عنهما أي حكم مهما كان ، إذ يعد خارجاً على الدستور ، وأخراهما الإيمان ، فإذا ما أختلفت الآراء نتيجة الاجتهاد كان الإيمان هو الضابط لها ، والموجه الرئيسي لها ، ولا يمكن أن تتشعب الآراء كثيراً ما دامت مستنبطة من مصدر والدافع لها واحد ، والأمير نفسه من أهل العلم وغالباً ما تتفق الآراء وتكون منسجمة .
  • - في الختام نقول :

  • إن نظام الشورى يقضي على الانتخابات ومساوئها ، من بذل الأموال وشراء الأصوات ، والضغوط التي تمارس ، وإرباك الدولة ، وإقامة حكومة محايدة تشرف على الانتخابات كي لا توجه ، وتأخير بعض الموضوعات لانتظار نتائج الإنتخابات ، وتغيير السياسة فيما إذا نجحت فئة جديدة إضافة إلى تغيير الموظفين تبعاً لأهواء المتسلمين السلطة الجدد . 
  • والوصول إلى السلطة وما إلى ذلك من الأمور السيئة التي تنتج عن الإنتخابات ، وقضية الأكثرية والأقلية.
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.