اعلن هنا

مثال على ملامح من حياة حمزة بن عبد المطلب

مثال على ملامح من حياة حمزة بن عبد المطلب

  • أسّدُ اللهِ وأسَدُ رسوله. 
  • صاحِبُ السَّيْفيْنِ ماذا صَنــَعا؟!                 
  • ودَّع الصَّفَّيـن والـدُّنـيـا معـا 
  • يا رسـولَ اللهِ هـذا حمـزة 
  • أتـرى عينـاك منـه المصـرعـا؟!
  • أسّـدُ الله رمــاهُ ثَعْلَبٌ ؟! 
  • يـا لـه مـِنْ حـادثٍ مـا أبـدعـا !
  • - حَمْزة بن عَبْدِ المطلب (أسَـدُ اللهِ): 


  • - هو ذا الإمامُ البطلُ الضرغام (الأسد الضاري)، أسدُ الله، وأسدُ رسول الله ﷺ، وعمُّه، وأخوه مِنَ الرّضاعة، حمزة بن عبد المطَّلب بن هاشم القرشيّ الهاشميّ المكّي ثمّ المدني، كنيته أبو عمارة، وأبو يعلى، فارسُ الفُرسان، وعَلَم المجاهدين، وصفيُّ رسول الله ﷺ وناصره، نعيشُ في رحابه لحظاتٍ رغيدةً، نقتطفُ من زَهْر سيرته ما نعطِّر به الأَجْواءَ، ونمتِّع به الأسماع، وتتحلَّى به الأفواه، فهو القدوة الحسنة لمن اعتبر فاهتدى، ثم اهتدى.
  • - وحمزةُ هذا منَ الرِّجال الذين صَدقُوا ما عاهدوا الله عليه، كان منَ الذين أبلوا بلاءً حَسَناً لنَشْر رايةِ الحقِّ في رحاب الحقِّ، ولقد أحسن كعب بن مالك الأنصاريّ وَصْف حمزةَ إذ قال: 
  • قَـرمٌ تمكَّـن فـي ذؤابـةِ هـاشـم
  • حيـثُ النُّبـوَّةُ والنَّـدى والسُّـؤددُ 
  • والتَّـارك القـرن الكـمّـي مـجـدَّلاً
  • يـوم الـكـريهـة والقَنـا يتقصَّـدُ 
  • (القرن: السيد المعظم،  ذؤابة: كل أعلى كل شيء، الكمي: الشجاع المقدام الجريء).
  • - كان حمزة أسَنَّ منْ رسولِ الله ﷺ بسنتَين، وقيل: بأربع، وكان قريبَه من أمّه أيضاً؛ لأنّ أمّ حمزةَ هي هالةُ بنت أهيب الزُّهريّة بنت عم آمنةَ بنتِ وهب أمّ رسول الله ﷺ.
  • - نشأ حمزة ـ رضوان الله عليه ـ على حبِّ الفروسيَّة، وعشْقِ فنونِ الجلاد، وقد عُرفَ بين أترابه (جمع ترب، وهو المماثل في السِّن) بشدَّة البأسِ، وقوة الشَّكيمة، واشتهر بين أهل مكةَ بأنَّه أعزّ فتى في قريش، لا يُدانيه في ذلك أحد. 
  • - حُبِّبَ إلى حمزةَ بنِ عبد المطلب الصَّيد والقَنْص، فكان يخرج إلى ممارسة هذه الهِواية في وديان مكةَ، وظلَّ على هذا إلى أنْ تجاوزَ مرحلة الشَّباب.  
  • وفي أحدِ الأيّام، سمع أنَّ ابنَ أخيه محمّد بنَ عبد الله قد أوحيَ إليه، وأنه رسول الله ﷺ، فلم يلتفتْ إلى هذا الأمر بادئ ذي بدء، وإنّما ظل يلهو بفروسيته وصيده وقَنْصه، ولم يفكِّر في هذا الدِّين الجديد؛ الذي لا يعترفُ بدين قريش، ولا يأبه لعبادة الأصنام المبثوثة هنا وهناك. 
  • إلى الإسلامِ الحقِّ والـدِّيْن الحَنِيفِ:
  • - ها هيَ الأيّام تمضي، والدَّعوة الإسلاميةُ تُشْرقُ بأنوارها على أمّ القرى، وتعطِّرُ  الدنيا برحيقها، ولم يفترِ المشركونَ في تقديم وجَبَات سريعة ومتتالية الأذى، وضرباتٍ منَ الكيد العنيف للإسلام والمسلمين، وكان منْ أشدّهم عداوةً وضراوةً لرسولِ الله ﷺ: أبو جهل بن هشام  فرعونُ الأمّة، الذي راح يفرغُ حِقْده في المسلمين، وراحَ يسخر منَ الدَّعوة، ويسخِّر كلَّ ما يملك في سبيلِ الصَّدِّ عن سبيل الهدى، ويصبُّ جام غضبه على المؤمنين المستضعفين. 
  • - ولكنَّ حمزةَ ـ رضي الله عنه ـ  أوْقَفَ هذه الاعتداءات الظَّالمة بإيمانه ودخوله الإسلام والدِّينِ الحنيفِ، فقد كان سببُ إسلامِهِ أنَّ أخته صفيَّة بنت عبد المطلب، عمِّة رسولِ الله ﷺ، وأمّ الزُّبير بن العوَّام ـ رضي الله عنه ـ ومعها جاريةٌ لعبد اللهِ بنِ جدعان أخبرتاه ـ وهو عائدٌ من قَنْصه وصيده ـ أنَّ أبا جهل بن هشام قد آذى ابن أخيه محمّداً ﷺ، وبالغ في تنقيصه وهو جالس عند جبل الصَّفا، فلم يكلِّمه محمَّدٌ ﷺ، ولم يردَّ عليه سفاهتَه، وسلاطة لسانه.  فاحتملَ الغَضَبُ والحميّةُ حمزةَ لما أرادَ اللهُ به منَ الكرامة والهداية، ولما أراد لدينه ونبيّه الكريم من الإعزازِ، فخرجَ يشتدُّ مُعِدّاً لأبي جهل الإيقاع به، فلمّا دخل المسجد لم يكلم أحداً على غير دأبه وعادته، ونظر إلى أبي جهل جالساً في القوم، فأقبل نحوه، حتى إذا قام على رأسهِ ضَرَبه بقوسهِ، فشجَّه شجَّة منكرة، وقال له: أتشتمهُ وأنا على دِينه؟ أقولُ ما يقول؟ فَرُدَّ عليَّ أن استطعتَ، فحميَ لأبي جهل رجالٌ منْ قوم بني مخزوم لينصروه، فقال لهم أبو جهل: دعوا أبا عمارة، فإنِّي واللهِ قد سببتُ ابنَ أخيه سبّاً قبيحاً.
  • وعاد حمزةُ إلى بيتهِ وهو مُغضَبٌ، ولما استقرَّ في منزلهِ، أخذتْ تساورهُ الوساوس الشَّيطانية، والهواجسُ المتلوِّنة، وراحتِ الأفكارُ تداعبُ فِكْره، وتغزو ضميره، وتحرّك كوامنَ نفسه، وتساءل: كيف تركت دِين الآباء ودِين القوم؟ وكيف اتَّبعت دِين ابن أخي؟!. 
  • أدركتْ حمزةَ العنايةُ الرَّبانية، فطلبَ التوفيق والسَّدَاد منَ اللهِ عزَّ وجلَّ، فثبَّته الله سبحانه ببركة دعوة رسول الله ﷺ، واستمراره على الصِّراط المستقيم.
  • يحدَّثنا حمزة عمَّا اعتراهُ في تلكَ الأوقات من صراعات نفسية، وهواجس داخلية، أقضَّت مضجعَه، وحَرَمته النوم، فقال: أدركني النَّدمُ على فراقِ دِين آبائي وقومي، وبتُّ من الشَّكِّ في أمر عظيم، لا أكتحلُ بنومٍ، ثمّ أتيتُ الكعبةَ، وتضرَّعْتُ إلى اللهِ سُبحانه أن يشرحَ صدري للحقِّ، ويُذْهِبَ عنّي الرَّيب، فما استتْمَمْتُ دعائي حتى زاحَ عني الباطلُ، وامتلأ قلبي يقيناً، فغدوتُ إلى رسولِ الله ﷺ فأخبرتُه بما كان منْ أمري، فدعا لي بأنْ يثبِّتني الله عزَّ وجلَّ.
  • - واستقرَّ في قلب حمزة الإسلامُ، وسرت نسماتُه تُداعبُ وجدانه، وراحت عبقاتُ الأَنوارِ الإيمانية تتوضَّعُ في أغوارِه، وشعر بالطُّمأنينة تغلِّفُ قَلْبَه، وبالسكينة تغمرُ روحه، وطافَ في ذهنه زَهْـرٌ من ربَى الكلامِ العَطِر، فأخذ ينشدُ مما جادت به قريحتُه، ويقول في إسلامه: 
  • - حَمـدتُ الله حيـنَ هـَدَى فـؤادي
  • إلـى الإسـلامِ والـدِّيْـنِ الحنيفِ
  • - لديْـنٍ جاءَ منْ ربٍّ عزيزٍ
  • خبيرٍ بالعبادِ بهم لطيفِ
  • - إذا تُليَـتْ رسـائـلُـه عَلينَــا
  • تحــدَّرَ  دمـعُ ذي اللُّـب الحصيـفِ
  • - رسـائـلُ جـاءَ أحمـدُ مـنْ هُـداهـا 
  • بـآيـاتٍ مبينـــةِ الحُـــروف
  • - وأحمـدُ مصطفى فِيْنَــــا مُطـــاعٌ
  • فـلا تَغْشَـوه بـــالقَـــولِ العنيـــفِ
  • - فلا والله نُسْلمـــــــهُ لقــــــــومٍ 
  • ولمّـا نَقْـضِ فيهـــــــم بالسيـــوفِ
  • - ونتــركُ منهــم قتلــى بقَــــــــاعٍ
  • عليهـا الطَّيـرُ كـالـــوردِ العكــــوفِ
  • - وقد خُبّـــرتُ مــــا صَنَعَتْ ثقيــفٌ  
  • به، فخـزى القبـائــــلَ مـنْ ثقيــفِ
  • - إلـهُ النَّـاس شــرَّ  جـــــزاء قــــــــومٍ
  • ولا أسقـاهـــم صـــــوب الـخــــريـــف 
  • - قال ابنُ إسحاق ـ رحمه الله ـ: لمَّا أسلم حمزة ـ رضي الله عنه ـ علمت قريشٌ أنَّ رسولَ الله ﷺ قد امتنعَ، وأنَّ حمزةَ سيمنعه، فكفّوا عن بعضِ ما كانوا ينالُون منه.
  • - ومضى حمزة ـ رضي الله عنه ـ في طريقِ الإيمان، والذَّودِ عن الدَّعوة، حتى بلغَ مقاماً لم يبلغْـهُ غيرُه من المسلمين، فهو سيِّدُ الشُّهداء بشهادةِ سيِّد الخَلْقِ رسول الله ﷺ، وهو أَسَدُ الله، وأسدُ رسوله ﷺ. كان إسلامُه عزّاً للمسلمين، ومنعة وقوّة لرسولِ الله ﷺ، أُخِذَتْ به قريشٌ فأصابها المقيمُ المُقْعد، وشرقتْ بإسلامهِ، فكان شَجـاً في حلاقيمها، إذ أذلَّ كبرياءَها، وَقَتل كُبراءَها، وظهرتْ به الدَّعوةُ بعد استخفائها، وأعلنت بصوته كلمة الحقّ بعد استتارها، وجهر بالتكبير لله تعالى على سَمْـع طغاة الشِّرك، فأراهم حَقارةَ عقولهم في دناءة معبوداتهم، وأراهم عزّةَ الحقَّ وانتصاره، فكان إسلامُه ظفراً ومنعة وفتحاً. 
  • المصدر: كتاب فرسان من عصر النبوة
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.