- - يعد أَبُو عَبْدِ الله شَمْسُ الدَّينَ مُحَمَّدُ بْنْ أَبِي بَكرِ بْنْ أَيُّوبَ بْنِ سَعْدِ بْنِ حرَيزْ الزُّرْعِيَّ أو المعروف بابن القيم الجوزية أحد كبار الفقهاء والمحدثين والمفسرين وعالم إسلامي مجتهد، تميّز بلغته القوية وجزالة ألفاظه ومعانيه.
- - يعد كتاب الفوائد من الكتب العظيمة المليئة بالفائدة العظيمة والمعاني الجميلة.
- - نستعرض في هذا المقال نبذة عن الكاتب ومراجعة لكتاب الفوائد واقتباسات من كتاب الفوائد.
-
- نبذة عن الكاتب:
- - وُلد ابن القيم سنة 691 هـ المُوافِقة لسنة 1292م، فنشأ في مدينة دمشق، واتجه لطلب العلم في سن مبكرة، فأخذ عن عدد كبير من الشيوخ في مختلف العلوم منها التفسير والحديث والفقه والعربية، وقد كان ابن تيمية أحد أبرز شيوخه، حيث التقى به في سنة 712هـ/1313م، فلازمه حتى وفاته في سنة 728هـ/1328م، فأخذ عنه علماً جمّاً واتسع مذهبُه ونصرَه وهذّبَ كتبه، وقد كانت مدة ملازمته له سبعة عشر عاماً تقريباً. وقد تولى ابن قيم الجوزية الإمامة في "المدرسة الجوزية"، والتدريس في "المدرسة الصدرية" في سنة 743 هـ.
- - كان لابن قيم الجوزية تأثير كبير في عصره، فيشير المؤرخون إلى أخْذ الكثيرين العلمَ على يديه. وكذلك برز أثره إلى جانب شيخه ابن تيمية في أماكن متفرقة من العالم الإسلامي في وقت لاحق، فكانت حركة محمد بن عبد الوهاب التي ظهرت في القرن الثاني عشر الهجري امتداداً لدعوة ابن تيمية، وكان محمد بن عبد الوهاب يعتني اعتناء كاملًا بكتبه وكتب ابن القيم، وكذلك الحال بالنسبة لمحمد رشيد رضا. وفي شبه القارة الهندية برز أثر كتبهما أيضاً في عديد من طلبة العلم ونُشرت كتبهما على أيدي العلماء هناك.
- - تحدثت مصادر ترجمة ابن القيم عن اشتهاره بحب الكتب وجمعها، حتى تكونت لديه مكتبة كبيرة، يقول ابن كثير: «واقتنى من الكتب ما لا يتهيأ لغيره تحصيل عُشرِه، من كتب السلف والخلف.» وقال ابن رجب: «وكان شديد المحبة للعلم... واقتناء الكتب، واقتنى من الكتب ما لم يحصل لغيره.» ويقول ابن حجر العسقلاني: «وكان مُغْرىً بجمع الكتب، فَحَصَّل منها ما لا يُحْصَر. وقد خلَّف ابن القيم مكتبة كبيرة جدًا، فيذكر ابن حجر أن أولاده ظلوا دهرًا يبيعون منها بعد موته، سوى ما اصطفوه لأنفسهم.» وقد اقتنى ابن أخيه "عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن زين الدين عبد الرحمن" أكثر كتبه.
-
- مؤلفاته:
- 1- اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية.
- 2- الاجتهاد والتقليد.
- 3- أحكام أهل الذمة.
- 4- أسماء مؤلفات ابن تَيْمِيَّة.
- 5- أصول التفسير.
- 6- الإعلام باتساع طرق الأحكام.
- 7- إعلام الموقعين عن رب العالمين.
- 8- إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان.
- 9- إغاثة اللهفان في حكم طلاق الغضبان.
- 10- اقتضاء الذكر بحصول الخير ودفع الشر.
- 11- الأمالي المكية.
- 12- أمثال القرآن.
- 13- بدائع الفوائد.
- 14- بطلان الكيمياء من أربعين وجهًا.
- 15- بيان الاستدلال على بطلانِ اشتراط مُحَلِّلِ السِّبَاقِ والنِّضَالِ.
- 16- التبيان في أقسام القرآن.
- 17- التَّحْبِيرُ لِمَا يِحِلُّ وَيحرمُ مِن لِبَاسِ الْحَرِير.
- 18- التحفة الْمَكِّيَّة.
- 19- تحفة المودود بأحكام المولود.
- 20- تحفة النازلين بجوار رب العالمين.
- 21- التعليق على الأحكام.
- 22- تفسير الفاتحة.
- 23- تفضيل مكة على المدينة.
- 24- تهذيب مختصر سنن أبي داود.
- 25- الجامع بين السنن والآثار.
- 26- جلاء الأفهام في فضائل الصلاة والسلام على خير الأنام.
- 27- جوابات عابدي الصُّلْبَان، وأن ما هم عليه دين الشيطان.
- 28- الجواب الكافي لمن سأل عن ثمرة الدعاء إذا كان ما قدر واقع.
- 29- الجواب عن علل أحاديث الفطر بالحجامة.
- 30- الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي أو الداء والدواء.
- 31- حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح.
- 32- الحامل: هل تحيض أم لا؟.
- 33- حكم إغمام هلال رمضان.
- 34- حكم تارك الصلاة.
- 35- حكم تفضيل بعض الأولاد على بعض في العَطِيَّة.
- 36- رسالة إلى بعض إخوانه.
- 37- الرِّسَالة التَّبُوكِيَّة.
- 38- الرسالة الْحَلَبِيَّة في الطريقة الْمُحَمَّدِيَّة.
- 39- الرسالة الشافية في أسرار المعوذتين.
- 40- رفع اليدين في الصلاة.
- 41- روضة المحبين ونزهة المشتاقين.
- 42- الروح.
- 43- الروح والنفس.
- 44- زاد المسافرين إلى منازلِ السعداءِ في هَدي خاتم الأنبياء.
- 45- زاد المعاد في هدي خير العباد.
- 46- شرح أسماءِ الكتابِ العزيزِ.
- 47- شرح الأسماء الحسنى.
- 48- شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل.
- 49- الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة.
- 50- الصراط المستقيم في أحكام أهل الجحيم.
- 51- الطاعون.
- 52- الطب النبوي.
- 53- طريق الهجرتين وباب السعادتين.
- 54- الطُّرُقُ الْحُكْمِيَّة في السِّياسَة الشَّرعية.
- 55- عِدَةُ الصَّابرين وذخيرةُ الشَّاكرين.
- 56- عَقدُ مُحْكَمِ الإخاءِ بين الكلمِ الطَّيِّبِ والعملِ الصالحِ المرفوع إلى رب السماء.
- 57- الفتحُ القُدْسِيُّ.
- 58- الفرق بين الخلة والمحبة ومناظرة الخليل لقومه.
- 59- الفُروسِية.
- 60- فَضلُ العِلْمِ وأَهْلِهِ.
- 61- فوائدُ في الكلامِ على حديثِ الغَمَامةِ، وحديث الغَزَالةِ، والضَّبِّ، وغيره.
- 62- الفوائد.
- 63- قُرَّةُ عيونِ الْمُحِبِّين، وروضةُ قلوبِ العارفين.
- 64- الكافية الشافية في النحو.
- 65- الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية.
- 66- الكبائر.
- 67- كشف الغطاء عن حكم سماع الغناء.
- 68- اللَّمْحَة في الرَّدِّ على ابن طلحة.
- 69- مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين.
- 70- المسائل الطرابلسية.
- 71- معاني الأدوات والحروف.
- 72- أسرار الصلاة (رسالة).
- 73- مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة.
- 74- الْمَنَارُ الْمُنِيفُ في الصَّحِيحِ والضَّعِيفِ.
- 75- الْمَوْرِدُ الصَّافِي والظِّلُّ الضَّافِي.
- 76- مولد النبي صلى الله عليه وسلم.
- 77- نَقْدُ الْمُنْقُول، والمحكُّ الْمُمَيِّزُ بين المقبول والمردود.
- 78- نِكَاحُ الْمُحْرِم.
- 79- نورُ الْمُؤْمِنِ وَحَيَاتُهُ.
- 80- هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى.
- 81- الوابل الصيب من الكلم الطيب.
-
- مراجعة كتاب الفوائد:
- - حينما يخوض العالم في مدرسة الحياة وتشبع بالتجربة ثم يجمع كل ما اكتسبه ليخرج بالخلاصة والفائدة ذاك هو كتاب الفوائد، لم يقسم الكتاب إلى فصول بل كان على شكل مجموعة من الحكم المتناثرة والفوائد الجليلة ووقفات مع النفس دوّنها الإمام كلما تراءت له الفرصة .
- - يتضمن الكتاب فوائد لطيفة مختلفة ومنافع جمة من مسائل علمية نادرة متنوعة فيها غوص في معاني الحقائق الربانية، وإيضاح لحكمة الشريعة في موضوعات متعددة تتعلق بالقرآن والسنة النبوية والفقه الإسلامي.
-
- اقتباسات من كتاب الفوائد:
- - “إضاعة الوقت أشد من الموت ، لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة ،والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها”
- - “للعبد بين يدي الله موقفين: موقف بين يديه في الصلاة وموقف بين يديه يوم لقائه, فمن قام بحق الموقف الأول هوّن عليه الموقف الآخر, ومن استهان بهذا الموقف ولم يوفٍّه حقه شدد عليه ذلك الموقف”
- - “من أعجب الأشياء أن تعرف الله ثم لا تحبه, وأن تسمع داعيه ثم تتأخر عن الإجابة, وأن تعرف قدر الربح في معاملته، ثم تعامل غيره, وأن تعرف قدر غضبه ثم تتعرض له, وأن تذوق ألم الوحشة في معصيته، ثم لا تطلب الأنس بطاعته, وأن تذوق عصرة القلب عند الخوض في غير حديثه والحديث عنه، ثم لا تشتاق إلى انشراح الصدر بذكره ومناجاته, وأن تذوق العذاب عند تعلق القلب بغيره ولا تهرب منه إلى نعيم الإقبال عليه، والإنابة إليه, وأعجب من هذا علمك أنك لابد لك منه وأنك أحوج شيء إليه، وأنت عنه معرض وفيما يبعدك عنه راغب”
- - “أذا أراد الله بعبد خير جعله معترفا بذنبه ممسكاً عن ذنب غيره, جواد بما عنده زاهد فيما عند غيره, محتملاً لأذى غيره وأن أراد به شراً عكس ذلك عليه”
- - “قال ابن مسعود: اطلب قلبك في ثلاث مواطن: عند سماع القرآن, وفي مجالس الذكر , وفي أوقات الخلوة. فإن لم تجده في هذه المواطن فسل الله أن يمن عليك بقلب فإنه لا قلب لك”
- - “أين أنت؛ والطريق، طريق تعب فيه آدم، وناح لأجله نوح، ورمي في النار الخليل، وأضجع للذبح إسماعيل، وبيع يوسف بثمن بخس ولبث في السجن بضع سنين، ونشر بالمنشار زكريا، وذبح السيد الحصور يحيى، وقاسى الضر أيوب، وزاد على المقدار بكاء داود، وسار مع الوحش عيسى، وعالج الفقر وأنواع الأذى محمد صلى الله عليه وسلم؛ تُزهى أنت باللهو واللعب؟!”
- - “خراب القلب من الغفلة والأمن وعمارته من الخشية والذكر”
-
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.