
-
مقدمة :
-
لا يمكن فصل جامع القرويين عن بيئته ، فعلى التاريخ الإسلامي كان يمثل المسجد الجامع ، الذي في المدينة الإسلامية منبع الحياة الثقافية والروحية والسياسية ، واستمر جامع القرويين ما يزيد عن ألف عام مصدر اعتزاز وإباء المغرب ، وكان على الدوام يفيض بالحيوية .. -
* القيمة العظيمة لجامع القرويين :
-
يمثل أقدم جامعات العالم ، فقد ذكر عدد من المستشرقين أن الدول الإسلامية عرفت نظام الجامعات قبل الدول الغربية ، وأن جامع القرويين وجامع الأزهر (359هجري ) ، وجامع الزيتونة ( 116 هجري ) ، أسبق من جامعات السوربون وكمبردج وأوکسفورد ، فمنذ اليوم الأول لقيامها أريد لها أن تكون جوامع وجامعات تقام بها الصلاة ويناقش في أورقتها العلم والسياسة ، فخرج منها العلماء ، وشاركت في صنع الشأحداث ، وفي رحابها قام الخطباء والزعماء والمصلحون ... - وعرفت جامعة القرويين تقاليد دقيقة تتناول أیام دراستها وعطلتها ، وأخرى في حلقات درسها ، فكان منها الحلقة ذات الأستاذ الواحد ، وذات الأستاذین المتجاورين ، ومنها الحلقات التي يحضرها الكبار ولا يؤذن فيها للأحداث بالحضور ، وأخرى التي يستمع إليها النساء الصغار .
-
* ابن القرويين ابن بطوطة :
-
كان طبيعياً أن يقدم هذا النظام العلمي عدداً من كبار المفكرين ، وعدداً آخر من الرحالة ، بل وكانت رحلة ابن بطوطة ( ابن القرويين ) هي الوثيقة الرئيسية التي عرفت العالم بالدول الأفريقية والأسيوية في القرن الرابع عشر الميلادي ، كما قدم لأوروبا بعد قرن ونصف ابن الوزان في كتابه ( وصف افريقيا ) الحياة السياسية والإجتماعية عن أفريقيا .. -
* علاقة القرويين بجامع الأزهر :
-
اتصلت العلاقات بين جامعة القرويين وجامعة الأزهر ، وانتقل عدد من العلماء من القرويين إلى أروقة الأزهر ، ويظهر ذلك من الإستفتاءات التي كانت ترحل وترد من وإلى القاهرة ومنها ما يتعلق بأمر القبلة بفاس .. - وعرف جامع القرويين العلماء الذين يمثلون موئلآ للحق ، ودرعآ له في مواجهة جور الحكام ، وكما جاء في جني زهرة الآس : ( لم يكن يتم عمل سیاسي إلا بموافقة عليتها ورضا جلتها ) ..
- _ يقول الدكتور عبد الهادي التازي في كتابه القيم حول جامع القرويين : ( يميز جامع القرويين استمراره في هذا الدور بلا توقف ، ولم تتعرض مدينة فاس وجامعة القرويين للرجات التي عرفتها الجامعات الأخرى .. ) ..
-
* القرويين أسبق الجامعات :
-
سبقت الجامعات في العالم الإسلامي جامعات أوروبا ، يؤكد هذا عدد من الباحثين ، فإذا عرف أن جامعة بولونيا ( إيطاليا ) قد أسست عام 1158 م ، وجامعة السوربون ، وأعقبتها اكسفورد ، وسلامنكا ... - وكتب ديلفان في كتابه ( فاس وجامعتها ) يقول : مدينة فاس دار العلم بالمغرب ، التي بها جامعة القرويين تعد أول مدرسة في الدنيا ..
- ووصفها الكاتب الإسباني باديا بليبلش عام 1893 م :
- " فاس كانت في إفريقيا في مكانتها الثقافية مثل أثينا في أوروبا " ..
- وكتب المستشرق الروسي جوزي کریستوفيتش : إن أقدم كلية في العالم ليست في أوروبا - كما كان يظن - بل في إفريقيا في مدينة فاس ، فقد تحقق بالشواهد التاريخية أن هذه المدرسة كانت ( جامعة القيروان ) ، ويقصد القرويين ، والتي أسست في الجيل التاسع للميلاد وعليه فهي ليست فقط أقدم كليات العالم ، بل هي أيضاً الكلية الوحيدة التي كان يتلقى فيها الطلبة العلوم السامية في تلك الأزمنة ، حين لم يكن سكان باریس وأوکسفورد و بولونيا يعرفون من الكليات سوى الإسم ، فكان الطلبة يتواردون على كلية ( القيروان ) من أنحاء أوروبا وبريطانيا فضلاً عن بلاد العرب الواسعة للإنخراط في سلك طلابها ، وتلقي العلوم باللغة العربية مع الطلبة الطرابلسيين والتونسيين وغيرهم ، ومن جملة من تلقى علومه في هذه المدرسة من الأوربيين ( جير برت ) أو ( البابا سيلفستر ) ، وهو أول من أدخل إلى أوروبا الأعداد العربية ، وطريقة الأعداد المألوفة عندنا بعد أن أتقنها جيداً ..
- وبالتالي لم يكن غريباً تأثير جامعة القرويين القوي على الحياة في المغرب و في الغرب أيضاً ..
-
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.