- - حُبب للنبي صلى الله عليه وسلم هذه الفترة الإختلاء صار يخلو في بيته
- - ويذهب يطوف بالكعبة ويخلو بالحرم يجلس في حِجر إسماعيل
- - ثم حُبب له أن يخرج ويخلو خارج مكة فهداه الله عزوجل إلى غار حراء
- __________
- - هذا الغار يقع على قمة جبل الآن إسمه {{ جبل النور }}
- - يبعد عن مكة مسافة 5 كيلو ، جبل مرتفع والصعود إليه مرهق ومتعب [[ كثير من ذهب حج أو عمرة زار ذلك المكان ]] لما تنظر للجبل قبل ما تصعد عليه ترى القمة فيه شاهقة ، وترى الصخر في الأعلى راكب بعضه فوق بعض تصعد من أسفل الجبل للأعلى حتى تصل للغار [[ يأخذ معك الصعود تقريبا" ساعة ونصف ]]
- - و من فوق يجب أن تمشي بطريق ضيق وخطر حتى تصل للغار
- - والغار عبارة عن تجويف بين الصخر وسقفه صخر راكب على بعضه .. يتسع لرجل واقف أو إثنان .. ويتسع لأربع رجال جالسين
- __________
- - كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتزل في غار حراء في شهر رمضان
- - [[ورمضان ، هذا الشهر كان معروف ، عند قريش بهذا الإسم رمضان ]]
- - لماذا إختار الرسول شهر رمضان ؟
- - كان إلهام من الله من غير سبب إلهام ، كان في هذا الشهر يعتزل الناس في غار حراء وكان يتعبد فيه على تعاليم إبراهيم عليه السلام يتوجه إلى الله خالق هذا الكون ويدعوه ويطلب إليه حثيثاً من قلبه أن يهديه إلى ملة إبراهيم الحنيفة
- __________
- - كان يأخذ طعامه وشرابه و يتجه للغار ويبقى فيه عدة أيام ثم يعود لبيته وكان أكثر وقته يجلس ويتفكر ، في خلق السماوات والأرض والكون ومنظر الجبال من الغار يساعد على التفكر [[ وقد أكرمني الله وزرت غار حراء ، وكان خالياً من الزوار ، وجلست فيه وحدي وقت طويل أتأمل ، فعلاً الغار يساعد على التفكر تنظر أمامك جبال شاهقة ، ووديان واسعة، وفضاء كبير، وأُفق واسع ]] والحقيقة أن التفكر من العبادات التى نغفل عنها، ولا يمارسها إلا القليل جداً.
- - يقول أبو الدرداء :_تفكر ساعة خير من قيام ليلة.
- - ويقول عمر بن عبد العزيز :_التأمل في نعم الله أفضل عبادة
- __________
- - وكانت السيدة خديجة تأتي وتبقى مع النبي صلى الله عليه وسلم
- - يعني لو ظل النبي عشرة أيام تأتي وتبقى عنده يومين
- __________
- - كانت خديجة تشعر ، أن هناك شأن عظيم لمحمد زوجها فقد عاشت معه وتعرفه أكثر من جميع الناس وكان ورقة بن نوفل كل فترة يسألها ويستطلع عن أحوال محمد
- - كيف ينام ؟ كيف يذهب ؟ كيف يأتي ؟كيف أحواله؟ هل من جديد يا خديجة ؟؟
- __________
- - فلما أراد الله كرامته صلى الله عليه وسلم بإعلان نبؤته قبل أن يوحى إليه فجعل الله له التمهيد قبل نزول الوحي بستة أشهر
- - لماذا التمهيد ؟
- - لأنه سيقابل كائن آخر ليس من الأرض ، وهو جبريل وحي السماء
- - ولا تتوقعوا أن إستقبال الوحي من السماء أنه أمر هين ، بل يحتاج لتمهيد
- __________
- - فأصبح صلى الله عليه وسلم لا يرى رؤيا إلا جاءت كفلق الصبح [[ يعني واضحة تماماً ، مثلاً أن فلانا" جاء يزورهم في البيت ، وكان معه كذا، ويقولون كذا، ويحدث كذا ]]
- - فتتحقق الرؤيا كما رآها تماماً ، فشعر صلى الله عليه وسلم أن هناك شيء غريب وغير عادي
- - وينادى في منامه :_ يا محمد ... يا محمد ... يارسول الله
- __________
- - فلما صار يذهب إلى غار حراء من أي طريق يمشي فيه ، لما يخرج من مكة ويقطع البيوت و يبقى وحيداً
- - يسمع الحجارة والشجر تسلم عليه
- - وتقول السلام عليك يا رسول الله .. فيلتف حوله فلا يجد أحد
- - روى مسلم
- - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {{ إني لأعرف حجرًا بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث إني لأعرفه الآن }}
- - كل هذا كان مقدمة لنزول الوحي حتى لا ينزل عليه الوحي بغتة وفجأة .. صار صلى الله عليه وسلم يشعر من نفسه أن له شأن وأنه يراد به أمراً .
- __________
- - وفي رمضان ولما أتم من عمره 40 عاما" إلا أشهر قيل في ٢٧ رمضان
- - كان يجلس في غار حراء يتعبد صلى الله عليه وسلم ، وكانت ليلة مظلمة ، لا ضوء للقمر فيها
- __________
- - سمع صوت من مكان بعيد ومرتفع يناديه يا محمد
- - [[ وانظروا إلى لطف الله عزوجل بحبيبه صلى الله عليه وسلم ما جاء الملك عليه فجأة فيرعبه بالغار ]]
- - سمع .. يااا محمد
- - إلتفت صلى الله عليه وسلم ، من الذي ينادي ؟!!!
- - [[ غار حراء بعيد عن مكة ، ولا أحد يصعد إليه ، والوقت منتصف الليل ، هل جاء أحد من مكة يريده بشيء ]]
- - يااا محمد !!! فقام من مكانه ووقف على باب الغار ، ووقف يلتفت حوله
- - فسمع ... يا محمد !! فنظر إلى الأعلى
- - فإذا بجبريل بين السماء والأرض على صورة إنسان
- - فقال له :_ أنا جبريل ، وأنت رسول الله فخاف النبي أن تكون أعمال الجن والشياطين أو أنه يخيل إليه
- - فرجع للخلف ، ودخل للغار وجلس وهو يرتعد من الخوف وهو يسمع صوت جبريل يا محمد !! انا جبريل وانت رسول الله يا محمد !! أنا جبريل وأنت رسول الله
- - يكررها جبريل [[ كنوع من التنبيه ]]
- - حتى نزل جبريل ، و وقف على باب الغار فوقف أمامه
- - وقال جبريل :_ السلام عليك يارسول الله
- - أنا جبريل وأنت محمد رسول الله
- - فنظر إليه النبي وكان يرتعد من الخوف وقال :_ وعليك السلام
- - فقال :_ أنا جبريل وأنت محمد رسول الله قال :_ فنظرت إليه فإذا بيده قطعة من حرير قال :_ يا محمد .. إقرأ .. قال :_ ما أنا بقارئ
- - قال :فأخذني وغطني غطة شديده [[ أي ضمه لصدره ]] يقول النبي حتى خشيت أن أنفاسي تذهب [[ أي أختنق ]] ثم أرسلني وقال : إقرأ
- - فقلت :_ ما أنا بقارئ ، فغطني الثانية ، ثم أرسلني وقال :_ إقرأ
- - فقلت :_ ما أنا بقارئ ، فغطني الثالثة ثم أرسلني وقال :_ إقرأ .. يقول فخشيت إن قلت له ما أنا بقارئ أن يكرر ضغطته هذه فقلت له :_ ماذا تقرأ ؟؟ ماذا اقرأ ؟؟
- - فقال {{ إقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، اقرأ وربك الأكرم ،الذي علم بالقلم ، علم الإنسان ما لم يعلم }__________
- - ثم إرتفع جبريل يقول صلى الله عليه وسلم:_ ثم أخذتني الرعدة وشدة خوف وخشيت أن يكون تلبس الشياطين فنزلت من الغار [[ نزل صلى الله عليه وسلم ، من الغار وهو يرتجف من شدة الخوف ، والمسافة من الغار لبيت خديجة مسافة كبيرة ، والجبل مرتفع ، وإتجه إلى بيته مباشرة ]]
- __________
- - وأتيت الدار [[ أي بيته عند خديجة ]]
- - فرأت ما به خديجة فقالت :_ مالخبر يا ابن عم ؟!!!
- - [[ ابن عم كلمة تودد عند العرب تقولها الزوجة لزوجها وإن لم يكن قرابتها]]
- - قالت مالخبر يا ابن عم ؟
- - فقال :_ دثروني دثروني ، زملوني زملوني [[ أي أريد غطاء]]
- - فأسرعت خديجة وأحضرت الغطاء و وضعته عليه وهو يرتعد صلى الله عليه وسلم فلما ذهب عنه الرعدة [[ القشعريرة]] وخديجة تنظر إليه لا تعلم ما الأمر ثم سألته مالخبر ؟
- - قال :_ يا خديجة أخشى الجن والشياطين وأخشى أنه يلبّس علي أو إني أتخيل كما يصنع بالكهنة
- - قالت له :_ مالخبر ؟!!
- - فقال لها صلى الله عليه وسلم ما حدث بالتفصيل
- _________
- - أنظروا إلى السيدة خديجة {{ ما أعظمها من إمرأة رضي الله عنها وأرضاها }} إنظروا لكلامها المريح ، هي فعلاً نِعم الزوجة قالت :_فوالله لا يخزيك الله أبداً {{ إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق }}
- - كلمات قالتها خديجة تريح القلب بعد شدة رؤية جبريل [[أنت لست بالوجه الذي يرده الله ، لن يخزيك الله وأنت تحمل الخير للناس لأن هذه الصفات الحميدة مستحيل تجتمع مع سفاهة الجن والشياطين وأنت صاحب هذه الصفات فالله يحفظك من الجن والشيطان]]
- __________
- - ثم قالت خديجة :_أبشر أنت رسول الله إلى هذه الأمة
- - يقول النبي :_ لما سمعت كلام خديجة ،هدأت نفسي [[ يالله ما أجملك يا أمنا خديجة ، نسأل الله أن يجمعنا بك في الجنة فالقلب قد إشتاق لكم جميعاً ]]
- - ثم قالت : _يا ابن عم إن ورقة بن نوفل قد تنصر وقد حدثني عن أمور أهل الكتاب الكثير الكثير .. فهل تأذن أن نذهب إليه فنسأله عن إسم {{جبريل }} هل رأيتم ما أجملها من إمرأة عاقلة رضي الله عنها وأرضاها
- - فخرج النبي وخرجت معه خديجة وذهبوا إلى ورقة
- __________
- - وكان شيخ كبير قد طعن بالسن وكان أعمى فقد بصره فلما دخلا عليه
- - قالت له خديجة :_ يا ابن عم [[وكان إبن عمها بالحقيقة]] إسمع من إبن أخيك محمد [[ أيضاً هنا كلمة إبن أخيك تودد عند العرب]]
- - فقال ورقة :_ هاتِ يا محمد وتكلم يا خير قومه فحدثه صلى الله عليه وسلم كل التفاصيل كيف نزل جبريل ، وكيف قال له أنا جبريل وأنت رسول الله فلما سمع ورقة قول النبي وكان رجل كبير بالسن ومع جلال قدره وسنه وعمره وكان رجل كره عبادة الأصنام وتوجه إلى عبادة الله عن طريق أهل الكتاب وكان دائماً يبحث عن شيء يدله على الله ومعرفة الله وكان مؤمن أن هناك نبي آخر الزمان منتظر
- __________
- - لما سمع كلام الرسول وقول جبريل له ، أنا جبريل ،وأنت رسول الله
- - قام و وقف على قدميه إجلالاً للرسول ورفع يديه إلى السماء
- - وصاح .... قدوووس .. قدوووس
- - هذا الناموس الأعظم كان يأتي موسى وعيسى عليهما السلام
- - تقول خديجة :_ثم أخذ يتلمس رأس النبي [[ لأنه أعمى ]]
- - فلما أحاط به وأمسك برأسه أخذ يقبّل رأسه وقال :_ أشهد أنك رسول الله النبي المنتظر
- __________
- - ثم تنهد ورقة وقال :_ ليتني فيها جذعاً [[ يا ليتني أكون حيا ]] حين يخرجك قومك فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مستغرب
- -أو مخرجي هم ؟ !!!
- - قال :_ ورقة نعم لم يأت رجل قط بما جئت به إلا عودي وإن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزراً
- __________
- - ثم أعلن {{ ورقة رضي الله عنه وأرضاه }} إيمانه بالنبي وآمنت خديجة على الفور أن لا إله إلا الله وأنك يا محمد رسول الله [[ فأسلمت خديجة وأسلم ورقة مع أن النبي لم يكلف بعد بدعوتهم إلى الإيمان ]]
- - ثم رجع النبي إلى داره ومالبث غير أيام .. حتى هلك ورقة أي مات ما عاش كثير توفي ورقة وكان عمره قد تعدى المائة عام وكأن الله تعالى قد مد عمر {{ ورقة }} حتى يقوم بهذا الدور الهام جدا وهو تثبيت قلب النبي صلى الله عليه وسلم في أول يوم من أيام نزول الوحي عليه
- - وقد سألت السيدة خديجة عنه الرسول صلى الله عليه وسلم
- - هل قبض ورقة مؤمن وماهي منزلته
- - فقال صلى الله عليه وسلم :_ . أجل قُبض مؤمن ولقد أُوريت في منامي ذلك القس [[ أي ورقة ]] عليه ثياب خضر من سندس في الجنة .
- __________
- - نحن المسلمون قد قصرنا في حق هذا الرجل العظيم في ذكره
- - البعض قال أول من آمن بالرسول صلى الله عليه وسلم خديجة ، والبعض يقول أبو بكر والبعض يقول علي بن أبي طالب ولكن الحقيقة أول من آمن بالرسول هو ورقة رضي الله عنه وقد وصل {{ ورقة بن نوفل }} لهذه المنزلة بفضل العلم، بفضله دراسته وتعلمه اللغات وقرائته حتى فقد بصره من كثرة القراءة .
- __________
- - بعد ذلك ينقطع الوحي على النبي صلى الله عليه لمدة أسابيع، وهي التى يطلق عليها علماء السيرة
-
- وأخيرا: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
- لاتنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
- ودمتم بكل خير .