- - نحن الآن في السنة العاشرة من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وقد قلنا أن هذا العام أطلق عليه {{عام الحزن }} ولقد توفى فيه عم النبي ابو طالب ، وخديجة رضي الله عنها
- _________
- - وتحدثنا أن قريش اشتد إيذائها جداً ، للنبي صلى الله عليه وسلم،
- - وكان يعرض نفسه صلى الله عليه وسلم ، ولكن بعد أن اشتد إيذاء قريش رأى النبي صلى الله عليه وسلم أن الأمور تفاقمت في مكة وأن تربة مكة لم تعد صالحة لرمي بذور الدعوة فيها .. أراد أن يدعو إلى الله في مكان آخر فاختار الطائف .
- _________
- - لماذا اختار النبي صلى الله عليه وسلم الطائف ؟؟لأن الطائف هي المدينة الثانية في الجزيرة العربية بعد مكة، وتعتبر مركزاً تجارياً، ومركز كثافة سكانية، ولها مكانة في قلوب العرب، وقبيلة ثقيف التى تحكم الطائف هي أكبر قبيلة في الجزيرة بعد قريش، وسنرى ذلك بعد فتح مكة [[ إذا شاء الله ووفقني لأكمل السيرة ]]. سنرى كيف كانت الطائف هي المدينة الوحيدة التي استعصت على الرسول صلى الله عليه وسلم برغم حصارها فترة طويلة، حتى جاءت إليه بعد ذلك مسلمة.
- - إذن الطائف هي المدينة الثانية في الجزيرة بعد مكة، وإذا آمنت فإنها تستطيع أن تقف في وجه قريش؛ ولذلك كان اختيار الرسول -صلى الله عليه وسلم- للطائف للخروج إليها ودعوة أهلها
- _________
- - الطائف كانت تسمى قرية، والآن تسمى في وقتنا الحاضر مدينة،
- - تبعد عن مكة {{ ١٢٠ كيلو متراً }}، الطائف كانت تعتبر مصيافاً لمكة والمدينة وجدة وما حولها؛
- - لذلك كان لسادة قريش في الطائف بساتين [[ إللي معروف عنا اليوم بالمزارع .. فلان الله رزقه واشترى مزرعة بس يزهق من بيته بروح بقعد بالمزرعة أو يصيف فيها ]].
- - كان لسادة قريش في الطائف وعلى طريقها بساتين، إذا أشتدّ الحر في موسم السنبلة [[ يعني شهر ٧ و ٨ ]]
- - خرج أهل مكة إلى الطائف يستصيفون مناخها يقال يشبه مناخ فلسطين، وثمارها كثمار فلسطين ،وعليها وعلى مكة أطلق القول بالقريتين،لما قال سفهاء قريش وسفهاء الطائف وهم يكذبون الرسول صلى الله عليه وسلم{{وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَٰذَا الْقُرْآنُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ }}
- - يعني مكة والطائف.
- _________
- - فلما فقد الأمل صلى الله عليه وسلم في أهل مكة وسادتها، توجه إلى الطائف، فخرج ليلاً متخفياً إلى الطائف، مشياً على الأقدام (لأنه لو خرج على راحلة كانوا شعروا فيه قريش )، خرج متسللاً، وخرج معه زيد بن حارثة متبناه.
- - وخرج النبي صلى الله عليه وسلم ، إلى الطائف مشياً على قدميهمسافة (١٢٠كم) وكان السفر في شوال من السنة العاشرة، وكان يوافق { شهر ٦ عام ٦١٩ ميلادية }.وطبعا في شهر ٦ تكون درجة الحرارة مرتفعة جداً في صحراء الجزيرة العربية، لا يستطيع الإنسان أن يسير أكثر من ١٠ دقائق فيها. خرج صلى الله عليه وسلم هذه المسافة الكبيرة جداً مشياً على قدميه ؟!(لأن معنى ركوبه دابة أنه سيسافر )وهو لا يريد أن تعرف قريش تحركاته، وحتى إذا لم ينجح في دعوة الطائف لا تشمت به قريش، وتستقوي عليه ،واصطحب معه { زيد بن حارثة } والذي كان اسمه حتى هذا الوقت {{ زيد بن محمد }} لأن النبي صلى الله عليه وسلم تبناه كما أخبرتكم من قبل.هذا يوم واحد من أيام الرسول صلى الله عليه وسلم حتى يقول لنا أن طريق الدعوة إلى الله ليس بالسهل.
- _________
- - ولما دخل الطائف، ومن عادة العربإذا أرادوا أمراً من قوم، توجهوا إلى رؤوس القوم وسادتهم الذين إذا قالوا سمع القوم قولهم، فتوجه صلى الله عليه وسلم إلى سادة ثقيف، وكانوا ثلاثة اخوة : الكبير فيهم اسمه :
- - { عبد يا ليل }هكذا اسمه ، عبد يا ليل ،كأنك تغني موالاً.
- - الثاني اسمه:
- - {{ مسعود }}
- - الثالث اسمه:
- - قيل {{ نعيم وقيل حبيب }}
- - هؤلاء سادة ثقيف في الطائف.
- _________
- - فجلس النبي صلى الله عليه وسلم إليهم ،وهم يعرفون الرسول من قبل، يعرفون أنه هذا محمد بن عبدالله بن عبد المطلب؛ لأن الطائف ومكة يعتبران مجتمعاً واحداً، لأن مجتمع مكة مختلط بمجتمع الطائف، وقد وصلهم خبر محمد وخبر دينه الجديد، وعندهم علم بموقف قريش منه .جلس صلى الله عليه وسلم إلى سادة ثقيف في الطائف، والعرب كلها لا تنكر منزلة الضيف وحق الضيافة.
- _________
- - جلس صلى الله عليه وسلم عندهم،فلم يقوموا بحق الضيافة له، ولم ير منهم حسن الضيافة ولا استقبالاً حسناً،ومع هذا كله حبيبنا صلى الله عليه وسلم داعية إلى الله لا يريد ضيافة أحد، يريد من الناس فقط أن يستجيبوا لدين الله،فعرض عليهم الأمر، وطلب منهم أن يدخلوا في دين الله، فماذا كان ردهم عليه ؟
- _________
- - عبد ياليل قال: ألم ير الله إلا أنت يا محمد يبعثك رسولاً إلى العالمين، لولا أنزل على رجل من القريتين عظيم
- - (يعني لو نزل على شخص من سادة الطائف أو مكة عظيم ).
- _________
- - أما مسعود فقال: لأن كان الله أرسلك رسولاً (يعني لو ثبت أن هالحكي صحيح، وأن الله أرسلك رسولاً لأمزقن ثياب الكعبة يعني رح يغضب من ربنا ).. مش ملاقي غير هذا نبي، والله لأشق ثياب الكعبة إذا صحيح هذا الكلام .
- _________
- - أما حبيبفقال :وكان أصلحهم بالرد قال: أنا لو أعلم أنك رسول من الله لا أكلمك أبداً؛ لأنك إن كنت كما تزعم فأنت أعظم أن أكذبك، وإن لم تكن كما تزعم فأنت أهون من أن أرد عليك.
- _________
- - فقام صلى الله عليه وسلم محزوناً من عندهم، وقبل أن يخرج من عندهم قال لهم: أما إذا قلتم ما قلتم، فإن لي طلباً عندكم كضيافة
- - (يعني أنتم ما أحسنتوا ضيافتي، اعتبروا هذا الطلب هو الضيافة )،
- - قالوا ما هو ؟ قال: أرجو أن لا تخبروا قريشاً أني جئت إليكم ،لأنه لو عرفت قريش أنه جاء للطائف رح تزداد العداوة؛ لأن في عُرف قريش ذهب محمد للطائف معناها خرج يستنصر علينا بقوم آخرين .قالوا: لا واللات لنرسلن إليهم الآن، وأنت عندنا ثم أمروا قم يا فلان وأمرو فارساً أن يركب فرسه ويأتي قريشاً، ويخبر سادتها بأن محمداً يستنصر بثقيف عليكم .حبيبي يا رسول الله أي بلاء هذا ؟؟ ورحلته صلى الله عليه وسلم استغرقت ١٠ أيام إلى عندهم ورجوعه إلى مكة؛ لأنه جاء مشياً على الأقدام. الفارس يصل مكة ويخبر قريشاً ويرجع للطائف، والنبي صلى الله عليه وسلم مازال في طريق الرجعة .
- _________
- - خرج صلى الله عليه وسلم من عندهم وقد يئس أيضاً من أهل الطائف فلما خرج من عندهم
- - قاموا ونادوا سفهائهم فإن في كل مجتمع سادة وسفهاء .. فهم سادة الطائف ليس من مستواهم أعمال السفهاء فأرسلوا سفهائهم
- - وقالوا لهم؛ إذا خرج محمد القرشي فارموا عليه الحجارة واشتموه ، واصرخوا في وجهه، وصفقوا وراءه حتى يخرج من أرض الطائف.
- - طيب لماذا هذه الهمجية يا طغاة ؟!! إيمان ولم تؤمنوا، لماذا هذا الإيذاء ؟!! وضيافة ما ضيفتوه .. لأن الإنسان بلا دين كما وصفهم الله {{ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا }}، الحمير خير منهم .خرج صلى الله عليه وسلم ومعه زيد وإذا بالطريق اصطفوا كالمراسيم سفهاء الطائف، اصطفوا على جانبي الطريق.
- _________
- - فلما أراد الخروج أخذوا يصفقون، ويصيحون في وجهه، ويشتمونه، ويضربون قدميه بالحجارة، حتى سالت الدماء من قدميه، وتلطخت نعليه بالدماء الزكية، ولما أشتد به الألم صلى الله عليه وسلم ولم يعد يقوى على المشي جلس يستريح، فرموا الحجارة عليه، فوقف زيد بينه وبينهم يتلقى الحجارة بجسده حتى شج زيد في رأسه ووجه وجسده جراحاً كبيرةً وكثيرةً رضي الله عنه وأرضاه، وظلوا يطاردونه مسيرة { ٥ كيلو متر } كاملةحتى استطاع صلى الله عليه وسلم الخروج من أرض الطائف، فوجد بستاناً، وكان هذا البستان لابني ربيعة { عتبة وشيبة وهم من سادة مكة}،
- - وكان هذا البستان قريباً من الطائف، ولكنه ليس من أرض الطائف.
- _________
- - فلما رأى البستان ذهب وجلس تحت ظل شجرة، وأفاق من الصدمة والأزمة التي مر بها، والأوجاع والدماء تسيل منه صلى الله عليه وسلم، ثم رفع طرفه إلى السماء ودع
- - جلس صلى الله عليه وسلم تحت ظل شجرة، وأفاق من الصدمة والأزمة التي مر بها، والأوجاع والدماء تسيل منه صلى الله عليه وسلم،وكان هذا الموقف من أشد المواقف التى مر بها النبي صلى الله عليه وسلم يوم غزوة أُحد، لما شج رأس النبي صلى الله عليه وسلم، وكسرت رباعيته في فكه السفلي [[ الرباعية هو السن الذي يقع بين الثنية والناب ]]،وجرحت شفته السفلية، وسالت منه الدماء صلى الله عليه وسلم،فسألته السيدة عائشة رضي الله عنها وهي تصب له الماء يغسل وجهه من الدماء، هل أتى عليك يوم كان أشد من هذا اليوم ؟؟فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: {{لقد لقيت من قومك، فكان أشد ما لقيت منهم يوم رحلة الطائف }}.
- _______
- - جلس تحت الشجرة، ثم رفع طرفه إلى السماء ودعا بهذا الدعاء {{اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت ربُّ المستضعفين، وأنت ربّي إلى من تكلني، إلى بعيد يتجهَّمني، أم إلى عدو ملكته أمري، إن لم يكن بك عليَّ غضبٌ فلا أبالي، ولكنَّ عافَيَتَك أوسعُ لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تُنزل بي غضبك، أو يَحِلَّ عليَّ سخطُك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك}} لما دعا صلى الله عليه وسلم بهذا الدعاء الخارج من قلب خير خلق الله على الإطلاق العلوي والسفلي[[ يعني الملائكة والبشر والجن، خيرهم جميعاً على الإطلاق ]]، خرج هذا الدعاء من قلب خير رجل محزون مهموم [[ هذا الدعاء عمل انتفاضة في السماوات السبع ، ضجت ملائكة السماء كلهم، كيف ينال النبي هذا ؟؟ وأي واحد من ملائكة السماء يستطيع أن يدمر الطائف كلها، ولكن الله هو البصير السميع، سمع ما قال أهل الطائف، وسمع دعاء النبي صلى الله عليه وسلم فأمر جبريل أن يهبط ]]،
- - فنظر صلى الله عليه وسلم فإذا بغمامة [[ غيمة ]] تهبط عليه من السماء تظله، وإذ عليها جبريل، يقول صلى الله عليه وسلم: ومعه رجل لا أعرفه، فاقترب جبريل وسلم، وقال: يا محمد، هذا ملك الجبال [[أي الموكل بأمور الجبال]] أرسله الله إليك ليطيعك فيما تأمره، فأمره بما شئت، فتقدم ملك الجبال وقال: السلام عليك يارسول الله، إن الله أمرني أن أطيعك فيما تأمرني، إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين [[ أي جبلين في مكة ]]، وإن شئت دمدمت عليهم [[أي أهل الطائف دمرتهم، وخسفت فيهم الأرض ]] فلا ترى بعد ذلك منهم عدواً.
- _______
- - {{هذا حبيب الله، هذا المصطفى، هذا لرب العالمين رسولُ }} صلى الله وسلم عليك يا حبيبي يارسول الله دماؤه تنزف، ودموعه على لحيته، وما أفاق من الصدمة بعد، تخيلوا معي كل إنسان فيكم، والنبي لا ننسى أنه بشر، كلنا نعرف لو شخص ظلمنا وذقنا طعم الظلم المر، تتمنى أنك تملك أمر الظالم يوماً تقول:
- - [[يا ليتني أحكم فيهم يوماً واحداً ]]
- - هذا محمد رسول الله، وقد أعطاه الله الحكم الآن ، الحكم بين يديه وهو مظلوم، وملك الجبال خادم عنده،
- - كلمة واحدة من رسول الله ينتهي أمر قريش والطائف.
- _______
- - وإذا به صلى الله عليه وسلم يضم ملك الجبال إلى صدره ويقول: لا لا يا أخي، إني لأرجو الله أن يخرج من أصلابهم من يعبده وحده لا يشرك به شيئاً. فنظر إليه جبريل وقال: صدق من سماك رءوفٌ رحيم !!!! قال تعالى {{ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ }}.
- ______
- - {{ رءُوف رحيم }} اسمان من أسماء الله عز وجل أعطاهم الله للنبي صلى الله عليه وسلم، في الله هما اسم، وفي النبي وصف .
- _______
- - وفعلاً خرج من ذرية الطائف كثير من كبار العلماء الذين نشروا هذا الدين.
- _______
- - عتبة وشيبة كانا في البستان، نظرا من بعيد فشاهدا الدماء تسيل منه صلى الله عليه وسلم ،
- - وقد علما بما فعل به أهل الطائف، وكانا هما أصحاب البستان الذي يجلس فيه رسول الله، وكان شيبة وعتبة من سادة قريش،
- - فلما شاهدا النبي صلى الله عليه وسلم بهذا المنظر حزيناً، والدماء تسيل منه، دخل العطف لقلبيهما، وتعاطفا معه لأنه من صلة رحم، فهم من بني عبد شمس، والنبي من هاشم، وجدهم الأكبر عبد مناف.
- - شعر شيبة وربيعة بالتعاطف مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان عندهما غلام نصراني ، على دين المسيح اسمه {{ عداس }} ، فأرسلا عداس بطبق عليه عنب ، وماء بارد ، وقالوا : اذهب إلى ذلك الرجل ، وضع الطبق والماء أمامه، لعله يأكل ويشرب ، فأقبل إليه عداس وجلس بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو لا يعرفه ولا النبي يعرفه ، وقال : أيها الرجل، أرسل إليك سيّداي بهذا ، تفضل وكُل منه . [[ النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يقدم له أهل الطائف أية ضيافة ، ومضت أيام له في الطريق من مكة للطائف مشيا على الأقدام، وها هو الآن عائد إلى مكة، فهو في جوع وعطش ]]. مد يده للعنب وقال :{{بسم الله الرحمن الرحيم }} ،فتعجب عداس وقال : من أنت ؟ وماذا تقول ؟ ! والله هذه الكلمة لا يعرفها أهل هذه البلاد أبداً ! فقال له صلى الله عليه وسلم : ما اسمك ؟ ومن أين أنت ؟ قال: أنا عداس،رجل نصراني من نينوى [[ نينوى بلد في شمال العراق]] فابتسم النبي ،وقال له : من قرية الرجل الصالح يونس بن متى ؟
- - فقال عداس بلهفة ودهشة : وما أدراك من يونس بن متى؟ !! والله لقد خرجت منها منذ سنين ، ليس في نينوى عشرة رجال يعرفون من يونس بن متى! فما علمك به وأنت في بلد الأميين ؟؟ [[ بلد الأميين يعني بها هذا البلد، يعبدون الأصنام ، ولم يرسل فيهم أي نبي ،كل الأنبياء كانوا من بني إسرائيل ، العرب ما بُعث فيهم نبي إلا محمد العربي - صلى الله عليه وسلم - ]] فقال له النبي وهو مبتسم : ذلك نبي وهو أخي، وأنا نبي مثله . يقول عداس - رضي الله عنه - وهو صحابي : {{ والله أخبرني خبره ، وما وقع له مع قومه }} ، أي ذكر له قصة نبي الله يونس مع قومه .بشكل مختصر عن قصة نبي الله يونس عليه السلام : نبي الله يونس عليه السلام ، دعا قومه إلى الله، فلم يستجيبوا له ، قالوا : يا يونس إن رأينا أسباب الهلاك آمنا بك [[ وهي النذر التي تمر علينا في هذا الزمن كل يوم ، وخير أمة ، غارقون بالدنيا نسوا الله فأنساهم أنفسهم ، إلا من رحم ربي ]] ، وأي نبي إذا أنذر قومه العذاب، ولم يستجيبوا له ،تركهم وهجر تلك المدينة ، فهجرهم نبي الله يونس ، ومضى يريد السفر عن طريق البحر لما أحس باليأس من قومه ، وامتلأ قلبه بالغضب عليهم لأنهم لا يؤمنون، وخرج غاضبا ، وقرر هجرهم ، ووعدهم بحلول العذاب بهم . فلما جاءت نذر الله على قوم يونس ، امتلأت السماء بالغيوم شديدة السواد ، وكان يخرج منها دخان شديد ، ثم يهبط الدخان فوق رؤوسهم حتى ملأ مدينتهم ، فتذكروا يونس وكلامه ، وافتقدوه ، فلم يجدوه ، فألقى الله في قلوبهم الهداية ، والتوبة ، والندم ، عندها قاموا و لبسوا المسوح ، [[ المسوح هو لباس خشن ، كان يصنع من شعر الماعز الأسود ، متعب ومؤلم جدا لمن يلبسه لدرجة كبيرة ، من أراد أن يعبر عن ندمه وحزنه ، يلبس المسوح ، ويجلس على الرماد، ويضع الرماد على رأسه ، " بمعنى اللي عملته أنا خراب بيوت وأنا نادم على ما فعلت أشد الندم " ]] ، لبسوا المسوح تعبيرا عن ندمهم وذلهم ، وأخرجوا المواشي ، وأخذوا الأطفال الصغار من أمهاتهم ، وفرقوهم ، وأيضا فرقوا بين كل بهيمة وولدها ،فضاجت المدينة كلها بالصراخ والبكاء ، بكى الأطفال ، والنساء ، والرجال ، وخارت الأبقار ، وارتفعت أصوات الحيوانات . وصرخوا يستغيثون : يا حيّ حيث لا حي، ويا حي يحيي الموتى، ويا حي لا إله إلا أنت. اللهم إن ذنوبنا قد عظمت وجلت، وأنت أعظم منها وأجلّ، فافعل بنا ما أنت أهله ، ولا تفعل بنا ما نحن أهله، فلما علم الله الرحمن الرحيم ، اللطيف الودود منهم الصدق؛ تاب عليهم ، وصرف عنهم العذاب وكي لا أطيل عليكم، كلنا يعرف بعدها ركوب نبي الله يونس السفينة، وكيف هاج البحر [[ إشارة من الله لنبيه يونس، لأنه لم يصبر على قومه ]] ، وكيف التقمه الحوت .
- - أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم- عداس خبر نبي الله يونس مع قومه، وقرأ عليه قوله تعالى:
- - {{ وَإن يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ أَبَقَ إلى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * فَسَاهَمَ فَكان مِنَ الْمُدْحَضِينَ * فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ * فَلَوْلا أنهُ كان مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ * وَأنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ * وَأَرْسَلْنَاهُ إلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ * فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إلى حِينٍ }} .
- - فلما سمع عداس هذا قال : أشهد أنك رسول الله المنتظر خاتم الأنبياء ، وهبّ عداس يقبل رأسه ويديه وقدميه - صلى الله عليه وسلم - وعتبة وشيبة ينظران من بعيد ، فلما شاهدا عداسا يُقّبل رأس النبي ويديه وقدميه ، قال أحدهم للآخر: أما غلامنا ، فقد أفسده محمد !!! فرجع إليهم ، فقالوا له : ويحك ؟؟!! [[ ويحك عند العرب كلمة تعجب واستغراب ]]، ويحك! أرسلناك تطعم الرجل وتسقيه ، قمت تقبل رأسه وقدميه!! ما الذي دهاك ؟ !! قال : يا سيدي، والله ما على وجه الأرض كلها رجل خير من هذا الرجل ، إنه خير خلق الله . قالوا له : ويحك سحرك محمد يا عداس ! دينك خير من دينه، فلا تسمع له . قال : لا بل هداني. إنه نبي . قالوا: وما علمك بذلك ؟ قال لهم : أخبرني بأمر لا يعرفه إلا نبي ؛ لقد أخبرني بيونس بن متى نبي بلادنا مع قومه ، وقرأ علي ما أنزل الله عليه ، وهو موافق لما نعلمه نحن أهل الكتاب ، وهذا لا يعرفه إلا نبي ، وأسلم عداس . [[ لنتقدم قليلا في السيرة ]]
- - غزوة بدر وكان {{ شيبة وعتبة }} في صف المشركين من قريش وقبل المعركة كانا يستعدان للخروج للمعركة، قالا لعداس : أخرج معنا. قال : إلى أين ؟ قالوا : للحرب . قال: حرب من ؟ قالوا :حرب محمد. فقال عداس لهما متعجباً مندهشاً : أتريدان حرب ذلك النبي الذي جلس يوم كذا تحت الشجرة في البستان؟؟! وقدمنا له الطعام وأسلمت على يديه ؟ ! قالوا :_أجل
- - قال عداس :_والله الذي لا إله إلا هو ، إن هذا الرجل لا تقف في وجهه الجبال كلها لو اجتمعت .. أنصحكم لا تخرجوا .. فلم يسمعوا منه وتركوه وخرجوا فكانا أول قتيلين في معركة بدر .
- _______
- - رجع صلى الله عليه وسلم من الطائف متجها إلى مكة ولم يلق من أهل الطائف أي خير ، ولكنه لقي من الله كل الخير والتأييد له ونصرته
-
- - وأخيرا: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
- لاتنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
- ودمتم بكل خير .