
- تحت عنوان : « هل هما اثنان » ناقش الدكتور زکي نجيب محمود ، موضوع العلاقة بين العقل والدین ، مستشهداً بقصيدة ، من الشعر لأبي العلاء المعري يقول فيه :
- اثنان أهل الأرض ، ذو عقل بلا
- دین وآخر دین لا عقل له
- ومما قاله الكاتب :
- أن لأبي العلاء المعري من التصورات ما نقف إزاءها متسائلاين ، أحقاً قال المعري ذلك ؟
- ومصدر تساؤلنا هو الخطأ الواضح الذي أراه مما يبعد به عن أن يكون من أقوال المعري صاحب البصيرة النافذة .
- - مثال ذلك :
- وأمثلة ذلك بيت الشعر المشهور الذي ينسب إليه ، والذي يضاد فيه بين العقل والدين إلى الحد الذي يفصل عنده بين رجل يحتكم إلى عقله ، وآخر يحتكم إلى دينه كأنهما رجلان لا يلتقيان ؟
-
- لا منافاة ولا تضاد بين العقل والدين :
-
نحن نوافق كل الموافقة الدكتور زكي نجيب محمود فيما ذهب إليه من أنه لا تضاد ولا منافاة بين العقل والدين ، وأن حقيقة الأمر الواقع ليست قسمة الطرفين - أي العقل والدين - بين أهل الأرض ، بحيث إذا ظفر أحدهم بنصيبه من العقل ، ضاع عليه نصيبه من الدين أو العكس ، بل الصواب هو أن هذين الطرفين مهما يكن بينهما من تباين في الجوهر ، وفي المنهج ، فهما يلتقيان معاً في كل فرد من الناس ، فكل إنسان عقل ودين معاً ، وهما في الواقع جانبان يشكلان قوام كل إنسان . - - الخطأ يكمن في :
- إن الذي نأخذه على الدكتور زكي نجيب ، هو قوله بأن أبا العلاء المعري أخطأ في البيت المذكور ، عندما فصل بين العقل والدين ، وقسم أهل الأرض إلى متدینین لا عقل لهم ، وإلى عقليين لا دين لهم .
- ويقيننا أن الخطأ ليس في مضمون البيت المذكور ، وإنما هو في فهمه ..
-
- مقصد أبو العلاء المعري :
-
إن أبا العلاء المعري لم يقصد من البيت أن يقول أن العقل والدین ضدان لا يجتمعان ، وأن في طبيعتها التضاد والمنافاة ... - الحقيقة أن المعري لم يقصد إظهار وإبراز ما بين الدين والعلم من التضاد ، لأن هذا التضاد غير موجود ، وإن كان غرضه الأساسي وغايته الوحيدة تصوير الحالة القائمة في عصره وفي معظم و العصور الأخرى .
-
- المقصد في سلوك الناس :
-
هذه الحالة لم تكن نتيجة حتمية لما بين الدين والعقل من اختلاف وتضاد في جوهرهما ، وإنما كانت نتيجة لسلوك الناس، وموقفهم ، ونوع علاقتهم بها ، وسوء فهمهم لها ، وإساءة استعمالها . -
- خطأ الناس في فهم الدين والعلم :
-
لا شك أن المعري أدرك بثاقب رأيه وببصيرته النافذة ، أن الناس يخطئون في فهم الدين والعلم ، ومن هذا الخطأ ، نشأت فكرة التفرقة بين الدين والعلم ، وبرزت هذه الفكرة الخاطئة بين المسلمين : - - إما جهلاً بحقيقة التكاليف الدينية .
- - وإما انحرافاً مقصوداً لتشوية دين الله ، وصرف الناس عن الالتزام .
- - وإما مجاراة وتقليد لقوم قصروا معنى الدين على ما يريدون - على حد قول الأستاذ الشيخ شلتوت ..
-
- دور الدراويش :
-
من هنا - يضيف الشيخ محمود شلتوت - في تصور کثیر من الناس، أن الدين بأحكامه وإرشاداته شيء ، وأن العلم مقتضياته وشؤونه شيء آخر ، وصرنا نسمع في المسألة الواحدة ، أن رأي الدين كذا ، ورأى العلم كذا !! - وما زاد الأمر بلبلة تغلغل وتسلل الخرافات والخزعبلات خلال عصور الإنحطاط ، والتأخر في معتقدات الناس ، وعلى وجه الخصوص عن طريق الطرق الصوفية وجهلاء الدراويش ، الذين انشغلوا بالكرامات والأمور الخارقة المنسوبة إلى الأولياء والصالحين ، وغير ذلك مما ملأ كتب التصوف .
- - أمثلة عن ذلك :
- 1_ نجد مثلاً في كتب الشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي :
- أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام ، وأتى له بكتابه « فصوص الحكم » وقال له :
- خذ هذا الكتاب وانشره لينتفع الناس به ..
- وذكر في كتابه « الفتوحات المكية » أن أباه أخبره عن تاريخ يوم وفاته ، وقد توفي في اليوم المذكور كما أخبر .
- 2_ يقولون ومنهم بعض علماء الأزهر أن من کرامات سیدنا أحمد البدوي الذي دفن في طنطا ، حيث يوجد جامعه المشهور ، إحياء الأموات ، وتحويل الشعير مثلاً إلى القمح وبالعكس .
- وهناك أمثلة لا تعد ولا تحصى وهي اکثر غرابة وضلالة .
- من أراد المزيد فعليه مراجعة کتاب :
- ( مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ) وخصوصاً فيما يتعلق بأولياء الرحمن وأولياء الشيطان ..
-
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.