المشاريع العلمية والأدبية في الوطن العربي إلى أين؟

المشاريع العلمية والأدبية في الوطن العربي إلى أين؟

  • * مقدمة :


  • تقوم كثير من الدول العربية بمشروعات تنمية نشطة وطموحة ، بهدف اللحاق بركب التقدم ..
  • وهي لا تبخل ببذل ملايين الجنيهات لإنشاء المصانع والمدارس والمستشفيات والطرق والإنشاءات ، بهدف بناء العناصر الأساسية للدولة الحديثة ..
  • ولكن يبدو أن مشكلة الكتاب وتوفير العلم والتكنولوجيا لا تحظى بأي اهتمام ، ذلك بالرغم من أن التقدم الحقيقي لايمكن أن يتحقق بدون بناء الإنسان ، وكل هذا لا يتأتی بدون وجود مکتبة ضخمة في جميع فروع العلم والتكنولوجيا . 
  • _ إن الترجمة ونقل العلوم والفنون المعاصرة ، هي دعامة أساسية ولازمة ، لتشييد صرح التقدم العلمي للأمة العربية ، كما أن التراث الحضاري لا ينتقل عبر الأجيال إلا من خلال الكتب ..
  • * نسبة إصدارات الكتب في مصر :


  • يصدر سنوياً في مصر :

  • 1_149 كتاباً في العلوم البحتة .
  • 2_ 202 كتاباً في التكنولوجيا .
  • وهذا يعني أن عدد كتب التكنولوجيا يبلغ ضعف عدد کتب العلوم ، في حين أن النسبة يجب أن تكون خمسة أضعاف وليست ضعفآ واحداً كما هو الحال في معظم الدول المتقدمة ...
  • _ وتعتبر هذه الظاهرة انعكاساً لأسلوب التعليم الذي تتبعه ، وللمفاهیم الخاطئة التي تسود عملية التطوير الصناعي والتكنولوجي لبلادنا ، حيث يهتم بالنواحي النظرية ، ويتم التركيز على التعليم الجامعي ، مع عدم الإهتمام بالتعليم الفني ، وكذلك عدم مراعاة تطوير الأساليب الفنية والتكنولوجية في مختلف المجالات المهنية والحرفية . 
  • * القراءة وازدهار التأليف :

  • يلاحظ أن ازدهار حركة التأليف مرتبط تماماً بوجود القراء ، لذلك فإن عملية التحويل إلى اللغة العربية وترجمة المؤلفات الأجنبية إلى العربية ، سيخلق لقارىء العربي في مجالات الهندسة والطب والعلوم إلخ ..
  • عند ذلك سيقوم علماؤنا ومهندسونا وما أكثرهم بالتأليف باللغة العربية ... 
  • مثلهم في ذلك مثل علمائنا في الإقتصاد والجغرافيا والتاريخ والآداب .... إلخ . 
  • _ ولا شك أنه سيترتب على ذلك تطوير اللغة الفنية ، والتعود على استخدام المصطلحات والمفردات العربية ، بحيث تصبح خلال خمس سنوات أمرآ عاديآ ومألوفآ ، وهنا تحدث الفائدة الحقيقية فمن المؤكد أن القارىء يستطيع أن يستوعب بلغته الأصلية أضعافاً مضاعفة من العلمية عما إذا كانت مكتوبة بلغة أجنبية ، مهما كانت درجة إجادته لها . 
  • * مفهوم خاطئ :

  • لا يعني تشجيع وتحويل التعليم الفني والعلمي إلى اللغة العربية ، أننا ضد تعلم اللغات الأجنبية ...
  • ولكنها ستبقى دائماً ولا غنى عنها ، فهي وسيلة ولا غنی عن العالم الخارجي ، سواء في الإطلاع أو الأسفار والمؤتمرات إلخ ... 
  • ولكنها يجب أن تبقى في هذه الحدود ، ولنا في باقي الدول أسوة . 
  • فلننظر إلى ألمانيا وفرنسا وانجلترا .. إلخ ، فإنهم يتعلمون اللغات الأجنبية لتستخدم في هذه الأغراض ، بالرغم من توفر الكتب والمراجع باللغات الوطنية ...
  • * لكن من يمول المشروع ؟  

  • إن المطلوب إنشاء مؤسسة ضخمة ذات إمکانیات حديثة ، وبرأس مال ضخم ، قد يصل إلى 50 مليون دولار ، بالإضافة إلى ميزانية سنوية لا تقل عن عشرين مليون دولار لإستخدامها في تمويل عملية الترجمة والطباعة . 
  • وطبعاً تساهم فيها جميع الدول العربية ، نظراً لأن الترجمة بهذا المفهوم هي :
  • 1_ هدف قومي على مستوى الأمة العربية كلها .
  • 2_ حتى يحدث توحيد للمصطلحات والمسميات .
  • 3_ حتى يصبح لها الصفة الرسمية التي تحتم اتباعها في كافة الدول العربية . 
  • إن مؤسسة بهذه الصفة وهذا الحجم ، ستكون قادرة على ترجمة ونشر مالا يقل عن 20 ألف کتابآ سنوياً في مختلف مجالات العلوم والمواضيع ، وهي ذات إمكانيات ضخمة ، وبها جهاز حاسب الكتروني ذو طاقة كبيرة ، كما أنها مزودة بأحدث الأدوات والمعدات الإدارية والمكتبية الفنية ، بحيث يمكنها حصر جميع المطبوعات التي تصدر بجميع اللغات الحية فور صدورها مع تصنيفها وتبويبها ..
  • إن هذه المؤسسة يجب أن تكون على اتصال مع جميع دور النشر العالمية والمكتبات ومراكز المعلومات الرئيسية .
  • * الخدمات الأساسية التي تقدمها المؤسسة :

  • 1_ ترجمة 20 ألف كتاب سنوياً ، يرتفع بعد ذلك طبقآ للحاجة . 
  • 2_ توزيع ألف نسخة مجاناً من كل كتاب على الدول العربية ، بحيث تحصل كل دولة على 50 أو 100 نسخة ، لكي توزع على المكتبات المركزية بها ، أو على المؤسسات المختصة .
  • 3_ طبع الأعداد المطلوبة لكل بلد بسعر التكلفة الحقيقية .
  • 4- تعتبر المؤسسة مركزاً رئيسياً للمعلومات ، لخدمة كافة الدول العربية ، بحيث تقوم بحصر وتسجيل البيانات الخاصة بجميع المطبوعات التي تصدر في شتى أنحاء العالم .
  • 5_ أن تقدم التراجم للكتب والوثائق التي تحتاجها أي دولة عربية ، والتي لا تكون مدرجة في خطة الترجمة . 
  • * خاتمة :

  • نحن ندعو رجال الفكر والعلم لتداول هذه الفكرة وتشجيعها .. 
  • ندعو كافة الهيئات المتخصصة لعقد ندوات لمناقشة هذه المشكلة الحيوية .. 
  • نناشد رجال الدولة في كافة الدول العربية ، أن يتبنوا عقد دراسة إمكانية التنفيذ الفنية والإقتصادية ، و تخصيص المبالغ اللازمة لذلك .. 
  • ونذكر دائماً أن العربية ليست أقل من العبرية، ولا أكثر تعقيداً من الصينية ..
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.