- يعد الجامع الزيتونة في تونس أحد مراكز الثقافة العربية، والتراث الإسلامي ، منذ ما يقارب أربعة عشر قرن ، وكان رمز في مقاومة الغزو الإستعماري ، وقد كان سلاحه الفكرة والكلمة ، ومادته التجربة في وجدان أبناء المغرب العربي..
- ويعد واحداً من أشهر مراكز المعرفة في أفريقيا ، إلى جانب الجامع الأزهر و جامع القرويين ..
- ازدهرت اللغة العربية في أروقة هذه الجوامع وترعرعت الشريعة الإسلامية النقية ..
-
أولاً _ نشأة جامع الزيتونة ومكانته التاريخية :
-
بناه حسان بن النعمان سنه 79 للهجرة ، وأتى بعده عبيد الله بن الحبحاب سنه 114 للهجرة ، وأتم تجميله، عندما كان واليا على مصر وأفريقيا ، والأندلس.. - يقول البكري في كتابه المسالك والممالك : إن دور مدينه تونس 24000 ذراع ، وفي سنه 114 للهجرة ، بنى عبيد الله بن الحبحاب المسجد الجامع ودار الصناعة .
- وجاء هذا التطور بعد ان عاصبحت تونس للإسلام خالصة ، وجسراً من الأندلس وصقلية .
-
ثانياً _ تسمية جامع الزيتونة بهذا الإسم :
-
لم يطلق على مسجد تونس ، جامع الزيتونة في البداية ،. لأن المتعارف عليه في تسمية المساجد أن تكون باسم البلد المقامة فيه ، ولكن عندما تكثر المساجد في بلد واحد ، يمكن أن يسموها باسم خاص ... - وبذلك عرف مسجد تونس بمسجد الزيتونة ..
- _ يمكن أن تكون هذه التسمية جاءت من الآية الكريمة :
- " الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية "
- _ أو يمكن السبب في ذلك يعود إلى : ما اشتهرت به تونس الخضراء من زراعة أشجار الزيتون ..
-
ثالثاً _ ازدهار وترعرع جامع الزيتونة :
-
منذ قيام و بناء جامع الزيتونة ، استمر الفكر العربي والإسلامي فيه ، وقد درس فيه ، وحتى كانوا المتعلمون يجلسون منذ الفجر حتى العشاء ، يستندون إلى اسطوانات المسجد ، ويحيط بها التلاميذ على شكل حلقات متعددة من الدروس الاسلامية . - وكان آنذاك نظام الدراسة في هذا الجامع، لا يختلف عما عليه في الجامعات الاسلامية ، وكانت ااطالب يواظبون على الحضور ، وتدرس في الجامع العلوم العقلية والنقلية ، في الصباح والمساء ، أما الدروس الدينية فكانت بين المغرب والعشاء ..
- _ يقول محمد الحشائشي في كتابه تاريخ جامع الزيتونة : ( أنه من جامع الزيتونة انطلقت جيوش تونس لفتح الأندلس ، و تأسس في المغرب الأقصى جامع القرويين ، الذي احتذى جامع الزيتونة في نشر مبادئ الإسلام ، وإعلاء الصرح العلمي وحماية اللغة العربية وآدابها ، ومن ربوع إفريقيا خرجت جحافل جوهر الصقلى، ليؤسس مدينة القاهرة، مع الجامع الأزهر الشريف ، الذي حمل رسالة جامع الزيتونة ) ..
- _ ويقول رئيس اتحاد كتاب تونس محمد العروسي المطوي : ( أنه من جامع الزيتونة ، خرج رجال الذين أقاموا عدوة القرويين في فاس ، وأقاموا جامع القرويين ، و من تونس خرج الرجال الذين أقاموا الجامع الأزهر ) ...
- وهذا ما يعتقده إلى الآن أهل تونس ، أن جامع الزيتونة هو عبارة عن حصن الدفاع عن الثقافة العربية والتراث الإسلامي .
-
رابعاً_ أبرز علماء جامع الزيتونة :
-
من أبرز علمائه : - 1_ ابن عرفة .
- 2_ المفكر العربي عبد الرحمن بن خلدون الذي عاش حياة حافلة بالفكر والممارسة ، تنقل خلالها بين جامع القرويين و جامع الزيتونة والأزهر الشريف .
- 3_ التيجاني .
- 4_ أبو الحسن الشاذلي الصوفي .
- 5_ أبو حسن علي الحصري .
-
خامساً :مختصر وصف الجامع :
-
يبرز فن العمارة الإسلامي ، في بناء وتصميم هذا الجامع .. - والعناصر المعمارية تتجلى في :
- المنارة ، والقبة وبيت الصلاة ، والصحن ، و في أعمدته الأندلسية ، ثم المحراب ، والمنبر .
- يبدو جمال الجامع من الصحن ..
- وأجمل ما فيه صومعته ، وهي تقوم على قاعدة مربعة مثل مآذن شمال إفريقيا ، ينفذ الضوء إليها من شبابيك مستطيلة ، تصاحب السلم الداخلي الضيق ، الذي ينتهي بشرفة الآذان، وفي وسطها مكعب أصغر من الأول ...
- و على كل ناحية خمسة أقواس ، على الطراز الأندلسي ، يقيمون على أعمدة يضيفون إلى المنارة الجمال والذوق ..
- ثم تنتهي بقبة صغيرة خضراء ،وهذه الصومعة تحاكي ما صنع في جوامع الجزيرة الخضراء في عهد الحضارة الأندلسية ..
- وفي جانب الصومعة قبتان أتقن خلالهما المعماري العربي ، جعل القبة والمنارة وحدة جمالية لشكل المسجد ..
- القبة مزينة بالنوافذ المتقنة ، تتغير ألوانها مع الظلال ...
- أما بوابات المسجد ، فهي مصنوعة من خشب الساج ، ذات الطابع العربي الخالص ..
- و يواجهك داخل الجامع غابة الأعمدة ، والثريات على طول اتساعه ..
- أما المحراب فميزته زخارف جصية ، كما استخدم الخط العربي ، وأشكال الزجاج الملون الذي يلقي الأضواء مختلفة الألوان على المكان .
-
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.
- الرئيسية
-
التصنيفات
-
مثال على الأدب العربي
- مثال على الأدب في العصر الجاهلي
- مثال على الأدب في العصر الأموي وصدر الإسلام
- مثال على الأدب في العصر العصر العباسي
- مثال على الأدب في العصر الأندلسي
- مثال على الأدب في العصور المتتابعة
- مثال على أدب البلدان
- مثال على الأدب في العصر الحديث و المعاصر
- مثال على النقد الأدبي
- مثال على الأدب المسرحي
- مثال على الخطابة
- مثال على الكتابة الأدبية
- مثال على أدب الأطفال
- مثال على الفروقات
- مثال على معاني المفردات و الكلمات
- مثال على منوعات في الأدب العربي
- مثال على القصص و الروايات
- مثال على الشعر العربي
- مثال على قواعد اللغة العربية
- مثال على مؤلفات وكتب
- مثال على التاريخ والحضارة
-
مثال على الإسلام والأديان
- مثال على علوم القرآن الكريم
- الحديث النبوي الشريف
- الأدعية و الأذكار
- مثال على التفسير و التجويد
- الأخلاق و العبادات وتزكية النفس
- مثال على السيرة النبوية
- رمضان و الصوم
- الجنة و النار واليوم الآخر
- مثال على الفرق و المذاهب و الأديان
- مثال على علامات الساعة وعذاب القبر
- مثال على الفتاوى الإسلامية
- شبهات ومعتقدات خاطئة عن الإسلام
- مثال على العقيدة الإسلامية
- أحكام فقهية وشرعية
- معلومات دينية عامة
- معلومات دينية للأطفال
- الحج و العمرة
- مثال على تراجم القرّاء
-
مثال على المأكولات
- مثال على الأطباق الرئيسة
- مثال على أطباق منوعة من حول العالم
- مثال على أطباق سهلة وسريعة
- مثال على أطباق جانبية /مقبلات
- مثال على أطباق بالمكرونة
- مثال على أطباق للرجيم
- مثال على الحلويات
- مثال على السلطات
- مثال على المخبوزات /الفطائر
- مثال على المشروبات والعصائر
- مثال على أطباق بدون فرن
- مثال على الأطباق النباتية
- مثال على أطباق صحية
- مثال على الأطباق الغريبة
- مثال على ساندويتشات
- مثال على الشوربات
- مثال على أسئلة وأجوبة في المطبخ
- مثال على الطب و الصحة و الجمال
- مثال على العلوم
- المزيد...
-
مثال على الأدب العربي
- نبذة عنا
- سياسة الخصوصية
- الدخول إلى الحساب