صفة الترف من نظر التاريخ الإسلامي

صفة الترف من نظر التاريخ الإسلامي

  • تبرز الأمة عندما تجعل لها هدفاً تنطلق نحوه وتسعى جادة لتصل إليه ، وتسير بعدئذ إلى غايتها لتحققها ، 
  • وقد برزت الأمة المسلمة بعقيدتها ، وانطلقت تدعو إلى الله ، وتنشر الإسلام ، وتفتح البلدان للقضاء على الظلم وإخراج الناس من الظلمات إلى النور ، ومن عبادة العباد إلى عبادة الله ، ولم تقتصر على أهداف مادية تتوقف عند تحقيقها وتوفر الأمة عند انطلاقها نحو أهدافها وغايتها كل شيء تريد وتقدم كل شيء لتحصل على ما تبغي ..
  • - انشغال الجيل الجديد بالترف كعنصر سلبي في نظر التاريخ الإسلامي :


  • لم يشعر الجيل الذي جاء بما فعل السلف ، إذ عاش في الهناء والرخاء ، ووجد نفسه في الخير يقطف ثمار ما زرعه السابقون ، ويبدأ الجيل الجديد عهداً جديداً ، فسادته حكام ، والغنائم تأتيه من كل صوب ، والشعوب التي تخضع له في خدمته ، والأموال التي تأتيه يستغلها في جلب الناس لأمور دنياه من زراعة ، وصناعة ، وتعليم ، وبناء ، بل وللخدمة في بيته والتصرف بها كيف يشاء ..
  • - إنهيار الأمم بسبب الترف كعنصر سلبي في نظر التاريخ الإسلامي :


  • تكون الأمة قد وصلت إلى مرحلة الترف ، وهي بداية الإنهيار ، والانتهاء من مرحلة البناء ، وقد بدأت حياتها بالتراجع والتقهقر الذي يؤذن بالضعف ثم الرحيل ، وتغلب الأعداء عليها ، إذ لم يعد أبناؤها قادرين على مقاومة غيرهم إذ اعتادوا على حياة الترف ، ولم يعد بإمكانهم الرجوع إلى حياتهم الأولى ..
  • - محاربة الإسلام للترف كعنصر سلبي في نظر التاريخ الإسلامي :

  • يحارب الإسلام الترف ، ويطالب التعود على حياة الخشونة ، وإمكانية العيش في كل الظروف ، وبمختلف الأسباب ، لقد ورد الترف في ثمانية مواضع في كتاب الله وكلها في موضع الذم ، وهذه هي آيات الله : 
  • الأولى ـ قال تعالى : 

  • ( فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ ) .[ هود : 116 ] .
  • الثانية - قال تعالى : 

  • ( إِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا )[ الإسراء : 16 ] .
  • الثالثة - قال تعالى : 

  • ( لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَىٰ مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ ) [ الأنبياء : 13 ] .
  • الرابعة ـ قال تعالى : 

  • ( وَقَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَٰذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ ) [ المؤمنون : 33 ] .
  • والمترفون عادة أكثر الناس استغراقاً في المتاع ، وأقربهم إلى الإنحراف بل في طليعة المنحرفين ، وعدم التفكير في المصير ..
  • - سوء ثمرة المال كعنصر سلبي في نظر التاريخ الإسلامي  :


  • إن كثرة المال تدعو إلى :
  • 1 - السيادة والخلود إلى المتعة والراحة .
  • 2 - تيسر عمل الفسق .
  • فترتع فيه النفس وتستهتر بالقيم فلا تبالي فيها ، وتتعاظم بمالها ، كما تستهتر بأعراض الآخرين ، وتحاول أن تعوض لهم عنها بالمال ، إذ يصبح المال كل شيء في مفهوم المترفين ، وبذا تفسد الفطرة ، وتستجيب النفس لكل مفسدة . 
  • - الفرق بين الحاكم الجاهلي والمسلم بعنصر الترف من نظر التاريخ الإسلامي :


  • - إن الحاكم الجاهلي :

  • يجلب خيرات الأقاليم التي يسيطر عليها ، وتخضع له من غير إقليم شعبه ، إلى مركز سلطته ، ليعيش إقليم على حساب أقاليم ، والمستعمرون في العصر الحديث اعتادوا على نقل خيرات مستعمراتهم إلى بلادهم ، وترك أهالي المستعمرات يرزحون تحت وطأة الفقر والجوع والمرض .
  • - أما الخليفة :

  • يعمل جهده لتعيش الأقاليم كلها بمستوى معاشي واحد ، ولا تُنقل منتجات إقليم إلى جهات أخرى إلا عند الضرورة وحدوث مجاعات أو كوارث ، ولا تعد التجارة بمنتجات بلد إلى آخر من هذا النوع وإنما هي للأرباح وحدوث الرخاء بسبب وجود منتجات في منطقة وحرمان أخرى منها .
  • - البخل صفة أهل الترف كعنصر سلبي في نظر التاريخ الإسلامي :


  • قد تكثر الخيرات في جهة ما من الحياة ، أو تزخر أراضيها بالثروات الدفينة والمعادن ، فيصيب أهلها الترف ، ولا تمد يد العون لجهات أخرى ، أو لا يتمكن الناس في بلدان أخرى من القدوم إليها ، وكانت أحوال الدول الاستعمارية هكذا تجمع لديها ثروات الدول الضعيفة بعد أن تنهبها ، وتتركها تحت غائلة الحاجة .
  • وفي الختام:

  • إن التعلق بالخياة وترفها يجعل الإنسان مظلم القلب والجوارح ، ولو اعتاد على الترف فقد اعتاد على الشح والبخل مع الناس ، فالمشاركة مع الغير الحياة فتؤدي إلى انتشار المحبة والتآلف ، والتعود على التقشف هو الحل لتحمل ظروف الحياة بكافة ٱشكالها .
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.