لمحة عن مفهوم ومبادئ القيادة في التاريخ الإسلامي

لمحة عن مفهوم ومبادئ القيادة في التاريخ الإسلامي

  • - القيادة تعني :


  • ( مركز التوجيه وموضع التنظيم ) ، وهي أساس ترتيب الأمور بعضها إلى بعض ، ومحط العدل بين الجميع بحيث لا تطغى جماعة على أخرى ، ولا يتسلط فرد على جماعة ..
  • وعرف آخرون القيادة بأنها :

  • المنظم الدقيق الذي لا يفسح المجال لأمر أن يزيد على حده في وقته المحدد له ، فيضيع العاملون في رحابة المكان ، ولا تسمح له أن ينكمش عن حجمه الذي خطط له فتفشل الخطة في تحقيق هدفها المرسومة له .
  • - أهمية القيادة بقائد واحد في التاريخ الإسلامي :


  • لا بد للجماعة البشرية من قائد واحد يضبط مسيرتها ، ويوجه حركتها ، ولو تعددت القادة لاختل التوازن ، وفسد الأمر حتى يسيطر أحدهما على الآخر أو يطغى ، ولما كانت السيطرة غير مقبولة ، والطغيان مرفوض فلا بد من اختيار قائد واحد من البداية ، قال رسول الله ﷺ : « إذا كان ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم » . 
  • هذا إن كان العدد ثلاثة ، وهو أدنى عدد الجماعة ، والقيادة الجماعية لا تصلح على هذا القياس إلا إن كان لها قائد واحد ، وعندها لا تكون قيادة جماعية حسب الأعراف القائمة أو ما اصطلحت عليه بعض النظم عندما لا يمكن الاتفاق على قائد واحد .
  • - صور عن رفض القيادة الجماعية زمن الخلفاء الراشدين في التاريخ الإسلامي :


  • - الصورة الأولى :

  • عندما انتقل رسول الله ﷺ ، إلى الرفيق الأعلى لم يكن بين المسلمين من يسد مسده ، ولم يفكر المسلمون يومذاك باختيار قيادة جماعية ، وبايع المسلمون أبا بكر الصديق ، رضي الله عنه .
  • - الصورة الثانية :

  • لما توفي أبو بكر ، رضي الله عنه ، لم يكن بين المسلمين من يحل محله ، ولم يفكروا بقيادة جماعية ، بل اختار لهم قبل وفاته عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، خليفة لهم .
  • - الصورة الثالثة :

  • لما طعن عمر ، رضي الله عنه ، لم يكن من يقوم مقامه ، فاختار ستة من أصحاب رسول الله ﷺ ، الذين توفي رسول الله ﷺ ، وهو عنهم راض ، وطلب منهم أن يختاروا من بينهم خليفة للمسلمين في مدة ثلاثة أيام لا يتعدونها ، وقال : " أمهلوا فإن حدث بي حدث فليصل لكم صهيب ثلاث ليال ، ثم أجمعوا أمركم ، فمن تأمر منكم على غير مشورة من المسلمين فاضربوا عنقه " . 
  • وأرسل عمر إلى أبي طلحة الأنصاري قبل أن يموت بساعة فقال : " كن في خمسين من قومك من الأنصار مع هؤلاء النفر أصحاب الشورى فإنهم فيما أحسب سيجتمعون في بيت أحدهم فقم على الباب بأصحابك فلا تترك أحداً يدخل عليهم ، ولا تتركهم يمضي اليوم الثالث حتى يؤمروا أحدهم وقم على رؤوسهم ..."
  • - الصورة الرابعة :

  • توفي عثمان بن عفان ، رضي الله عنه ، وما بين المسلمين من يسد مكانه ، فبايعوا علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه ، ولم يفكروا بقيادة جماعية . 
  • - الصورة الخامسة :

  • طعن علي ولم يكن في جنده من يستطيع القيام بالعبء الذي كان يتحمله فبايعوا مع ذلك ابنه الحسن ، رضي الله عنه ، ولم يخطر على بالهم في ظرفهم العصيب أن يولوا قيادة جماعية ، ثم تنازل الحسن بن علي ، رضي الله عنهما ، لمعاوية بن أبي سفيان ، رضي الله عنهما ، ولم يخطر على بال المسلمين أن تكون قيادة من الحسن ومعاوية ، رضي الله عنهما . 
  • - الصورة السادسة :

  • توفي معاوية ، وانتهى عهد الخلفاء من الصحابة ولم يقل المسلمون لمعاوية عندما اقترح عليهم بيعة ابنه يزيد إنه ليس من الصحابة ، وحبذا لو شكلت قيادة جماعية من يزيد وبعض صحابة رسول الله ﷺ ، أو أبناء الصحابة ، إنما وافقوا ، وإن وافق بعضهم على كره أو مضض .
  • وفي الختام:

  • لم نعرف في عهد الخلفاء الراشدين وهم القدوة لنا بعد رسول الله ﷺ ، نائباً أو وكيلآ أو وليآ للخليفة ، إذن لا بد من قائد واحد لكل أمر ، قوله الحكم ، وهو المرجع لكل شأن من الشؤون . 
  • إن مفهوم القيادة لدى الناس كافة في أنها تنظم العمل ، وتحدد الأهداف ، وتصدر التعليمات اللازمة وبعد ذلك هناك اختلافات بينة ، إذ نجد لدى الأمم الجاهلية ، وكل الأمم ما عدا الإسلام جاهلية ، صفات للقيادة لا نجدها عند القيادة الإسلامية ، حيث نجد في قيادتها الترفع ، والصلاحيات الواسعة ، والامتيازات الكثيرة التي يتمتع بها أعضاؤها ، ويقابلها في القيادة الإسلامية التواضع ، والخدمات العامة ، والشعور بالمسؤولية أمام الله .
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.