- كلنا نعلم أن للأمة المسلمة تشريع لا يصح اتخاذ غيره لأنه من عند الله ، والله الذي فطر البشر هو أدرى بما يصلح لهم ، فأنزل لهم بما يوافق حياتهم ، وهذا التشريع أو النظام ثابت لا يتغير مع الزمن ، ولا يتبدل حسب المكان ، حيث فيه من الإستنباط ما ينسجم مع كل عصر ، وفي كل بقعة .
-
الفرق بين التشريع والقوانين الوضعية في التشريع والاستنباط في التاريخ الإسلامي
-
طالما التشريع هو من عند الله فهو لم يوضع تبعاً لمصالح أو أهواء ، ولم يشرع حسب أمزجة بني البشر وما يعتريها من نزوات ، كما لم يختلف حسب البيئات والأماكن ، وهذا الفرق الرئيسي بينه وبين القوانين الوضعية التي صاغتها البشرية على اختلاف عصورها ودولها ، إذ كانت ترتبط برغبات واضعيها ، وأغراضهم لذا لم يلبث أن يظهر فيها العور ، ويبدو الفساد ،ىفيسرع الآخرون بنقدها ، ووضع قوانين غيرها ، ويدعون أن فيها الصلاح، ولكن لم تلبث أن تتغير بزوالهم ، لأنها كانت تتفق ومصالحهم فقط ، فإذا ما انتهوا انتهت صلاحيتها معهم ، وهكذا عبر الزمن . -
تجاوز التشريع الإسلامي خروج على الدين في التشريع والإستنباط في التاريخ الإسلامي
-
( ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ )[ الجاثية : 18 ] . - فكل حكم بغير ما أنزل الله فهو كفر وبغي وفسق وظلم ، يقول الله تعالى :( وَأَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّ مُصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهِ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَمُهَيۡمِنًا عَلَيۡهِۖ فَٱحۡكُم بَيۡنَهُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُۖ وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَآءَهُمۡ عَمَّا جَآءَكَ مِنَ ٱلۡحَقِّۚ لِكُلّٖ جَعَلۡنَا مِنكُمۡ شِرۡعَةٗ وَمِنۡهَاجٗاۚ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَكُمۡ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ وَلَٰكِن لِّيَبۡلُوَكُمۡ فِي مَآ ءَاتَىٰكُمۡۖ فَٱسۡتَبِقُواْ ٱلۡخَيۡرَٰتِۚ إِلَى ٱللَّهِ مَرۡجِعُكُمۡ جَمِيعٗا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ فِيهِ تَخۡتَلِفُونَ (48) وَأَنِ ٱحۡكُم بَيۡنَهُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَآءَهُمۡ وَٱحۡذَرۡهُمۡ أَن يَفۡتِنُوكَ عَنۢ بَعۡضِ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ إِلَيۡكَۖ فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَٱعۡلَمۡ أَنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعۡضِ ذُنُوبِهِمۡۗ وَإِنَّ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلنَّاسِ لَفَٰسِقُونَ (49) أَفَحُكۡمَ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِ يَبۡغُونَۚ وَمَنۡ أَحۡسَنُ مِنَ ٱللَّهِ حُكۡمٗا لِّقَوۡمٖ يُوقِنُونَ )[ المائدة : 48-50 ] .
- فلقد بعث الله لكل قوم رسولاً له ، وشرع له شرعة يحكم بها بين قومه .
-
التشريع الإسلامي منهج حياة في التشريع والإستنباط في التاريخ الإسلامي
-
لقد كانت رسالة الإسلام تماشي نمو الحياة وتطورها وارتقاءها فكان لا بد من أن يكون فيها من المرونة ما يستنبط منها ما يناسب كل ما يستجد أمر في حياة البشر من اقتصاد واجتماع وإدارة ، وهذا ما يستنبطه ويجتهد فيه أهل العلم ، وهو تطور الحياة ، إذ كثيراً ما تستجد أمور لم تكن موجودة من قبل فمن الضرورة أن يعطي أهل العلم رأيهم فيه ، مثل : - المصارف التي تعمل كشركات مضاربة ، والتأمين على وسائل النقل ، وطرق انتقال المسلمين من بلاد الكفر إلى بلاد المسلمين و ... ، قال الله تعالى :( وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا )[ النساء : 83 ] .
-
النظام الإسلامي متكامل في التشريع والإستنباط في التاريخ الإسلامي
-
ما دام نظام الإسلام من عند الله فهو واحد لا اختلاف فيه ولا تناقض ، إنه نظام متكامل لذا من الضروري تطبيقه كاملاً ، ولكن لو أخذنا جزءاً وتركتا آخر لأصبح هناك اختلال ، ولظهر فيه بعض العورات ، ما دام يكمل بعضه بعضاً ولظن بعض الجهلة أو الأعداء أن هناك اختلافاً فيه ، أو لا يصلح في كل جوانبه ، يقول الله تعالى :( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ ٱلْقُرْءَانَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ ٱخْتِلَٰفًا كَثِيرًا)[ النساء : 82 ] . - إذن لا بد من تطبيق المنهج الإسلامي كاملاً كي تسعد البشرية ، أما الأخذ بجانب العبادة وترك أمور الحياة الاقتصادية والاجتماعية والإدارية أو الفصل فهو مخالف لأمر الله .
-
في نهاية مقالنا نقول
- إن النظام الإسلامي متكامل لا يمكن أخذ الجانب التعبدي وترك شؤون الحياة ، فالإسلام عبادة ونظام لا يمكن الفصل بينهما ، كما لا يمكن إقامة الحدود فقط والإدعاء بتطبيق الإسلام ، لا بد من تطبيقه متكاملاً ، إذن في النظام الإسلامي شرع الله هو المهيمن ، ويستنبط أهل العلم أحكام ما يجد في حياة البشر ، وتتكون لجنة من أهل العلم تتابع الاجتهاد ودراسة القضايا المستجدة .
-
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.
- الرئيسية
-
التصنيفات
-
مثال على الأدب العربي
- مثال على الأدب في العصر الجاهلي
- مثال على الأدب في العصر الأموي وصدر الإسلام
- مثال على الأدب في العصر العصر العباسي
- مثال على الأدب في العصر الأندلسي
- مثال على الأدب في العصور المتتابعة
- مثال على أدب البلدان
- مثال على الأدب في العصر الحديث و المعاصر
- مثال على النقد الأدبي
- مثال على الأدب المسرحي
- مثال على الخطابة
- مثال على الكتابة الأدبية
- مثال على أدب الأطفال
- مثال على الفروقات
- مثال على معاني المفردات و الكلمات
- مثال على منوعات في الأدب العربي
- مثال على القصص و الروايات
- مثال على الشعر العربي
- مثال على قواعد اللغة العربية
- مثال على مؤلفات وكتب
- مثال على التاريخ والحضارة
-
مثال على الإسلام والأديان
- مثال على علوم القرآن الكريم
- الحديث النبوي الشريف
- الأدعية و الأذكار
- مثال على التفسير و التجويد
- الأخلاق و العبادات وتزكية النفس
- مثال على السيرة النبوية
- رمضان و الصوم
- الجنة و النار واليوم الآخر
- مثال على الفرق و المذاهب و الأديان
- مثال على علامات الساعة وعذاب القبر
- مثال على الفتاوى الإسلامية
- شبهات ومعتقدات خاطئة عن الإسلام
- مثال على العقيدة الإسلامية
- أحكام فقهية وشرعية
- معلومات دينية عامة
- معلومات دينية للأطفال
- الحج و العمرة
- مثال على تراجم القرّاء
-
مثال على المأكولات
- مثال على الأطباق الرئيسة
- مثال على أطباق منوعة من حول العالم
- مثال على أطباق سهلة وسريعة
- مثال على أطباق جانبية /مقبلات
- مثال على أطباق بالمكرونة
- مثال على أطباق للرجيم
- مثال على الحلويات
- مثال على السلطات
- مثال على المخبوزات /الفطائر
- مثال على المشروبات والعصائر
- مثال على أطباق بدون فرن
- مثال على الأطباق النباتية
- مثال على أطباق صحية
- مثال على الأطباق الغريبة
- مثال على ساندويتشات
- مثال على الشوربات
- مثال على أسئلة وأجوبة في المطبخ
- مثال على الطب و الصحة و الجمال
- مثال على العلوم
- المزيد...
-
مثال على الأدب العربي
- نبذة عنا
- سياسة الخصوصية
- الدخول إلى الحساب