
- عمر بن الخطاب من بني عدي ، وقد عرف أبو الخطاب بجلافة طبعه ، وقسوة قلبه ، وورث عمر عن أبيه هذه الطباع ..
-
- ولادة الفاروق رضي الله عنه :
-
ولد عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، في السنة الثانية والأربعين قبل الهجرة ، فكان عمره يوم بعث رسول الله ﷺ تسعة وعشرين عاماً . -
- إسلام الفاروق عمر رضي الله عنه:
-
استمر على جاهليته مدة ست سنوات إذ معلوم أنه قد أسلم في السنة السادسة للبعثة ، ثم دخل في الإسلام ، وبذا يكون قد عاش في الجاهلية خمسة وثلاثين عاماً ، وعاش ثلاثين عاماً في الإسلام . - عاش خمسة وثلاثين عاماً في الجاهلية لم يكن له فيها مركز ولا شهرة ، ولولا الإسلام لما اشتهر ، ولما عرفه أحد بعد ذلك .
-
- حياة الفاروق عمر في الجاهلية :
-
قضى في الجاهلية ٣٥ عامآ ، وعرف أنه كان سفير قريش بينها وبين القبائل الأخرى فيما إذا وقع بينها خلاف أو حدث قتال ، ولم تكن هذه التسمية إلا صورة لأن قريشاً لم تكن قبيلة محاربة ، ولم تعرف بالغزو والقتال ، وإنما كانت قبيلة متحضرة تجارية يهمها الأمن والاستقرار حرصاً على قوافلها ومصلحة لتجارتها ، وهي تعيش في حرمها آمنة مطمئنة ، كان عمر فرد عادي في المجتمع ، وبالأحرى فهو عضو مهمل الذكر ضعيف الشأن ، شأنه في ذلك شأن أسرته القليلة الأهمية بين الأسر المعروفة آنذاك مثل بني عبد مناف ، بقي عمر وجيه بني عدي ، وسفير قريش ، وطباعه الجلفة هي التي تميزه ، ويعرف بها . -
- حياة عمر أثناء نزول الرسالة وإسلام الناس :
-
تمسك عمر بجاهليته تمسك الإنسان الجلف الذي إذا اقتنع بشيء لا يمكن أن يغير أبدأ إلا إذا اقتنع بشيء آخر ولن يكون هذا بسهولة ، كان رسول الله ﷺ يجمع المسلمين الاثنين والثلاثة والأربعة منهم في بيت من البيوت ، ويرسل إليهم من يعلمهم مبادئ الإسلام ويقرئهم القرآن ، و مع شدة عمر وجلافة طبعه كان رقيقاً طيب القلب ، إذا لم توجه إليه كلمات تغضبه أو إذا لم تكن إثارة مباشرة له ، فمع ما عرف من عناده للإسلام في جاهليته وشدة إيذائه للمؤمنين فإن قلبه كان يرق عليهم أحياناً ... -
- زوجات وأولاد الفاروق عمر رضي الله عنه :
-
تزوج عمر قبل الإسلام أربع نساء وهن : -
1 - زينب بنت مطعون :
- أخت عثمان بن مظعون ، وقد أنجبت له :
- ( حفصة أم المؤمنين ، التي تزوجت خنيس بن حذافة السهمي ، فلما توفي عنها ، تزوجها رسول الله ﷺ ، كما أنجبت له ( عبد الرحمن الأكبر ، وعبد الله الذي ولد في العاشرة قبل الهجرة ) .
-
2 - سبيعة :
- ولم تنجب له .
-
3 ـ أم كلثوم مليكة بنت عمرو الخزاعية :
- وقد ولدت له عبيد الله أبي الذي يعد من شجعان قريش ، وهو الذي قتل الهرمزان الذي اتهم مع لؤلؤة المجوسي غلام المغيرة بن شعبة بقتل أبيه الخليفة عمر بن الخطاب ، وانجبت له أيضاً زيد الأصغر ، وحضر عبيد الله صفين مع معاوية ، وقتل يومذاك .
-
4 ـ قريبة بنت أبي أمية المخزومية :
- وهي أخت أم المؤمنين أم سلمة ، ولم تنجب له أيضاً .
-
- قصة إسلام الفاروق عمر رضي الله عنه :
-
اتجه عمر بن الخطاب إلى ابن عمه سعيد بن زيد ، وإلى أخته فاطمة يرى شيئاً عن إسلامهما ، وكان عندهما خباب بن الأرت ، ومعه صحيفة فيها ( سورة طه ) يقرئهما إياها ، فلما سمعوا حس عمر ، تغيب خباب في بعض البيت ، وأخذت فاطمة بنت الخطاب الصحيفة ، وقد سمع عمر حين دنا إلى البيت قراءة خباب عليهما ، فلما دخل ، قال : ما هذه الهمهمة ( الصوت الخفيف الذي لا يفهم ) التي سمعت ؟ قالا له : ما سمعت شيئاً ، قال بلى والله ، فقامت إليه أخته فاطمة بنت الخطاب ، لتكفه عن زوجها ، فضربها فشجها ، فلما فعل ذلك قالت له أخته : نعم قد أسلمنا وآمنا بالله ورسوله ، فاصنع ما بدا لك ، فلما رأى عمر ما بأخته من الدم وندم على ما صنع ، ورجع ، وقال لأخته وقد رق قلبه ، أعطيني هذه الصحيفة ، فقالت له : يا أخي ، إنك نجس ، على شركك ، ولا يمسها إلا الطاهر ، فقام عمر فاغتسل ، فأعطته الصحيفة ، وفيها سورة طه ، فقرأها ، فلما قرأ صدراً منها ، قال : ما أحسن هذا الكلام وأكرمه ! فلما سمع خباب خرج إليه ، فقال له : یا عمر ، والله إني لأرجو أن يكون الله قد خصك بدعوة نبيه ، فإني سمعته أمس وهو يقول : - " اللهم أيد الإسلام بأبي الحكم عمرو بن هشام أو بعمر بن الخطاب " .
- فالله الله يا عمر ، فقال له عند ذلك عمر : فدلني يا خباب على محمد ﷺ حتى آتيه فأسلم ، فقال له خباب : هو في بيت عند الصفا ، معه فيه نفر من أصحابه ، فأخذ عمر سيفه فتوشحه ، ثم عمد إلى رسول الله ﷺ وأصحابه ، فضرب عليهم الباب ، فقام رجل من أصحاب رسول الله ﷺ ، فنظر من خلل الباب ، فرآه متوشحاً السيف ، فرجع إلى رسول الله ﷺ وهو فزع ، فقال : يا رسول الله ، هذا عمر بن الخطاب متوشحاً السيف ، فقال حمزة بن عبد المطلب : فاذن له ، فإن كان جاء يريد خيراً بذلناه له ، وإن كان جاء يريد شراً قتلناه بسيفه ، فقال رسول الله ﷺ : ائذن له ؛ فأذن له الرجل ، ونهض إليه رسول الله ﷺ حتى لقيه في الحجرة ، فأخذه بمجمع ردائه ، ثم جبذه به جبذة شديدة ، وقال : ما جاء بك يا ابن الخطاب ؟ فوالله ما أرى أن تنتهي حتى ينزل الله بك قارعة ، فقال عمر : يا رسول الله ، جئتك لاؤمن بالله وبرسوله ، وبما جاء من عند الله ، فكبر رسول الله ﷺ تكبيرة عرف أهل البيت من أصحاب رسول الله أن عمر قد أسلم .
-
- وفاة عمر رضي الله عنه :
-
قتله أبو لؤلؤة الذي كان يتحين الفرص ، ويراقب عمر وانتقاله وأفعاله ، ويبدو أنه قد وجد أن قتل الخليفة وقت الصلاة أكثر الأوقات مناسبة له ، فلما كانت صلاة فجر الثالث والعشرين من ذي الحجة في السنة الثالثة والعشرين من هجرة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام ، وفعل عمر كعادته ، فما هو إلا أن كبر حتى سمع يقول : - " قتلني الكلب " ، وقد طعنه أبو لؤلؤة ست طعنات ، وهرب بين الصفوف ، وبيده سكين ذات طرفين لا يمر على أحد يميناً أو شمالاً إلا طعنه حتى طعن ثلاثة عشر رجلاً مات منهم ما يزيد على النصف ، فلما رأى عبد الرحمن بن عوف ذلك ألقى عليه برنساً له ، وأحس أبو لؤلؤة أنه مأخوذ لا محالة ، لذا فقد أقدم على الانتحار بالسكين ذاتها .
- وهكذا مات الخليفة الفاروق شهيداً الذي أدى رسالته ، وفاض المجتمع آنذاك قوة وشجاعة ونظامآ .
-
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.