
- تعرف الخلافة بأنها استخلاف أحد المسلمين لحكم الناس حسب منهج الله سبحانه وتعالى ، وهو ما ارتضاه لعباده المؤمنين ، وهو أمر ضروري لاستقامة الحياة ، وإن مجموعة القوانين لا تكفي لإصلاح المجتمع ، ولكي يكون القانون مادة لإصلاح وإسعاد البشر فإنه يحتاج إلى السلطة التنفيذية ، لذا فإن الله عز وجل قد جعل في الأرض إلى جانب مجموعة القوانين حكومة وجهاز تنفيذ وإدارة .
-
- تنفيذ الأحكام وتطبيقها من قبل الخليفة في مفهوم الخلافة في التاريخ الإسلامي :
-
كان الرسول الأعظم ﷺ يترأس جميع أجهزة التنفيذ في إدارة المجتمع الإسلامي ، وإضافة إلى مهام التبليغ والبيان وتفصيل الأحكام والأنظمة ، كان قد اهتم بتنفيذها ، حتى أخرج دولة الإسلام إلى حيز الوجود ، في حينه كان الرسول الأعظم ﷺ لا يكتفي بتشريع القانون الجنائي مثلاً بل كان يسعى ، إلى تنفيذه ، كان يقطع اليد ، ويجلد ، ويرجم ، ومن بعد رسول الله كانت مهام الخليفة لا تقل عن مهام الرسول ﷺ ولم يكن تعيين الخليفة لبيان الأحكام فحسب ، وإنما لتنفيذها أيضاً ، وهذا الهدف هو الذي أضفى على الخلافة أهمية وشأناً . -
- مسؤولية الخليفة في مفهوم الخلافة في التاريخ الإسلامي :
-
يشعر الخليفة بأنه مسؤول أمام الله سبحانه وتعالى عن كل شيء في هذا المجتمع ، وما يحدث منه من تقصير محاسب عنه يوم القيامة ، لذا كان خوفه شديداً من الله ، الأمر الذي جعل الحاكم يعمل ليلا ونهاراً على خدمة الناس يتفقد أحوالهم في كل ساعة .. -
- مسمى الخليفة لرسول الله ﷺ في مفهوم الخلافة في التاريخ الإسلامي :
-
لقد كان الخليفة الأول أبو بكر ، رضي الله عنه ، يسمى خليفة رسول الله ﷺ ، على اعتبار أن رسول الله ﷺ كان هو المكلف من الله جل شأنه بتنفيذ أحكام الله ، وحاول كل خليفة بعده أن يقال له خليفة خليفة رسول الله ، إلا أن كثرة تكرار كلمة خليفة جعلت الأمر يقتصر على كلمة الخليفة ، ومنذ أيام الخليفة الثاني عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، يحمل أيضاً لقب أمير المؤمنين . -
- تعيين الخليفة في مفهوم الخلافة في التاريخ الإسلامي :
-
كان الخليفة إما :
- 1 - أن يستشير أهل الحل والعقد قبل موته فيمن يخلفه ، كما فعل أبو بكر الصديق .
- 2 - أو يعين من أهل الحل والعقد أناساً يختارون بعده من بينهم رجلا ممن يرضون عنه أو يرتؤون ، كما فعل عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه .
- 3 - أو أنهم يلتقون بعد وفاة الخليفة ليختاروا خلفاً له ، كما حدث بعد مقتل عثمان بن عفان ، رضي الله عنه ، إذ اختار أهل الحل والعقد سيدنا علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه .
-
- الخلافة غير موروثة في مفهوم الخلافة في التاريخ الإسلامي :
-
لا تكون الخلافة في أسرة واحدة ، مهما كان نوعها ومركزها ، وسواء أكانت من آل البيت أم من غيرهم ، فالحكم الوراثي غير متعارف عليه في الإسلام ، والصلاح ليس بالنسب ، والأحقية ليست بالقرابة وإنما : - 1 - بالعمل الصالح .
- 2 - الأفضلية بالتقوى .
- ولقد نال بنو أمية ما نالوا من النقد بسبب عهد بعضهم إلى بعض بالخلافة وترك الشورى ، إلا أن ذلك لا يعني أن غيرهم من الأسر أولى منهم ، كما ادعى بعض من يدعي أنه من أنصار سيدنا علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه ، في وجوب الخلافة في آل البيت ، وآل الأمر عندهم في النهاية إلى القول بإمامة بعضهم بالنص ، وذلك عندما لم يحصلوا على ما يبغونه .
-
- شروط الخلافة في مفهوم الخلافة في التاريخ الإسلامي :
-
وضع الفقهاء شروطاً للخلافة ، إلا أنها تبقى أموراً عامة فيمن يمكن أن يكون خليفة للمسلمين ، وقد نصوا على أن تتوفر في الخليفة شروط : -
1 - الإسلام :
- لأنه لا يمكنه أن يتولى إنسان أمراً لا يعتقد بصلاحية نظامه ، إذ كيف يتولى أمر المسلمين رجل من غيرهم لا يؤمن بصلاحية النظام الإسلامي ، وهو يريد أن يطبقه ، ويعاقب من يخالفه .
-
2 - الذكورة :
- لأن المرأة كثيرة العاطفة ، ضعيفة البنية غالباً ، لا تستطيع القيام ببعض المهمات المترتبة على صاحب هذا المنصب كإمامة الصلاة ، وقيادة الجيوش ، وإقامة الحدود .
-
3 - الرشد :
- الإمكان الموافقة على البيعة لشاب بلغ سن الرشد ، وإمامته صحيحة ، إلا أن النفس البشرية تنظر بوقار إلى الرجل الكبير السن ، المليئة حياته بالتجارب ، وعندما ولى رسول الله ﷺ أسامة بن زيد قيادة الجيش ، وافق المسلمون ، فرسولهم الكريم صاحب الأمر بذلك ، ولكن بعضهم مع الموافقة لم يتمكن من السكوت فأعطى رأيه أن في الجيش من هم أقدر من أسامة ، إذ في الجيش أمثال عمر ، وأبي عبيدة ، رضي الله عنهما ، وفعل رسول الله ﷺ تشريع ، وفيه دلالة على جواز إمارة
- الراشد ، وفي الجيش من هو أقدر ، وأكفأ من القائد .
-
4 - العدالة :
- قد يختلف الناس في بعض الأفراد أيهم أكثر عدالة ، إذ لا يوجد مقياس محدود بالنسبة لها ، وقد يوجد جماعة من الناس كلهم عدول ، وخاصة بين الصحابة الذين نتحدث عنهم ، لهذا قد يرى أناس أن فلاناً له أفضلية على فلان ، ويرى غيرهم غير ذلك ، ومن هنا كانت تصح إمامة المفضول مع وجود الفاضل ، فليس من الضروري أن يكون الخليفة أفضل الناس ..
-
قال أبو بكر ، رضي الله عنه ، بعد توليه الخلافة :
- " إني قد وليت عليكم ولست بخيركم ... " ، ومع أنه الأفضل إلا أن ذلك يدل على جواز وجود من هو أفضل منه ، ومع وجود الأفضل إلا أن الخلافة صحيحة والطاعة له واجبة .
- وفي الختام نقول :
- إن الخلافة واجبة شرعاً وعقلاً ، فالمسلمون لا بد لهم من حاكم يرعى أمورهم ، ويتولى إدارة شؤون دولتهم ، والخلافة هي الدولة الإسلامية ، فكما لا نتصور مجتمعاً منظماً دون دولة ، وكذلك لا نتصور مجتمعاً إسلامياً يؤدي دوره في الحياة دون خلافة ، وإذا انعدمت الدولة انقلب المجتمع إلى فوضى ، واختل النظام ، وساد الفساد ، وعمت الجرائم ، وأكل بعض الناس بعضاً ، وبانعدام الخلافة تصبح ديار المسلمين نهباً ، وتسود شريعة الغاب ، حتى تسيطر قوانين الكفر عليهم ، كما حدث بعد زوال الخلافة .
-
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.