- كان المجتمع الإسلامي أيام عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، فاضلاً ومتماسكاً ، ولم يختلف يوم تولى الأمر عثمان بن عفان ، رضي الله عنه ، إن لم نقل أن الرضا كان من عثمان أكثر من عمر للينه ، وقد مل المجتمع الحزم ، ولرفقه وقد تعب الناس من الشدة وإن حاول الكثير إظهار الخلاف الكبير بين العهدين ، والرضا بعهد عمر ، وإنقاص حق عهد عثمان .
-
- أول مشكلة واجهت عثمان وهي قتل الخطاب في خلافة عثمان :
-
تولى عثمان الخلافة ، وكانت أول مشكلة واجهته هي مشكلة قتل الثلاثة الذي قتلهم عبيد الله بن عمر ، ولا بد من إقامة الحد وهو القتل لعبيد الله ، وهذا ما أشار به علي بن أبي طالب وعدد من الصحابة ، فقد قتلهم عبيد الله بن عمر دون أن يكون حاكم جديد قد تولى الخلافة ، وهذا خطأ ، إلا أن المسلم لا يقتل بغير المسلم ، وشك الناس في إسلام الهرمزان ، ولكن عثمان دفع عبيد الله بن عمر إلى القماذبان بن الهرمزان ليقتله بابيه ، إذ عد الهرمزان مسلماً ، ولكن القادبان لم يقتله وعفا عنه ، فدفع الخليفة عثمان ديته . -
- أفضال الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه :
-
1 - اشترى بئر أرومة وجعلها للمسلمين . - 2 - جمع القرآن الكريم .
- 3 - أول من وسع مسجد رسول اللہهﷺ ، استجابة لرغبة رسول الله حين ضاق المسجد بأهله ، وله من الفضائل الكثيرة رضي الله عنه .
-
- المجتمع بين شدة عمر ولين عثمان رضي الله عنهما :
-
كان عثمان لينا للناس الأمر الذي أطمعهم فيه ، وطالبوه بأشياء كثيرة منها عزل الولاة ، كما كان لينا على الولاة فتطاول بعضهم عليه ، ويوم قامت الدولة الإسلامية كان ينفق ما شاء الله أن ينفق على الدولة وتجهيز الجيوش ، وإعداد الغزو ، فلما قامت الفتوحات ، وجاءت الغنائم والفيء ، وأصبحت الدولة بحالة غنى وثراء التفت عثمان إلى أقربائه يعطيهم ويتقرب إليهم ويقربهم ، عندما تولى عمر رضي الله عنه الخلافة كانت ماديات الدولة لا تزال ضعيفة وأحوال الناس المالية لا تزال قليلة ، لذا كانوا أقرب إلى الحياة البسيطة الهادئة ، والرضا بكل ما يأتي ، والصبر على الشدائد ، فلما توسعت الدولة ، وجاءتها الغنائم من كل جهة ، وزعت الغنائم على المقاتلين ، وأعطيت الأموال إلى الناس حتى كثرت بأيديهم ، وبطبيعة الحال فإن سيدنا عثمان كان يعطي ويوزع ما في بيت المال لكثرة ما يدخل ، بل كان أحياناً يعطي من ماله الخاص إن لم يكن في بيت المال من فائض ، وهذا ما جعل الحال تتغير تدريجياً عن أيام عمر حتى أواخر عهد عثمان حتى زادت زاوية التغير انفراجاً ، ووصلت إلى درجة واسعة نسبياً في نهاية أيام عثمان . -
- الفتنة أيام عثمان بن عفان رضي الله عنه :
-
جمع الخليفة عثمان بن عفان أمراء الأمصار في موسم الحج عام 34 هـ وهم :
- ( معاوية بن أبي سفيان ، وعمرو بن العاص ، وعبد الله سعد بن أبي سرح ، وسعيد بن العاص ، وعبد الله بن عامر ) ، واستشارهم في أمر المنحرفين ، وما يتكلمون به ، فأشير عليه بأن :
- 1 - نقل المنحرفين إلى الثغور فينشغلوا بأنفسهم .
- 2 - عدم إعطائهم الأعطيات حتى يرضخوا للأمر ويطيعوا .
- ولكنه لم ير هذا الرأي ولا ذلك ،ولما كثر الكلام عن سعيد بن العاص أمير الكوفة ، والمطالبة بأبي موسى الأشعري بدلاً عنه ، استجاب الخليفة للطلب فعزل سعيداً وولى أبا موسى مكانه .
- ولم تفد المخربين أعمال الخليفة ولينه لهم بل استمروا في تصرفاتهم وكلامهم ، فأرسل الخليفة بعض الصحابة إلى الأمصار يستطلعون آراء الناس .
-
- تدبير فتنة منظمة لقتل الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه :
-
جاء وفد من مصر في رجب عام 35 هـ إلى الحجاز يظهرون أنهم يريدون العمرة ، وفي نيتهم مناظرة الخليفة لبلبة الآراء وإشعال نار الفتنة ، وتمت مقابلة الخليفة ، وأقنع الوفد خارج المدينة ، ودخل بعضهم المدينة ، وحضر خطبة للخليفة أثنى فيها على الوفد ، واستغفر الله ، وبكى وأبكى الناس ، وانصرف المصريون راجعين إلا بلادهم . - إلا أن أهل مصر عندما رجعوا بدؤوا يحرضون الأمصار على التوجه إلى المدينة وإظهار الشكوى من الأوضاع العامة لأن المدينة أحرى بالفوضى أن تؤثر فيها ، ثم اتفقوا على أن يسيروا إلى المدينة في شهر شوال في ذلك العام ، وأن يكون مسيرهم مع الحجاج لمغافلة الصحابة ، وإمكانية نشر الفساد على نطاق أوسع ، وانطلق أهل مصر وعددهم 600 ـ 1000 رجل ، وفي الوقت نفسه انطلق أهل الكوفة ، وأهل البصرة ، وقد خرجت كل جماعة على شكل فرق أربع ، وعلى كل فرقة أمير ، وعلى الجميع أمير ، فالأمر يبدو على تخطيط وتنظيم واحد دقيق ، وكان على أهل مصر الغافقي بن حرب العكي ، ومعهم ابن السوداء ( رأس الفتنة ) ، وهم يريدون البيعة لعلي بن أبي طالب ، وعلى أهل الكوفة عمرو بن الأصم ، وبمسيرهم مع الحجاج لم يعلم الأمراء عدد الناقمين ، ولم يكونوا ليتصوروا أن هذه الشرذمة قادرة أو تفكر بقتل الخليفة أو تجرؤ على القيام بهذا العمل في دار الهجرة ، لذا لم يبذلوا جهداً بإرسال قوة تحول دون خروجهم ، أو تسير إلى المدينة لتمنع أمير المؤمنين .
-
- مقتل الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه :
-
وصل المنحرفون إلى مقربة من المدينة ، وهنا يبدو الاتفاق المسبق والتخطيط لدخول المدينة على حين غفلة من أهلها ، خرج عثمان كعادته إلى الصلاة ، يوم الجمعة ، وخطب ، وخاطب المخربين ، فثار الناس ، وهجم المنحرفون على الخليفة ، فضربه ( الغافقي بن حرب العكي ) بحديدة ، فقتل رضي الله عنه ، وكان قتل الخليفة الراشدي الثالث سيدنا عثمان بن عفان ، رضي الله عنه ، في 18 ذي الحجة من عام 35 من هجرة المصطفى ، وبذا تكون مدة خلافته اثنتي عشرة سنة إلا اثني عشر يوماً ، وكان عمره إذ ذاك اثنتين وثمانين سنة . -
وفي الختام :
- وهكذا نشأ المجتمع الإسلامي في تطور وترف أيام عثمان بن عفان رضي الله عنه ، بعد أن كان يعاني الفقر ، ولكن المال كان فتنة وقللب افئدة البعض على بعضهم .
-
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.