- - كانت المرأة ولم تزل منذ الجاهلية كنز الرجل الذي يحافظ عليه، ومكمن مشاعره ومحط أنظاره فمن يقرأ القصائد الجاهلية أو حتى المعلقات يجدها إما ابتدأت بذكر المحبوبة أو ثمة عدة أبيات في مستهل القصيدة للحديث عنها..
- - وهكذا في باقي العصور حتى عصر الدولة الأندلسية في المشرق، فقد حظى الجانب الحسي الجسدي من المرأة ومكملاته من زينة وأزياء باهتمام الشاعر الأندلسي كغيره من الشعراء، الذين أولوا اهتماما كبيرا لعلاقتهم بالمرأة
- - فقد شكلت المرأة الأندلسية عامل جذب للشعراء نظرا لما تملكه من صفات حسية لعبت دورا أساسيا في تشكيل القيم الجمالية في حياة الأندلسيين، وميزتها عن غيرها في المجتمعات الأخرى.
- - كما أسهمت في تأجيج عواطف الشعراء في كثير من المواقف فراحوا يتغنون بهذه المفاتن معبرين عن عواطفهم تجاهها، وعن مقاييسها الجمالية ومكوناتها في مجتمعهم. "من المعاني التي تتردد لديهم التصريح باتخاذ اللذة والمتع هدفا وديدنا لها في الحياة.
-
ومن أبرز المكونات الحسية النسوية التي حظيت باهتمام الشعراء الأندلسيين مايلي:
- 1- الوجه: فيتغنى به الشاعر
- - وتملكت نفسي ثلاث كالدمى زهر الوجوه نواعم الأبدان
- - ككواكب الظلماء لُحن لناظر من فوق أغصان على كثبان
- - فقد شبه الشاعر المرأة في إشراقة وجهها بالكوكب المنير في الليلة الظلماء
- 2- الشَعر:
- - فشعر المرأة يلعب دورا في تحقيق الجانب الجمالي الحسي الذي يجذب الرجل إليها، فهو يبرز مفاتن الوجه، وفيه يقول الشاعر الغرناطي:
- - بدر تم فوقه الليل عسعسا وجنة أُنس في صباح تنفسا
- - فقد شبه الوجه المحاط بالشعر ببدر التمام الذي يحيطه الليل المعتم
- 3- العيون:
- - والتي لها مكانتها في مقايس الجمال فقد أبدع الشعراء – منذ الجاهلية- وحتى الزمن الأندلسي وما بعده في وصفها، ومن الشعر الأندلسي في العيون:
- - أراميتي بالسحر من لحاظها نعيذك كيف الرمي من غير أسهم
- - ولو أن لي ركنا شديدا بنجدة أويت له من بأس لحظك فارحمي
- - ومنه قول الوزير:
- - عليك مني سلام الله ما بقيت آثار عينيك في قلبي وفي كبددي
- 4- الثغر والأسنان:
- - وفي هذا يطالعنا قول ابن زمرك:
- - عجبا لعقد الثغر مه منظما والعقد من دمعي عليه قد انتثر
- - ما رمت أن أجني الأقاح بثغره إلا وقد سل السيوف من الحور
- - فالشاعر يتعجب من جمال ثغر المحبوبة الذي انتظمت أسنانه كحبات عقد اللؤلؤ وبدت من بياضها كأنها أقاح وقد تمنى أن ينال ثمرة هذه الأقاح (قبلة) إلا أنها أشهرت سيوف عيونها بالرفص فانهمرت دموعه لعجزه عن فعل ما تهواه نفسه!
- 5- الجيد:
- - وهو الجزء الواقع بين رأس الإنسان وكتفيه.. هو موضع العقود والقلائد التي تضعها النساء فوق الصدور لتتزين بها.. وطول الجيد سمة جمالية فيقول الشاعر:
- - فلو أنني ملكت قلبي وناظري نظمتهما منها على الجيد والنحر
- - أي لو كان امر قلبي وعيوني بيدي لجعلت منهما عقدا يحيط بجيد محبوبته.
- 6- القوام:
- - وهو من المعايير التي لم تتغير فنجد لامرئ القيس أبياتا في وصف قوام محبوبته، ومنه قول الشاعر الأندلسي:
- - قضيب بان إذا تثنى يدير طرفا به احورار
-
- لم يقتصر الشعراء على الصفات الحسية، بل تطرق لرسم صورة للصفات المعنوية ومن هذه الصفات:
- •النسب والمكانة العظيمة:
- - فقد نالت مكانة عاطفية (حظوة) إضافة للمكانة الاجتماعية، ومنه قول الشاعر:
- - لم تطوك الأيام عني إنما نقلتك من عيني إلى أضلاعي
- - وهذا إشارة للمكانة الرفيعة التي نالتها محبوبته في نفسه، فأحلها أثمن موضع وهو فؤاده.
- •الصدود والتمنع:
- - لم تكن المرأة جارية يلهو بها الرجل متى شاء، فقد ساهمت المكانة التي نالتها بتعزيز ثقتها بنفسها مما جعلها تصد عن الرجل كثيرا
- - فلا بد له من حيازة رضاها، فنرى شاعرا يذكر كثرة المحاولات التي بذلها لنيل وصل محبوبته ورضاها إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل والصدود والتمنع - مما أضعف عزمه.
- - كم رمتُ وصلك والصدود يصدني ويضل عزمي أمره ومرامي
- •الذكاء والفطنة:
- - أعلى المجتمع الأندلسي من شأن المرأة الذكية المثقفة..
- - ولربما اختبروها كما فعل ابن الفراء الخطيب بعدما سأل امرأة عن اسمها فأجابت: غاية المنى، فأنشد:
- - سل هوى غاية المنى من كسا جسمي الضنا
- - فقال لها: أجيزي، فقالت:
- - وأرانـــي متيمــــــا سيقول الهــــوى أنــــا
- •العفة والستر:
- - في مجتمع شاع فيه اللهو والطرب والمجون ظلت هناك فئة من النساء تبغي العفة، وقد توجهوا لهؤلاء النساء نتيجة لردة فعل عن اللهو والمجون المنتشر آنذاك.
- - فيصف ابن لبانة عادات أندلسية كحماية الحريم والحشمة وارتداء الخمار الذي أزيل يوم الهزيمة عندما هزم بنو عباد في إشبيلية.
- - حُطَ القناع فلم تستر مخدرة ومزقت أوجه تمزيق أبراد
- •الرقة واالجاذبية:
- - من أكثر الصفات سحرا للرجل وجذبا إياه نحو المرأة، وتجعله يتعلق بها ويسعى في طلبها.
- - يروعها البــــرق وفـــــي كفهـــا برق من الخمر لماع
- - ياليت شعري وهي شمس الضحى كيف من الأنوار ترتاع
- - فهي رقة لحد الدهشة، إذ كيف تخاف من نور البرق الذي لمع بعيدا وهي تسقي الأمير رغم أن نورها أقوى من نور البرق!
- - تفوق الجانب الحسي للمرأة على الجانب المعنوي، ويعود ذلك لنظرة الرجل للمرأة إذ ينظر لها من ناحية جسدية فيرى مفاتنها المحسوسة: الشعر الأسود الطويل والوجه الصبوح والعيون الكحيلة والخدود الأسيلة.
- - لم تقتصر صورة المرأة الأندلسية على ما كان يراها به الرجل، فقد تطرقت المرأة لوصف نفسها ورسم صورة لها، وقد قدمت تفاصيل لا توجد لدى الرجال
- - مما جعل الصوت النسوي يتكامل مع الصوت الذكوري، وهي كما الرجل تطرقت للجانبين الحسي والمعنوي،
-
- مثال على الصفات الحسية لشهرتها في شعرهن، ولأهميتها في بيئة عنيت بالجانب الحسي:
- - أدركت المرأة الأندلسية ما تملكه من مفاتن جسدية مما يجذب الرجل، فعملت المرأة على جمع هذه المفاتن في إطار واحد.
- 1- الوجه: حظى باهتمام خاص من قبل المرأة لعلمها بأنه يلعب دورا أساسيا في تشكيل صورتها في أذهان الآخرين ولاسيما الرجل، ومنه قول ولادة:
- - ولقد علمت بأنني بدر السما
- - لكن ولعت لشقوتي بالمشتري
- 2- العيون والألحاظ: أدركت المرأة الأندلسية ماللعيون واللحظ من سحر يستطيع أن يؤثر في الرجل:
- - أغار عليك من عيني رقيبي ومنك ومن زمانك والمكان
- - ولو أني خبأتــــك في عيـوني إلى يوم القيامة ما كفـــاني
- 3- لثغر: فالمحبوبة إذ أرادت أن تغري محبوبها باللقاء فأشارت إلى أحد مظاهر الإغراء لديها وهو الثغر، ومنه قولها:
- - بلحاظ من سحر بابل صيغت ورضاب يفوق بنت الدوالي
- 4- الجيد: ومنه قول الشاعرة فخرا به:
- - عيون المها الصريم فداء عيني وأجياد الظباء فداء جيدي
- 5- الشعر: ومنه قول شاعرة الأندلس :
- - إذا سدلت ذوائبها عليها رأيت البدر في أفق السواد
-
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.
- الرئيسية
-
التصنيفات
-
مثال على الأدب العربي
- مثال على الأدب في العصر الجاهلي
- مثال على الأدب في العصر الأموي وصدر الإسلام
- مثال على الأدب في العصر العصر العباسي
- مثال على الأدب في العصر الأندلسي
- مثال على الأدب في العصور المتتابعة
- مثال على أدب البلدان
- مثال على الأدب في العصر الحديث و المعاصر
- مثال على النقد الأدبي
- مثال على الأدب المسرحي
- مثال على الخطابة
- مثال على الكتابة الأدبية
- مثال على أدب الأطفال
- مثال على الفروقات
- مثال على معاني المفردات و الكلمات
- مثال على منوعات في الأدب العربي
- مثال على القصص و الروايات
- مثال على الشعر العربي
- مثال على قواعد اللغة العربية
- مثال على مؤلفات وكتب
- مثال على التاريخ والحضارة
-
مثال على الإسلام والأديان
- مثال على علوم القرآن الكريم
- الحديث النبوي الشريف
- الأدعية و الأذكار
- مثال على التفسير و التجويد
- الأخلاق و العبادات وتزكية النفس
- مثال على السيرة النبوية
- رمضان و الصوم
- الجنة و النار واليوم الآخر
- مثال على الفرق و المذاهب و الأديان
- مثال على علامات الساعة وعذاب القبر
- مثال على الفتاوى الإسلامية
- شبهات ومعتقدات خاطئة عن الإسلام
- مثال على العقيدة الإسلامية
- أحكام فقهية وشرعية
- معلومات دينية عامة
- معلومات دينية للأطفال
- الحج و العمرة
- مثال على تراجم القرّاء
-
مثال على المأكولات
- مثال على الأطباق الرئيسة
- مثال على أطباق منوعة من حول العالم
- مثال على أطباق سهلة وسريعة
- مثال على أطباق جانبية /مقبلات
- مثال على أطباق بالمكرونة
- مثال على أطباق للرجيم
- مثال على الحلويات
- مثال على السلطات
- مثال على المخبوزات /الفطائر
- مثال على المشروبات والعصائر
- مثال على أطباق بدون فرن
- مثال على الأطباق النباتية
- مثال على أطباق صحية
- مثال على الأطباق الغريبة
- مثال على ساندويتشات
- مثال على الشوربات
- مثال على أسئلة وأجوبة في المطبخ
- مثال على الطب و الصحة و الجمال
- مثال على العلوم
- المزيد...
-
مثال على الأدب العربي
- نبذة عنا
- سياسة الخصوصية
- الدخول إلى الحساب